عكس قرار تأجيل الدراسة أسبوعا - بصورة مبدئية - حالة التخبط التي تميز الأداء الحكومي، والعشوائية التي تدار بها وزارة التربية والتعليم الواضحة في تضارب التصريحات. وبعيدا عن التفسيرات السياسية لهذا القرار فقد حاولنا التعرف علي صداه عند جوانب العمليه التعليمية: التلميذ والمدرس وولي الأمر، وكذلك آراء خبراء التربية والاقتصاد وعلم النفس.فوصلنا إلي أن هناك حالة من الفرحة بسبب القرار دون النظر لأسبابه. بالطبع كان الطلاب هم الأكثر سعادة بالتأجيل متمنين أن يستمر حتي لو تم الغاء العام الدراسي كله. هذا ماقاله «أحمد سيد خليل» بمدرسة السادات الابتدائية بحدائق القبة مضيفا: ياريت منروحش المدارس تاني.. ونبقي قاعدين نلعب شوية ونرتاح من الصحيان بدري، وياريت تتأجل أكثر من كده!! ولم يكن أحمد وحده السعيد بالقرار فقد قالت «تغريد محمد» بمدرسة الزهراء الإعدادية بالجيزة: باحب الاجازة أكثر من الدراسة، في الاجازة آخد راحتي في النوم، وأصحي متأخرة.. واتفرج براحتي علي التليفزيون! ولم تقل فرحة أولياء الأمور عن فرحة أبنائهم.. فيري «كامل حسنين» - تاجر - لديه 3 أولاد في مراحل مختلفة - أن «خبطتين في الراس توجع» يقصد العيد والدراسة، مضيفا أن التأجيل خطوة مهمة من الحكومة للسيطرة علي انتشار المرض، بجانب التخفيف من المسئولية والمصاريف. والحقيقة أنا حاسس بانبساط لأن التأجيل فرصة ل«زحزحة» المصاريف إلي فترة قادمة رغم أننا هدفع هندفع - وياريت تتأجل إلي آخر الشهر! وتؤكد «فادية عبدالحكيم» - ربة منزل - ان هذا القرار أول قرار تعمله الحكومة لصالح الناس، ففي العام الماضي طالبوا بتأجيل الدراسة لكن الوزارة رفضت. مضيفة: أنت متعرفش الولاد فرحانين قد إيه إن ده حصل.. وكمان خلينا نشم نفسنا شوية من المصاريف. ومن المدرسين تقول «ميرفت سيد» بمدرسة السلام الزخرفية للبنات: التأجيل وقاية للأولاد وأسعدهم كثيرا. وعدم التأجيل يؤدي لأزمة لأن عدد المدرسين غير كاف للفترتين الصباحية والمسائية. ورغم اعترافه بأن القرار «عكنن» علي بعض المدرسين، إلا أن «طارق حماد» بمدرسة أحمد عرابي أكد أن التأجيل قرار سليم 100% ويسعد الطلاب. من جانبه قال الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي! بدون شك القرار سيدخل البهجة علي الطلاب وأولياء الأمور لأسباب منها أن التعليم أصبح شكلا من أشكال «الجلد» للطرفين، ولا يقدم شيئا للمجتمع والطالب. وبالتالي فالتأجيل جاء في الوقت المناسب لأن ميزانية الأسرة مرهقة.. ولكن من المستحيل تأجيل الدراسة نهائيا فهناك 20 مليون طالب بمختلف مراحل التعليم سيتأثرون. ويري د.أحمد شوقي العقباوي أستاذ الطب النفسي ان التأجيل جاء لظروف استثنائية، وأن الأطفال هم الأكثر سعادة به، لكن هذا سيؤدي لزيادة الدروس الخصوصية. ويري د.يسري عبد المحسن - أستاذ الطب النفسي - أن تأثير التأجيل علي طلاب الابتدائي والاعدادي كبير لأنهم يعشقون الاجازات، بينما تأثيره أقل علي الثانوية والجامعة لأنهم ناضجون ويدركون مصالحهم ويعرفون أن ذلك أشد خطرا! وقال الدكتور عبدالحميد الغزالي الخبير الاقتصادي: رغم أن التأجيل يسعد الكثيرين من أولياء الأمور والطلبة إلا أن ضرره أكبر، فهو ضرر مباشر، حيث تحدث عملية تكدس في فترة أقل، وبالتالي يدفع أولياء الأمور لإعطاء أبنائهم الدروس الخصوصية.. فالنتيجة هنا عكسية.. لكن الضرورة اقتضت الحفاظ علي صحة الطلاب والتلامذة..