يبدو أن الاعتصام امام قصر الاتحادية يسبب مشكلة نفسية كبيرة للنظام، فبعد أن أزالته الميليشيات الاخوانية منذ مايقرب من شهر، قامت قوات الامن فى محيط قصر الاتحادية الرئاسى فى الذكرى الثانية للثورة بازالة الخيام وفض الاعتصام بالقوة، مما دفع المتظاهرين الى الاشتباك مع قوات الأمن، وفى تطور سريع للاحداث قامت قوات الامن بعد ازالة الخيام بوضع اسلاك شائكة لمنع المتظاهرين من الوصول الى القصر الجمهورى كما قامت قوات الأمن بإلقاء القنابل المسيلة للدموع، مما دفع المتظاهرين الى التراجع بعيدا عن البوابة 4 للقصر، وأدى ظهور الجماعات الملثمة «بلاك بلوك»، لاشعال الاحداث مرة اخرى، حيث حاولوا اقتحام الاسلاك الشائكة وتحطيمها فى محاولة لاقتحام القصر الجمهورى، مما جدد الاشتباكات مرة اخرى مع قوات الامن، وطالبت قيادات الأمن المتظاهرين بوقف الاشتباكات، حفاظا على سلمية التظاهر وعدم تجدد الإصابات بين الطرفين، فقام المتظاهرون بصنع درع بشرى للفصل بين الطرفين ومنع الاشتباك بينهما، وقامت قوات الأمن الموجودة هناك بتدعيم وجودها بثلاثة تشكيلات أمنية إضافية وسيارتين مصفحتين، تحسبا لأى هجوم مفاجئ. وعلى جانب آخر قامت سيدات منطقة روكسى بتنظيم مسيرة نسائية اتجهت ناحية الاشتباكات لدعم المتظاهرين، ورددت السيدات اثناء مسيرتهم بعض الهتافات والشعارات المنددة بحكم الاخوان والرئيس مرسى، وكان من هذه الهتافات «الستات قالت كلمتها.. حكم المرشد على جزمتها»، «قالوا حرية ..وقالوا عدالة.. البس أسود على الرجالة» وبمجرد وصول المسيرة الى محيط الاشتباكات قامت قوات الامن بمطاردة المتظاهرات بعيدا عن محيط القصر، فقام عدد من الفتيات والسيدات بالاشتباك مع قوات الامن المركزى مطالبين بفك اسر بعض الشباب الذين تم القبض عليهم، ورددت السيدات هتافات ضد الشرطة نتيجة لتعامل احد الضباط معهن بخشونة وحذرهن من التواجد فى محيط الاتحادية خلال الساعات القادمة. وعلى جانب آخر تجمع عدد كبير من اعضاء حزب «الحرية والعدالة» بميدان رابعة العدوية، استعدادا للهجوم على متظاهرى الاتحادية فى حالة اقتحامهم القصر، وعلى الرغم من تصريح قيادات الجماعة بان متظاهرى رابعة العدوية للاحتفال بالذكرى الثانية ل25 يناير، وأنه لا نية للاعتصام فى ساحة المسجد وأنهم جاءوا لإثبات أن هناك مؤيدين للرئيس وللاحتفال بذكرى ثورة يناير. الا أن المتظاهرين اثناء تظاهرهم اكدوا انه فى حالة اقتحام القصر سيكون له رد فعل آخر، وسيتحول الاحتفال الى دفاع عن القصر والشرعية، متهمين الداخلية وقوات الامن بالتقاعس عن حماية القصر والرئيس، وردد المتظاهرون بعض الهتافات المناهضة لجبهة الانقاذ الوطنى، والتى اطلقوا عليها جبهة الحرق والخراب الوطنى كما رفعوا لافتات مكتوب عليها: «إذا كان القاضى حلاوة والزند وشلش وحسونة..يبقى عليه العوض ومنه العوض»، «فساد فى الإعلام..فساد فى القضاء.. فساد فى الداخلية..حسبى الله ونعم الوكيل». نشر بتاريخ 28/1/2013 العدد 633