شعوب لا تقرأ وإن قرأت لا تحلل ما تقرأ، وان حللت لا تفهم، وان فهمت فمن خلال مفهومها الخاطئ والمغلوط والذى يلبسه ضيق الأفق، وان طبقت هذا المفهوم قولاً وفعلا تكون الطامة.. مشكلتنا أننا نحب مصر من الشفاه والقلب غائب والضمير مكلوم. البعض من الإسلاميين عاتب على الرئيس مرسى ويتهمه بأنه لايريد تطبيق الشريعة الاسلامية، يا جماعة سيبوا الراجل بحاله هو مش قادر يتكلم لأنه عارف ومتأكد لو راح يطبقها تطبيقا حقيقيا بالعدل وخاصة فى مثل هذه الأيام فثلاثة أرباع حبايبه تقريبا واللى بينادوا فيها راح يروحوا فى داهية وكلنا شايفين عمايلهم إذا بتحبوا الريس بلاش تحرجوه. ■ وكأن روح النظام السابق قد تقمصتنا ولم نستطيع الفكاك منها، وبدلاً من أن نثور ثورة على الظلم الذى قاسينا منه، أخذنا نثور على كل من لايقبل الظلم، وهذا ظهر بكم العداء والشماتة غير المبررة من الكثيرين منا تجاه الشعب الفلسطينى وخاصة الأيام الماضية إبان قصف غزة والذى لم يكن بهذا الكم أيام النظام السابق، فلنختلف مع حماس أو فتح ولننتقد سياستها كيفما نشاء ولكن أن نعاير شعبا بأكمله ملكوم ببعض المساعدات الإنسانية وتكرر فى وسائل الإعلام وغيرها باللي يحتاجه يحرم على الجامع وأن أطفالنا أولى بالسرنجات والأدوية التى ذهبت لأطفال غزة والتى لم يرحم القصف أجسادهم الضعيفة ونحسد طفلا متوفى على قبله من رئيس وزراء وطفلة متفحمة على سرير نظيف.. ده حتى المفروض السرير يكون نظيف علشان بس التصوير وصورنا بره. ■ عندنا فى الداخل ما يكفينا وما هو أهم من السخافات والتى أطلقها الموساد وبعض الكارهين على عزم الفلسطينيين وخاصة أهالى غزة وهم آخر من يعلم، على نقل اقامتهم إلى سيناء ونحن وللاسف بتفكيرنا المتواضع تعاملنا مع الموضوع على أنه حقيقة مؤكدة وأخذنا نكيل لهم الاتهامات والهجوم والشتائم وكأن مئات الآلاف منهم يحتشدون خلف الحدود محاولين اقتحام أرضنا واحتلالها وغيرهم سبقوهم وجارى بناء منازل لهم على قدم وثاق، ولم يتبقى سوى اختيار لون السيراميك. ■ وحتى نرتاح فليذهب أصحاب الاقلام منا والمحرضين إلى سيناء وليتأكدوا بأنفسهم وأنا معهم لو شاهدنا بأعيننا أن هناك من حفر من غزة الايام الماضية وبنى فيها بيتا فلنحطمه ونحرق محتوياته «خلصونا بقه من الكلام الفاضى يبدو أن بعض الأقلام المحرضة اللى عاوزه جنازة وتشبع فيها رقص ياريت نوفر مجهودنا وأقلامنا لشىء ينفع بلدنا ونعينها حتى تخرج من هذه الكوارث اللى هى فيها. ■ مع كل القصف والحصار على أهل غزة إلا أنهم عايشين ومرتاحين أكثر من أهل سيناء بمراحل تفتكروا أهل سيناء عايشين؟ ولو كانوا عايشين مكنش خرجت منهم كل الخلايا التكفيرية والارهابية كما نستمع. ■ من المضحك والمعيب فى نفس الوقت أننا نقلل من قيمة مصر وترسانتها وجيوشها وقوتها وتعداد سكانها وكأنها لن تستطيع أن تتصدى لكام فلسطينى أعزل على حدودها، ولهجوم أهل غزة الكاسح لاحتلال بلدنا، بضع عمارات قليلة فى أصغر شارع فى بلدنا مصر يستوعب سكان غزة جميعهم، أشعر وكأننا تحول العداء من إسرائيل إلى غزة حقيقة نجح الموساد الاسرائيلى بهذا. ■ هل نعلم أن سيناء لم تكن لنا لسنوات طوال ماضية ولم يكن لنا عليها سيادة واليوم أيضا لم يكن وليس مسموحا بأن يكون لنا عليها سيادة، هى نقطة التقاء مصالح مشتركة لايعرفها إلا حكامنا. ■ تصحيح لأكذوبة أو ربما سهوة خبر يقول «نشر قوات أمريكية فى سيناء ضمن اتفاق وقف اطلاق النار بغزة ما بين حماس وإسرائيل، هذا الخبر قديم ونشر منذ ما يقارب الشهر وقبل قصف غزة وليس له علاقة بأحداث غزة، نرجو تحرى الدقة وبلاش تسخين حتى لو جاء يوم لا قدر الله واستعمر الأمريكان سيناء نقول أهل غزة هم السبب.. ياعالم ياهووو، مفيش عاقل فينا! [email protected] نشر فى العدد رقم 625 بتاريخ 3/12/2012