الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيئين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. هذه أبيات وأقوال تمتلئ عبرا ، وتفيض حكما، يتأثر المرء عند قراءتها ، ويستفيد من مواعظها ، جمعتها من بعض المصادر ، وأرجو أن أكون قد وفقت في اختيارها . 3 في الفرج بعد الشدة قال المنتصر بن بلال الأنصاري: عسى فرَجٌ يأتي به الله إنه ۞۞۞ له كلَّ يوم في خليقته أمرُ عسى ما ترى ألاّ يدومَ وأن ترى ۞۞۞ له فرَجا مما ألحَّ به الدهر إذا اشتد عسر فَارْجُ يسرا فإنه ۞۞۞ قضى الله أنَّ العسر يتبعه اليسر [روضة العقلاء ونزهة الفضلاء/البستي /ص:89] وقال الشافعي في ديوانه (ص:39): وَلَرُبَّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ۞۞۞ ذَرْعاً وعند الله منها المَخرَجُ ضاقت فلما استحكمت حلقاتُها ۞۞۞ فُرِجت وكنت أظنها لا تُفرَجُ وقال الشاعر: يا صاحب الهم إن الهم منفرج ۞۞۞ أبشر بخير فإن الفارِج الله اليأس يَقْطَع أحيانا بصاحِبِه ۞۞۞ لا تيأسَنّ فإن الكافي الله الله يحدث بعد العُسْر مَيسرة ۞۞۞ لا تجزعنّ فإن الصَّانِع الله وإذا بُلِيتَ فَثِقْ بالله وارضَ به ۞۞۞ إن الذي يَكْشِف البلوى هو الله والله ما لَك غير اللهِ مِن أحَدٍ ۞۞۞ فَحَسْبُك الله .. في كلٍّ لكَ الله [الفرج بعد الشدة/التنوخي/ج1/ص:276 ] وقال جعفر بن محمد: فلا تجزع وإن أعسرت يوما ۞۞۞ فقد أيسرت في الزّمن الطويل ولا تيأس فإن اليأس كفر ۞۞۞ لعل الله يغني عن قليل ولا تظنن بربك غير خير ۞۞۞ فإن الله أولى بالجميل [المصدر السابق/ج1/ص:296 ] وقال عمرو بن أحيحة الأوسي: « عند تناهي الشدة، تكون الفَرْجَة، وعند تضايق البلاء، يكون الرخاء، ولا أبالي أي الأمرين نزل بي عسر أم يسر، لأن كل واحد منهما يزول بصاحبه» [ المصدر السابق /ج:1/ص:179] وقال بعض الصالحين: « استعمل في كل بلية تَطْرُقُك حسن الظن بالله عز وجل في كشفها، فإن ذلك أقرب بك إلى الفرَج» [نفس المصدر ص:154] عن أسلم أن أبا عبيدة حُصِرَ فكتب إليه عمر يقول:« مهما ينزل بامرئ شدة يجعل الله له بعدها فرجا، وأنه لن يغلب عسر يسرين، وأنه يقول الله سبحانه وتعالى:﴿ 0صْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَ0تَّقُواْ 0للَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:200] [الفرج بعد الشدة/ابن أبي الدنيا /ص:29] 4 في المراقبة يقول الدكتور محمد راتب النابلسي : «أن تشعرَ أنَّ الله يُراقُبك وأنهُ معك وأنكَ مستقيم على أمره، هذا الشعور يبعثُ في نفسكَ فرحةً عظيمة ولذّةً لا توجد في أيِّ شيءٍ في الدنيا» قال ابن الجوزي: « المراقبة دوام علم العبد، وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه » [مدارج السالكين/ابن الجوزي/ج:2/ص:67] وقيل: « من راقب الله في خطرات قلبه، عصمه الله في حركات جوارحه » [المصدر السابق/ص:68 ] وقال أبو حفص لأبي عثمان: «إذا جلست للناس فكن واعظاً لنفسك وقلبك، ولا يغرنك اجتماعهم عليك، فإنهم يراقبون ظاهرك، والله يراقب باطنك» [نفس المصدر/ص:68] وقال ابن الجوزي: «فمن راقب الله في سره حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته ". [نفس المصدر/ص:69] وقال الحارث المحاسبي: «المراقبة علم النفس بقرب الرب»[جامع العلم والحكم/ابن رجب/ج1/ص:409] وقال ابن عطاء: «أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات» [إحياء علوم الدين/الغزالي/ج:4/ص:397/المكتبة الشاملة] وقال ابن المبارك لرجل : «راقب الله تعالى؛ فسأله عن تفسيرها، فقال: كن أبداً كأنك ترى الله عز وجل» [المصدر السابق/ج:4/ص:397]] وقال القحطاني في نونيته(ص:25): وإذا خلوتَ بريبة في ظلمة ۞۞۞ والنفسُ داعيةٌ إلى الطغيان فاستحي من نظر الإله وقل لها ۞۞۞ إن الذي خلق الظلام يراني وقال أبو العتاهية في ديوانه(ص:34): إذا خلوتَ الدهر يوما فلا تقل ۞۞۞ خلوتُ، ولكن قل عليّ رقيبُ ولا تحسبن الله يغفل ما مضى ۞۞۞ ولا أنّ ما يَخفى عليه يغيبُ وقال ابن السّماك : يا مدمن الذنب أما تستحي ۞۞۞ واللهُ في الخلوة ثانيكا غرّك من ربك إِمْهالُهُ ۞۞۞ وسَتْرُهُ طولَ مساويكا [جامع العلوم والحكم/ابن رجب/ج:1/ص:410] اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك.