لقد أصبحت في حيرة شديدة فالكتابة عن أحمد حلمي أصبحت فرضا واجبا بعد فيلمه الأخير «1000 مبروك» الذي اضحكنا وابكانا فيه دون أن يغضبنا ولكني لا أجد الكلمات ولا المعاني التي أكتب بها عنه لنفادها جميعا فكلما فتحت صفحة الفن بأي جريدة سواء كانت حكومية أو حزبية أو مستقلة أجد صورة له بالحجم الكبير وبجوارها موضوع يحمل مدحا وغزلا في عبقريته كانسان يجيد التخطيط لنفسه فأصبح فنانا عبقريا أيضا كما تصدرت صورة حلمي غلاف مجلات الفن في مصر والعالم العربي ويأتي تحت الصورة وصفا له فهناك من لقبه بشارلي شابلن العرب ومجلة أخري كتبت أن حلمي هو الفتي الذهبي لجيل كامل ممن يطلق عليهم نجوم السينما المصرية ، فبالله عليكم بعد كل هذا كيف أجد كلمات اكتب بها عن أحمد حلمي وقد لاحظت أن كل الموضوعات تعاملت مع حلمي كظاهرة ولم يصدر علي لسان حلمي نفسه تصريح صحفي واحد يحمل ولو كلمتين علي لسان أحمد حلمي الذي التقيته قبل عدة اسابيع سريعا في كواليس المسرح الكبير بدار الاوبرا بعد حصوله علي جائزة أفضل ممثل في المهرجان القومي للسينما وعاتبته علي امتناعه عن اجراء أي لقاءات صحفية طوال الثلاث سنوات الماضية فقال ربما هذا يفقدني جزءا من تركيزي في العمل الذي أقوم به ولا أظهر بالشكل المناسب أمام جمهوري واضاف ليس تعاليا أو غرورا بل ربما تكون طبيعة تركيبته الانسانية.. إنه مثل للفنان الذي يجيد فن إدارة نفسه ويعرف جيدا كيف ومتي وأين يلتقي جمهوره الوفي.. فأحمد حلمي وجمهوره سار بينهما ميثاق شرف الاحترام المتبادل وشوق كل منهم للآخر ، فالجمهور يعرف حينما يقف عند شباك التذاكر ومعه أسرته أنه لن يخرج من قاعة العرض السينمائي «باصقا علي الارض وهو يردد إيه القرف ده» وحلمي أيضا يعي ذلك جيدا ويعرف أن جمهوره من نوعية خاصة لذا تراه دائما في حالة عمل دائم من أجل إرضاء ذوق هذا الجمهور فتري حلمي يراهن دائما علي الممثل الحقيقي الموجود بداخله ليقدمه إلي الجمهور فلا تراه بلياتشو أو مهرجا في سيرك أو أراجوز في مولد شعبي وهو الاستسهال الذي اتبعه في العشر سنوات الاخيرة بعض أقرانه ممن نطلق عليهم مجازا نجوم الكوميديا وهم معروفون للجميع بالطبع.. والجمهور بدوره يستوعب هذا جيدا ويعتبر ما يقدمه حلمي عملية - «تنظيف سينمائية» من مشاهدة الافلام التافهة.. فالجمهور هنا وفي لنجمه ويرد له الجميل عند شباك التذاكر الذي رأيناه هذا العام يضع لافتة كامل العدد.. وهذا يثبت أن حلمي ابتعد بجمهوره عن سينما الاراجوزات وخلق حالة سينمائية منفردة اصبحت أشبه بالظاهرة.. حلمي نرجوك أن تستمر كما أنت فقد اصبحت تحمل وحدك مسئولية ثقيلة وهي «تحسين ذوق مشاهد السينما».