الرهان على الشباب لا يخسر في دراما رمضان.. أدوار مميزة لأحمد مالك وطه دسوقي بمسلسل ولاد الشمس

حظيت أولى حلقتين من مسلسل ولاد الشمس للنجمين أحمد مالك وطه دسوقى، إعلى عجاب المشاهدين منذ الوهلة الأولى، إذ امتازت بتضمنها عددا من مشاهد الأكشن والمطاردات وإظهار مهارة أبطال العمل فى تمكنهم من امتلاك أدواتهم التمثيلية، بالإضافة إلى أنه يتناول قضية الأيتام والتحديات التى يواجهونها داخل دار الأيتام وخارجها مع المجتمع وتورط الأطفال فى قضايا مثل تجارة المخدرات.

المشاهد الأولى من مسلسل ولاد الشمس توضح أن أبطال العمل يؤدون شخصياتهم بسلاسة وسهولة وببراعة فائقة فى ذات الوقت، ويبدو أن رهان الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على الدفع بالمواهب الشابة فى أدوار البطولة، سيواصل حصد المكاسب، مثلما شاهد الجمهور والنقاد العام الماضى مسلسل «مسار إجبارى» بطولة عصام عمر وأحمد داش، الذى حقق نجاحا كبيرا على المستويين النقدى والجماهيرى.

قدم الفنان أحمد مالك أداءً استثنائيًا فى تجسيد شخصية «ولعة»، الشاب اليتيم الذى نشأ فى «دار الشمس للأيتام»، وتميّز مالك بقدرته على نقل التناقضات الداخلية للشخصية، بين القوة والضعف، والعنف والحنان، إضافة إلى ذلك إتقانه لحركات الملاكمة وتعبيراته الجسدية المحسوبة بعناية التى جعلته شخصية واقعية للغاية، خاصة فى مشاهد الملاكمة التى لجأ إليها «ولعة» لكسب المال، كما أضفى تعقيدا نفسيا على الشخصية من خلال علاقة الحب التى تجمعه بامرأة تكبره سنا ولديها ابنة والتى تجسدها الفنانة فرح يوسف.

فيما قدم الفنان طه دسوقى أداء مؤثرا فى شخصية «مفتاح»، صديق «ولعة» المقرّب وشريكه فى كل التحديات، واستطاع الممثل الموهوب إبراز الصراعات الداخلية والخارجية التى يواجهها «مفتاح»، ما جعل الشخصية قريبة من قلوب المشاهدين، كما أضفى حالة من البهجة ببعض المواقف الكوميدية البسيطة.

منح الفرصة لجيل الشباب لا يأتى سوى بدعم من المخضرمين، ومنهم النجم الكبير محمود حميدة، الذى يشارك فى العمل مجسدا دور «ماجد»، مدير دار الأيتام القاسى والمستغل للأطفال، وأضاف أداؤه بُعدا شريرا للشخصية بسهولة كبيرة، ما جعل المشاهدين يشعرون بالاستياء من تصرفاته، خاصة فى مشاهد استغلاله للأطفال لتحقيق مصالحه الشخصية بتجارة المخدرات

لا يقتصر التواجد الشبابى على مالك ودسوقى فقط، إذ يشارك فى بطولة المسلسل معتز هشام، الذى ظهر فى الحلقات الأولى مجسدا شخصية «قطايف»، الشاب المثقف والمحب للقراءة، والعبقرى بين أبناء دار «الشمس للأيتام»، وتتسم الشخصية بمزيج من الكوميديا والدراما، حيث يحاول قطايف تطبيق ثقافته النظرية فى مواقف عملية معقدة، ما ينتج لحظات طريفة وأخرى مليئة بالتوتر، ورغم أن الدور بسيط إلا أنه يضعه أمام تحدٍ درامى مختلف، حيث نقل ببراعة مشاعر الخوف والأمل التى يعيشها الأطفال فى ظل استغلال صاحب دار الأيتام.

تميّز الإخراج لشادى عبدالسلام، بنقل واقعى لأجواء دار الأيتام، مع التركيز على التفاصيل التى تعكس معاناة الأيتام، واستخدام الإضاءة والظلال كان موفقًا فى إبراز الحالة النفسية للشخصيات، ما أضاف بُعدًا جماليًا للمشاهد، وجعلت من الحلقة الأولى بداية قوية ومؤثرة مع بناء درامى متقن للشخصيات.