على الرغم من مرور عام كامل على مذبحة 19 نوفمبر التى وقعت بشارع محمد محمود، وعرفت اعلامياً باسم «موقعة محمد محمود الاولى»، الا انه مازال هناك العديد من مصابى محمد محمود ممن يقبعون داخل المستشفيات او خارجها يعانون من اهمال وتجاهل شديدين من قبل المسئولين.. «صوت الأمة» فى الذكرى الأولى للمذبحة التقت مصابى الموجة الثانية للثورة، للتعرف منهم على احوالهم، وما لاقوه من معاناة ورؤيتهم لما وصلت اليه الثورة التى ضحوا من أجلها بأعضائهم. يقول حسين حلمى عضو حركة «شباب من أجل العدالة والحرية» «إصابتى عبارة عن طلق خرطوش أدى إلى قطع بشبكية العين اليمنى، وأنا أرى أن كل المصابين فى أحداث الثورة والأحداث التى تليها يجب أن تتم معاملتهم معاملة واحدة ولكن المسئولين يفرقون فى التعامل مابين مصابى الثورة ومصابى ما بعد الثورة فهناك الكثير من مصابى مابعد الثورة لايحملون أى إثبات أنهم من ضحايا محمد محمود ولا تتم معاملتهم مثل مصابى الثورة فى أى جهة حكومية وهناك مصابون مازالوا يبحثون عن العلاج ومازال المصابون فى قصر العينى يعاملون معاملة سيئة من قبل الأطباء الذين يقولون لهم «لستم مثبتين لدينا وليس لكم أى حق لدينا» رغم أنهم لديهم أوراق وتقارير تثبت إصابتهم بالتواريخ وأغلبهم مصابون فى أعينهم. وتابع حلمى قائلاً: «أنا أحمل كارنيه مصابى الثورة ولم يتم تعيينى حتى الآن و75% من المصابين لم يتم تعيينهم، كما أن الكارنيه لم يعد له أى لازمة فى جهات عدة مثل مترو الأنفاق الذى من المفترض بموجب هذا الكارنيه أن ندفع فيه نصف تذكرة وبداية من محطة محمد نجيب وحتى محطة غمرة يرفضون التعامل معنا بهذا الكارنيه ويطلبون منا دفع ثمن التذكرة كاملا وهناك كثير من المصابين يعاملون بنفس المعاملة التى أعامل بها وهناك من تتم معاملتهم بطريقة أسوأ من ذلك، وأنا هنا أتساءل: ماذنب المصابين الذين لم يعترف بهم ؟هل ذنبهم أنهم غيرمعروفين كناشطين أو أعضاء حركات سياسية أو أحزاب؟ بينما رفض كريم رحيم « صاحب عشر طلقات خرطوش فى قدمه»، التحدث عن اصابته وعما لاقاه من اهمال اثناء تواجده بمستشفى قصر العينى، واراد ان يتحدث عن كيفية استعادة الشعب لثورته مرة أخرى، حيث قال كريم فى بداية حديثه معنا: «كل ماتمناه ألا ينسى هذا الشعب ماقدمه شباب الثورة الذين اصيبوا من تضحيات من أجل انتزاع الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، حتى يفيقوا من هذه الغفوة التى تعد الضربة الأقوى لثورتنا، كل ما كنت اتمناه أن نستعيد روح الثورة مرة اخرى، كنت أتمنى أن ينعم الشعب بالحرية التى ثار من أجلها، ولكننى فوجئت باتباع النظام الإخوانى نفس السياسات التى كان يتبعها مبارك ونظامه البائد، واختتم كريم حديثه قائلاً: «سيظل التحرير ميدان الثوار ولن نفرط فيه، حتى نحقق الأهداف التى انفجرت من اجلها ثورة 25 يناير وراحت من أجلها عيوننا وايدينا وأقدامنا». بينما قال أحمد حامد، 25 عاما، وأحد مصابى شارع محمد محمود: « نزلنا التحرير أنا وأصحابى يوم 20 نوفمبر، وإحنا مش متظاهرين بس كنا عايزين نشوف الأحداث بعد ما صورتها كاميرات التليفزيون.. الشرطة كانت تضرب الرصاص الحى بشكل عشوائى ولا يقتصر على الخرطوش أو المطاطى، وبعد وصولى بدقائق أصبت برصاص فى الساق أمام الجامعة الأمريكية، وتم نقلي الى مستشفى قصر العينى، وهناك وجدت منتهى الاهمال وسوء المعاملة من قبل الأطباء، ظللت بالمستشفى ثلاثة ايام، رأيت خلالها أشد أنواع العذاب، اجرى لى الأطباء خلالها ثلاث جراحات كانت أولها استخراج الرصاصة، ثم أوردة الساق التى تهتكت من الطلق النارى، وبعدها ترقيع لشريان الساق، ظننت بعد كل هذه العمليات أن حالتى تحسنت إلا أننى فوجئت بعد يوم واحد من خروجى بآلام شديدة مكان الاصابة فعدت بعدها إلى المستشفى الا انهم رفضوا علاجى، مما دفع والدتى الى التوجه الى وزير الصحة تناشده بتحمل نفقات علاج ابنها، وبعدها تم علاجى وخرجت بعدها بأسبوع الا ان العنابر كانت ومازالت ممتلئة بالمصابين العاجزين عن الوصول الى وزير الصحة مثلما تمكنت والدتى، وهذا ما يثير تساؤلًا هاماً: «أين حقوق هؤلاء المصابين الذين دفعوا دماءهم وأرواحهم ثمنا لمن يحكمون الآن»؟، وبسؤاله عن انضمامه لصندوق مصابى الثورة، قال أحمد أنه مسجل ضمن صندوق مصابى الثورة إلا إنه لم يستفد من الصندوق شيئا فلم يتم توظيفه ولا تعيينه كسائر المصابين وهو الصندوق الذى تم نبهه من قبل القائمين عليه. ويقول عبد الرحمن محروس أحمد، 17 عاما، أحد مصابى موقعة محمد محمود: «إنه نزل إلى الشارع الموازى لشارع محمد محمود فى بداية الأمر لمشاهدة الأحداث والتأكد مما تذيعه القنوات الإخبارية، ولكن بعد مشاهدته المتظاهرين تحمس للمشاركة معهم وشارك فى إلقاء الحجارة مع المعتصمين ضد قوات الأمن فتلقى رصاصة فى ظهره وسقط على الأرض وتم نقله إلى مستشفى المنيرة، ويروى: جاءنى بعدها عقيد جيش إلى المستشفى واخبرنى انه سيتم نقلى إلى مستشفى القوات المسلحة وغادر ولم يعد بعدها سوى بعد اتصال المدير، وتم نقلى إلى مستشفى القوات المسلحة لاستكمال علاجى، وهناك تم تجاهلى تماما، حيث اكتفوا بالاشعات والتحاليل والمسكنات وإلى الآن لم احصل على اى تعويضات او تعيينات من الوعود التى تم وعدونا بها وقت الأحداث، ولذلك سنشارك فى إحياء بذكرى محمد محمود، للمطالبة بحقوق جميع المصابين من بعد ثورة يناير حتى الآن، ولن نترك التحرير حتى تتحقق مطالبنا . تم نشره بالعدد رقم 623 بتاريخ 19/11/2012