سيناء تتعرض للخيانة ... هذا هو مضمون ما أكده عدد من الخبراء السياسيين والعسكريين بعد الوضع المتدهور الامنى الذى تشهده سيناء، لدرجة ان الرئيس مرسى اقترح مبادرة لوقف العنف للتفاوض مع الجهاديين، وهو ما اعتبره البعض اعترافا رسميا من الدولة بوجود الجهاديين على الارض، بل ان البعض حمل مرسى المسئولية المباشرة لما يحدث فى سيناء طارحين مخطط فصل سيناء عن مصر وتحويلها لإمارة إسلامية يأوى إليها أهل غزة. يقول «أحمد دراج» وكيل مؤسسى حزب الدستور إن هناك اكثر من طرف مسئول عما يحدث فى سيناء سواء الرئيس محمد مرسى او الجيش او المخابرات العامة واخيرا الشرطة، بل لا أبالغ لو قلت إن المجلس العسكرى له دور بارز فى الانفلات الحادث فى سيناء رغم انه غير موجود الآن ... فيكفى ان نعرف موقفه الغريب من حجم الانفلات الذى اعقب الثورة. حيث كان يتخذ مواقف عكسية ولم تكن قراراته حازمة فى مواقف عديدة، حيث اهمل سيناء وجعلها منطقة فارغة تماما بمعنى ان اسرائيل كانت تدير بعض الجماعات بشكل غير مباشر. واضاف : مرسى أخطأ بالافراج عن جماعات الجهاد المسلح والتى تقوم الآن بعمليات قتل داخل سيناء والذين كانوا محبوسين على ذمة قضايا صادر بها أحكام وهى قرارات غريبة ليس لها تفسير بل الأخطر انه لايزال يوالى الافراج عن أعضاء من هذه الجماعات رغم خروجهم عن السيطرة وهو ما أظهرته احداث سيناء حتى الآن، اما عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، فيؤكد أن الأزمة فى سيناء تكمن فى تعاطف الرئيس محمد مرسى مع الجماعات المتطرفة والافراج عن الجهاديين ممن قاموا بقتل الرئيس السادات والمدنيين فى العمليات الارهابية فى السنوات الاخيرة اعطى إشارة سلبية للجماعات التكفيرية ولعناصر تنظيم القاعدة فى سيناء لكى يتوغلوا ويتطاولوا على مؤسسات الدولة، وهو ما يعنى ان الأمر يحتاج لإرادة سياسية لمواجهة هذه الجماعات لأنها تمثل خطورة شديدة على الأمن القومى المصرى وهذه المواجهة ستحتاج إلى ارداة سياسية تتوافر فى المؤسسات الثلاث وهى مؤسسة الرئاسة والجيش والشرطة لأنه بدون التعاون بين المؤسسات الثلاث وبدون ادراك ان ما يحدث فى سيناء يمثل كارثة قومية لمصر فإننا سنكون امام موقف صعب للغاية فى سيناء. حيث كان الأمر يحتاج إلى مراجعات قبل صدور قرارات العفو الرئاسية عنهم وان يتم العفو بشكل مرحلى لأن ما فعله مرسى تسبب فى حالة الانفلات التى تتعرض لها سيناء لان الجهاديين ادركوا أن من يرتكب منهم اى جرائم سيأتى يوما ليفرج عنه الرئيس. واشار إلى أن من خان سيناء هم الجماعات المتطرفة التى خانت الحرية والديمقراطية التى منحتها لهم ثورة 25 يناير، كما ان تساهل الدكتور مرسى معهم ادى إلى طمعهم فى مؤسسات الدولة بشكل اجرامى مشيرا إلى ان ما يفعله الآن الدكتور مرسى من تبنى مبادرة وقف العنف والتى سيقوم من خلالها الدكتورعماد عبدالغفور بتولى ملف المفاوضات مع الجهاديين خطأ آخر لان التفاوض مع الدولة يضعف كيان الدولة لانه لا يجوز بأى حال أن تتفاوض مع من يخالف القانون يا دكتور مرسى.. لا يجوز ان تتفاوض مع من يقوم بقتل المصريين يا دكتور مرسى.. وما تفعله يمثل خطراً على الامن القومى ويعطى شرعية للجماعات التكفيرية. ونوه إلى ان الحديث عن تقاعس الجيش غير صحيح لأن المنطقة تقع تحت يد الشرطة المصرية طبقا لاتفاقية كامب ديفيد ودخول الجيش يمثل خطورة لأن حالة العداء ستتحول إلى عداء بين الجيش والشعب. واضاف: لن تضيع سيناء من مصر والشعب المصرى يستطيع عن طريق دعمه للجيش والشرطة ان يقضى على الجماعات الجهادية، خاصة ان التهاون معها سيؤدى إلي التجرؤ على الدولة المصرية، وهو الامر الحادث الآن على يد محمد مرسى الذى دخل فى مفاوضات مرفوضة اصلا مع هذه الجماعات. اما المفكر القبطى جمال اسعد فقد أكد أن ما يحدث فى سيناء يقع تحت مسئولية محمد مرسى بشكل مباشر، خاصة ان الخطورة هناك انها مناطق حدودية وذات طابع خاص وما تتم فيها من سيطرة التيار السلفى وتنظيم القاعدة التى سمح لها مرسى بالدخول والسيطرة نوعا ما على سيناء الخالية من الامن. كما ساهمت قرارات الافراج عن الجهاديين فى فقد السيطرة الامنية المصرية على سيناء وبدأت بقتل ال16 جندياً واوهمنا مرسى أن هناك عملية نسر وهو نوع من الشو الاعلامى لاننا لم نر اى متهم يتم تقديمه للعدالة و مما اساء لسمعة مصر وسمعة مرسى، خاصة ان قدرة الامن المصرى لن تكن تسمح بمواجهة هذه الجماعات فى ظل طبيعة جغرافية خاصة فى هذه المنطقة كما ان مرسى ورط الجيش فى عملية غير مدروسة. اما اللواء مجدى بسيونى مساعد وزير الداخلية الاسبق فقد اكد أن الوضع فى سيناء غاية فى الخطورة بعد أن سيطرت الجماعات الجهادية على سيناء، حيث ستمتد العمليات الارهابية إلى قلب القاهرة، خاصة ان سيناء هى البداية لانطلاق الجماعات الارهابية وهو ما يذكرنى بحالة الارهاب التى عانينا منها خلال التسعينيات، حيث تمر مصر الآن بنفس الظروف التى كنا نمر بها وغير صحيح ان الامن يحاول «تهويل» الازمة. واضاف : الوضع خطير لأن مرسى سمح بدخول عناصر جهادية من جنسيات مختلفة سواء تونسية او ليبية مصطحبين معهم أسلحة مختلفة، علاوة على ان مرسى افرج عن جهاديين متهمين فى قضايا، حيث خرج هؤلاء للانتقام وهو ما ظهر فى ظهور الرايات السوداء فى سيناء للاعلان عن التواجد الشرعى فى الشارع مشيرا إلى انه يشعر بوجود هدف خفى وراء الافراج عن الجهاديين واتجاههم لسيناء. حيث ظهر فى الافق مخطط تسليم سيناء للفلسطينيين لتكون امتدادا لغزة وهو ما يجعلنى اشعر بأن هناك خيانة يتم ارتكابها فى سيناء. فيما قال اللواء سامح ابوهشيمة مساعد وزير الدفاع الاسبق إن المسئول الأول عما يحدث فى سيناء من يحيطون بالرئيس مرسى ولهم علاقة بحماس والذين لديهم ثلاث مشاكل تسبب فيها مرسى ومن حوله أولهم الجهاديون الذين دخلوا مصر واستقروا فى سيناء علاوة على الهاربين من قطاع غزة إلى سيناء عبر الانفاق. واضاف: الكلام عن فصل سيناء عن مصّر ..لن يسمح ولن يقبل رجال القوات المسلحة من جيل أكتوبر ان يتم فصل سيناء مشيرا إلى ان هناك مشكلة اخرى وهى ان ما يحدث فى سيناء هو انفلات امنى اكثر منه ارهاب صاحبه عدم اكتمال العملية نسر بسبب التدخل السياسى للرئيس مرسى فى العمل العسكرى. نشر بالعدد 622 بتاريخ 12/11/2012