تزداد حدة المخاوف الأمريكية من تسبب إسرائيل في فتح جبهة ثانية للحرب الدائرة في غزة، والتي مر عليها أكثر من شهر وتسببت استشهاد الآلاف، وما زاد من القلق خلال الأيام الماضية الأعمال العسكرية للاحتلال في لبنان وعلى طول الحدود، ما دفع البيت الأبيض لبعث رسالة تحذيرية لحكومة بنيامين نتنياهو في تل أبيب. وأعرب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، عن قلقه لنظيره الإسرائيلي، يوآف جالانت، في مكالمة هاتفية عن قلقه بشأن دور إسرائيل في تصعيد التوترات على طول الحدود مع لبنان، وفقًا لثلاثة مصادر إسرائيلية وأمريكية مطلعة على المكالمة.
وذكر موقع أكسيوس، أن رسالة أوستن حذرت من أن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان سيتسبب في زيادة التوترات على الحدود الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب إقليمية.
ويشعر البعض في إدارة بايدن بالقلق من أن إسرائيل تحاول استفزاز حزب الله وخلق ذريعة لحرب أوسع في لبنان قد يجر الولاياتالمتحدة ودول أخرى إلى قلب الصراع، وفقًا لمصادر مطلعة، وهو ما ينفيه الجانب الإسرائيلي بشكل قاطع.
منذ بداية الحرب في غزة، هناك مناوشات يومية على الحدود؛ وشنت إسرائيل غارات جوية على مواقع داخل لبنان وقتل عشرة جنود ومدنيين إسرائيليين، كما استشهد العديد من المدنيين اللبنانيين.
وبحسب اكسيوس، قال مصدر أمريكي إن البيت الأبيض طلب من أوستن التعبير عن قلقه لجالانت بشأن تصاعد العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان.
وفي القراءة العلنية للمكالمة، قال البنتاجون إن أوستن شدد على ضرورة احتواء الصراع في غزة وتجنب التصعيد الإقليمي دون ذكر لبنان، لكن مصدرين أمريكيين وإسرائيليين أكدا انها كانت محادثة واضحة وصريحة وذكر أوستن على وجه التحديد المخاوف بشأن العمل العسكري في لبنان.
وقال مصدر إسرائيلي إن أوستن طلب من جالانت توضيحات بشأن الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان وطلب من إسرائيل تجنب الخطوات التي تقود إلى حرب شاملة مع حزب الله.
وقال المصدر الإسرائيلي إن جالانت أبلغ أوستن أن السياسة الإسرائيلية تقضي بعدم فتح جبهة ثانية في لبنان وأكد أنه لا يعتقد أن مثل هذا السيناريو سيحدث.
ولم يرد البنتاجون على أسئلة العلقة بمكالمة أوستن ونظيره في تل أبيب، كما رفضت أيضا وزراة الدفاع الإسرائيلية التعليق.
من جانبه قال متحدث باسم الخارجية الامريكية لموقع اكسيوس أن واشنطن لا تريد أن تري صراع غزة يمتد الى لبنان وان استعادة الهدوء على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية يجب ان تكون الأولوية لقصوى لطرفيها.
وقال أحد المصادر إن مسؤولي إدارة بايدن مقتنعون بأن خطابات زعيم حزب الله، حسن نصر الله، خلال الأسبوع الماضي لم تتضمن دعوة لمزيد من التصعيد، ورأوا في ذلك علامة على أن رسائلهم مسموعة.
وكشف أكسيوس أن إدارة بايدن شعرت بالقلق من حادثتين هددتا بتفاقم توترات المنطقة، وبتوسيع الصراع بشكل كبير حسب مصدر إسرائيلي، وأضافت إن مسؤولي إدارة بايدن قلقون أيضا من تهديدات جالانت العلنية ضد لبنان ويعتقدون أنها تزيد التوترات.
وذكرت الصحافة الإسرائيلية أنه بعد عدة أيام من اندلاع الحرب، أراد و جالانت وعدد من كبار قادة الجيش الإسرائيلي توجيه ضربة استباقية واسعة النطاق في لبنان، لكن واشنطن رفضت.