فى مليونية تصدرها مشهد الغاز المسيل للدموع، بعد غياب دام شهوراً عن الساحة السياسية ، تجمع آلاف المتظاهرين بميدان التحرير، فى جمعة أسموها «رفض الإساءة للرسول»، أو «نصرة الرسول» بدأ اليوم بمطاردة الشرطة لمتظاهرى الميدان، حيث فرضت سيطرتها على الميدان، عن طريق تكثيف الهجوم بالقنابل المسيلة للدموع التى غطت الميدان حتى صباح الخميس الماضي الذى بدأ معه توافد أعداد كبيرة من السلفيين للمشاركة فى مليونية رفض الإساءة للرسول التى دعت إليها قوى وحركات سياسية، احتجاجاً على عرض الفيلم المسىء للرسول، ومع اقتراب صلاة الجمعة، تزايدت أعداد المتظاهرين وتراجعت قوات الأمن المركزى وتوقف اطلاق الغاز المسيل للدموع، وعقب انتهاء صلاة الجمعة، ألقى الشيخ مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم، كلمة حث فيها المتظاهرين على وقف الاشتباكات، مشيراً إلى أن من لهم مصلحة فى استمرار الاشتباكات أعداد قليلة لا يعرفون عن الرسول شيئاً، قائلا: «أنا سمعت بأذنى من يسب الدين، فكيف يأتى من يدافع عن رسول الله ويسب ديننا ودينه». وأكد شاهين، أن المسيحيين فى مصر ليس لهم أى علاقة بتلك الإساءة، وأدانوها لأنهم لا يقبلون الإساءة للرسول، وحث الناس على عدم المساس بهم أو التعرض لهم. وطالب شاهين فى كلمته، رجال الشرطة بعدم الانجراف وراء القلة التى تسعى لاستمرار الاشتباكات، والرد عليهم بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، ثم قاد شاهين مسيرة لمئات المتظاهرين، انطلقت من وسط الميدان إلى مسجد عمر مكرم، فى محاولة لفض الاشتباكات خلف المسجد بين بقية المتظاهرين وقوات الأمن المركزى المكلفة بحماية السفارة الأمريكية، والمتواجدة خلف الجدار الأسمنتى. وردد المشاركون فى المسيرة هتافات «الشعب بيقول كله إلا الرسول، إلا رسول الله فداك أبى وأمى يا رسول الله»، رافعين الريات السوداء المكتوب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وأعلام مصر والسعودية ونسخ من المصحف الشريف، وعلى الرغم من نجاح شاهين فى تهدئة الأمور حتى قرب صلاة العصر إلا أن الاشتباكات تجددت بمحيط السفارة الأمريكية، بعد إلقاء المتظاهرين الحجارة على قوات الأمن المسئولة عن تأمين السفارة، واستخدمت قوات الأمن رشاشات المياه لتفريق المتظاهرين، الذين لم يستجيبوا، وواصلوا رشقها بالحجارة، عقب انتهاء الهدنة التى شهدها محيط السفارة . وفى الثالثة عصراً وصلت المسيرة التى انطلقت من أمام الجامع الأزهر إلى ميدان التحرير، وردد المشاركون فيها «حاكم حاكم يا قرآن قادم قادم يا إسلام»، وطالبوا بطرد السفير الأمريكى، ومقاطعة المنتجات مرددين: «أول مطلب للجماهير طرد السفير، يا سفير الخنازير اطلع بره أرض النيل»، ثم طافت المسيرة جوانب الميدان، ورفع شاب ملثم صورة كبيرة لأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الراحل. وردد المشاركون فى المسيرة هتافات «إلا رسول الله، الشعب يريد إعدام موريس صادق، يا أوباما يا كذاب»، ورددوا الأناشيد الإسلامية، كما هاجموا مفتى الجمهورية وشيخ الأزهر لسكوتهما عن هذه الإساءة، كما رفعوا لافتات «لا إله إلا الله محمد رسول الله، كله إلا رسول الله»، كما رفعوا رايات سوداء عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله». بينما تحركت مسيرة من مسجد الأزهر عقب صلاة الجمعة، بمشاركة علماء الأزهر، والأوقاف منهم، محمد مختار المهدي، والشيخ عبدالمعطى نصر، ورددوا هتافات، «الشعب يقول إلا الرسول» و «يا أمريكا الحريات كلك ظلم وانتهاكات، ويامرسى يامرسى دين محمد قبل الكرسي، وياللى زعلتوا علشان إلهام فين الغيرة على الإسلام، ويا أوباما ياجبان، دين محمد لايهان، مصر شرطة وجيش وشعب، وقت الأزمة يعدوا الصعب، يا اهالينا يا اهالينا ضحكوا علينا وسبوا نبينا. وفى خطبة الجمعة التى ألقاها الشيخ عبد المعطى نصر دعا لمقاطعة المنتجات الامريكية، وأن الذين يعادون الرسول هم خطر على الدين والأمة والهوية الإسلامية، وعلينا الاستعداد لمواجهة الطغاة والصهاينة الذين سيطروا على الاعلام، حيث ان الاساءة تكررت وحرقوا القرآن الكريم، والدين يهاجم وعلينا أن نتحلى فى الوقت نفسه بالاخلاق العظيمة وأخلاق النبى التى علمنا إياها لمواجهة أعداء الدين، وأن نظهر الغضب فى انتهاك حرمة النبي، بدون اى خسارة فى البلد، لأن الله ينهى ان نجاهر بالسوء، والغضب يظهر عن طريق اخلاق الإسلام وليس بالاعتداء على الأرواح والمنشآت، وعلينا أن نبحث عمن يمول هذه الاعمال الحقيرة، سواء كانت شركات أو اشخاصاً . بينما هتف بعض الضباط الملتحين «قول ماتخفش، سفيرهم لازم يمشي، انزل صور انزل ذيع حق رسولنا مش هايضيع، السفير الاسرائيلى سارق مصرى وسارق نيلى، يا أم محمد يا أم مينا دا محمد ليكى ولينا، يا نصرانى يا نصرانى ده رسولى عليك وصاني، وتمثلت مطالب المتظاهرين فى طرد السفير الأمريكى وتقديم اعتذار للأمة الإسلامية، وتغيير اسم شارع السفارة الامريكية إلى اسم شارع « محمد رسول الله» وقرار جمهورى بمنع استيراد المنتجات الأمريكية، واسقاط الجنسية عن الذين أنتجوا الفيلم إذا كانوا مصريين. بينما اكد الأقباط المشاركون فى المظاهرات أنهم شاركوا لأن محمد نبى الله، وهو رسول الشركاء فى الوطن وهو من أوصى أتباعه بأهل الذمة، وأضاف أحدهم أنه على استعداد ليموت من اجل مصر والدفاع عن النبى محمد رسول اخواننا المسلمين، مشيراً إلى أن من حق المسلمين الدفاع عن مقدساتهم، وإذا كان موريس صادق احد منتجى الفيلم يجب إسقاط جنسيته. وأكد امام مسجد الشهيد بالجيزة أحد المشاركين فى المظاهرات أنه لايصادر على مشاعر الناس ولكن يجب التروي وألا يضروا المرافق العامة، وأن هؤلاء السفلة من تطاولوا على مشاعر الناس حركوا المشاعر الاسلامية الفاترة، والشعب المصرى مؤمن بالفطرة ويغار على دينه. وحول الاصابات بسبب الاشتباكات أكد الدكتور محمود سعيد مدير الاستقبال والطوارئ بمستشفى المنيرة العام اليوم الجمعة، ارتفاع عدد المصابين الذين استقبلهما المستشفى من مليونية رفض الإساءة للرسول «صلى الله عليه وسلم» بميدان التحرير إلى 12حالة، وقال سعيد: إن من بين الحالات 10 مصابين بجروح قطعية فى فروة الرأس والوجه، وكدمات متفرقة بجميع أنحاء الجسم، واختناقات نتيجة استنشاق الغازات المسيلة للدموع، مضيفاً أن الفرق الطبية بقسم الاستقبال والطوارئ أجرت الإسعافات والفحوصات اللازمة لهم والغرز الجراحية، وتقرر خروجهم جميعا بعد أن اطمأنت على تحسن حالتهم، مشيراً إلى أن الإصابات كانت بسبب التراشق بالحجارة. وأوضح مدير الاستقبال والطوارئ بمستشفى المنيرة العام، أن الحالتين الباقيتين هما لشخص أصيب بطلق خرطوش ويدعى «طايع أبوالوفا عبدالرحمن 26 عاما»، تم عمل الإسعافات الأولية له وتحويله إلى مستشفى قصر العينى، والثانى لشخص «مجهول الهوية» مصاب بجرح قطعى بالرأس وكسر بعظام الجمجمة وغيبوبة، تم تحويله إلى قسم جراحات المخ والأعصاب بقصر العينى. بينما تفقد الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء محيط الأحداث برفقة وزير الداخلية، وأشار إلى المتواجدين معه أن الغاز غير ضار بالمتظاهرين، مشيراً إلى ضرورة ضبط النفس إلى أقصى حد. نشر بالعدد 614 بتاريخ 17/9/2012