تسببت سياسة الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان فى استمرار أزمة هبوط الليرة التركية، وعجز المؤسسات الرسمية عن استعادة الاستقرار في أسعار الصرف، تعمّقت الأزمات الاقتصادية في مفاصل الأسواق التركية. وصعد مؤشر تكلفة المباني في السوق التركي، خلال أغسطس الماضي وللشهر الحادي عشر على التوالي، بفعل هبوط سعر صرف الليرة التركية، نتج عنه ارتفاع تكاليف المواد الخام والأجور.
وقالت هيئة الإحصاء التركية (حكومية)، في بيان لها الثلاثاء، إن مؤشر تكلفة البناء في أغسطس الماضي صعد على أساس سنوي، بنسبة 10.79%، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق 2018.
ويعود ارتفاع أسعار مؤشر تكلفة المباني في تركيا إلى ارتفاع تكاليف الأيدي العاملة من جهة، وارتفاع مدخلات الإنتاج خاصة تلك المستوردة من الخارج، وجميعها ناتج عن هبوط الليرة التركية مقابل سلة العملات الأجنبية.
في سياق متصل، انهارت استثمارات تركيا في أدوات الدين الأمريكية بنسبة 90% خلال أغسطس الماضي، على أساس سنوي، مقارنة بالفترة المقابلة من 2018، في وقت تشهد فيه أنقرة حاجة متصاعدة للنقد الأجنبي.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، في أحدث بياناتها، إن إجمالي استثمارات تركيا في الأذونات والسندات الأمريكية بلغ 1.678 مليار دولار فقط حتى نهاية أغسطس الماضي، مقارنة ب18.46 مليار دولار في الفترة المقابلة من 2018.
وكشفت وزارة الخزانة والمالية التركية عن تسارع وتيرة اقتراض المؤسسات الحكومية التركية من الخارج لتمويل مشاريعها نظرا لتراجع مؤشرات الاقتصاد وهبوط الليرة أمام الدولار.
ووفق بيانات نشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة، الثلاثاء، بلغ إجمالي رصيد الدين الإجمالي للحكومة المركزية مع نهاية سبتمبر/أيلول الماضي تريليونا و239.2 مليار ليرة.
وكشفت الإحصاءات عن بلوغ إجمالي الدين الخارجي لتركيا 446.9 مليار دولار حتى 30 يونيو/حزيران الماضي، وهو ما يعادل 61.9% من الدخل القومي، فيما بلغ صافي ذلك الدين 268.3 مليار دولار بنسبة 37.2% للدخل القومي.
في موضوع متصل، انخفضت أعداد المليونيرات في تركيا خلال عام 2018 بمقدار 24 ألف شخص، بسبب تدهور الاقتصاد وهبوط العملة المحلية الليرة 21% من قيمتها أمام الدولار.
وذكر تقرير "الثروة العالمية 2019" الصادر عن معهد كريدي سويس السويسري للأبحاث، ونقله الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" التركية المعارضة، أن تركيا جاءت في المركز الثالث على مستوى العالم من حيث أكثر الدول انخفاضا في عدد المليونيرات.
وأوضح التقرير أن الليرة التركية فقدت 21% من قيمتها أمام الدولار منذ منتصف 2018 حتى يونيو 2019، ما تسبب في انخفاض عدد أعضاء نادي مليونيرات الدولار.
