منذ أن بدأ حسن البنا تأسيس جماعة الإخوان حاول استقطاب أزهريين شباب انخرطوا في الجماعة لفترات متفاوتة، ولكن سرعان ما انكشفت حقيقة الكيان الظلامي وانحرافاته، وفي هذا التوقيت خرجت مجموعة أسماء لامعة من الأزهر الشريف أخذت مواقف واضحة من «الإخوان»، ممن خالطوا التنظيم أو اقتربوا من دوائره أو أخضعوا أفكاره وأدبياته للدراسة. تاريخ الإخوان المشبوه سجلته كتابات كتابات عديدة من داخل الإخوان وخارجها، وخرجت شهادات ورؤى وأطروحات فنّدت خطابات الإخوان وفضحت انحرافاتهم، مُستمدة مشروعية مادية ومعنوية من انتسابها إلى باقة لامعة من شيوخ الأزهر وأعلامه، بعضهم كان عضوا وقياديا فى الإخوان مثل الشعراوى ومحمد الغزالى وأحمد حسن الباقورى، وبعضهم خالط الجماعة واقترب منها مثل أحمد محمد شاكر وخالد محمد خالد، وآخرون من الوجوه المحايدة غير المحسوبة على الجماعة أو ضدها، مثل مصطفى المراغى ونصر فريد واصل وجاد الحق على جاد الحق.
مصطفى المراغى أحد أبرز هذه الوجوده الذي لم يكن محسوبا على تيار سياسى، وعرف بأنه أبرز شيوخ الأزهر المجددين في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى. يعد المراغي أول شيخ في الأزهر يطالب بحل جماعة الإخوان بسبب مواقفها في العنف والإرهاب الذي انتهجته في أربعينيات القرن الماضي.
الإمام المراغي كان موقفه متجردًا من أى اعتبار، رغم علاقته الإنسانية السابقة بمؤسس الجماعة حسن البنا، ولقاءاتهما المتكررة التى كان «البنا» يعرض فيها وجهة نظر جماعته بشأن إصلاح التعليم الدينى، ويستضىء برؤى الإمام وأفكاره، لكن «المراغى» أبى أن يصمت على الحق أو يتهاون فى اتخاذ موقف من انحراف الجماعة. سرعان ما كشف الشيخ محمد مصطفى المراغى حقيقة الجماعة التي تدعي بأن هدفها نشر الدين الإسلامى، واكتشف أنها تسعى لأن تكون جماعة بديلة عن الإسلام، وترى أن من ليس داخلها فهو خارج على الدين، ومنذ تلك اللحظة بدأت مواقفه تجاه التنظيم تتبدل وتتغير بشكل كامل.
الشيخ المراغى كان أول أزهرى طالب علنا بحل التنظيم عندما طالب رئيس الوزراء حينها أحمد ماهر بضرورة حل الإخوان، وذلك بعد شهور فقط من تأسيسها ما أسمته «قسم الفتوى»، حتى يكون مرجعية الجماعة فى الفتوى ونافذة بديلة عن الأزهر والمؤسسات الدينية، والمفارقة أن «ماهر» نفسه قُتل لاحقًا على أيدى الإخوان.
رأى «المراغى» أن جماعة الإخوان تريد خلق مرجعية موازية للأزهر، دون أن تكون مؤهلة للأمر من بعيد أو قريب، وقد صار للجماعة قلم إفتاء خاص، وعلى أثر ذلك كان الاقتراح الذى تقدم به فى العام 1945 إلى رئيس الوزراء حينها، يطالبه بحل الإخوان والجماعات المماثلة، لأنها أباحت لنفسها حق إصدار الفتوى ونشرها على الناس، لكنه توفى فى العام نفسه قبل أن يُحقّق طلبه.
وأبرزت مجلة الإخوان مطالبة شيخ الأزهر الإمام المراغى بحل الجماعة، فكتبت تحت عنوان «أربع محاولات لحل جماعة الإخوان، والمرة الثالثة كانت فى وزارة أحمد ماهر باشا، وكانت هذه المرة على طلب الشيخ المراغى، الذى طالب بحل جميع الهيئات الدينية، وبينها جماعة الإخوان، لأن هذه الهيئات أباحت لنفسها استصدار الفتوى ونشرها على الناس، كل بما يتفق وأغراضها».
احمد محمد شاكر حاولت جماعة الإخوان مرة أخرى اجتذاب العلامة أحمد محمد شاكر، لإلقاء دروس ومحاضرات لأعضاء الجماعة، لكنه انفصل عنهم سريعًا بعدما لاحظ الغلوّ والتشدد والانغلاق فى أفكارهم، ورغبتهم فى تطويع الدين لرؤية التنظيم.
المؤكد أن «شاكر» أحد الوجوه البارزة فى العلوم الإسلامية، وغير محسوب على تيار أو توجه سوى الخطاب الدينى والفكرى الصافى، لذا لا يستطيع أحد داخل الإخوان أو خارجها، التشكيك فى مكانة العلامة الراحل وقيمته العلمية والفكرية، أو المساس بما سجله من مآخذ وملاحظات على الجماعة الإرهابية وانحرافاتها.
كان أحمد محمد شاكر أحد أبرز علماء الأزهر الشريف، وأهم متخصصى عصره فى علم الحديث، وقد تدرج فى المناصب داخل المؤسسة حتى صار وكيلا للأزهر الشريف. وكان من أوضح ما قاله فى نقد الإخوان، إن الجماعة تمثل «خوارج العصر»، وأنه «لعل الله يهدى بعض هؤلاء الخوارج المجرمين، فيرجعون إلى دينهم قبل أن لا يكون سبيل إلى الرجوع، وإنما الإثم والخزى على هؤلاء الخوارج القتلة مُستحلّى الدماء، وعلى من يدافع عنهم ويريد أن تتردى بلادنا عن الهوة».
وفى مقال له بعنوان «الإيمان قيد الفتك عند الإخوان»، فضح أحمد محمد شاكر منهج الإخوان، قائلًا: «رُوّع العالم الإسلامى والعربى، بل وكثير من الأقطار غيرها، باغتيال الرجل، الرجل بمعنى الكلمة، النقراشى الشهيد غفر الله له». ويستكمل حديثه عن جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، التى نفذتها جماعة الإخوان الإرهابية: «القاتل السياسى يقتل مطمئن النفس، راضى القلب، يعتقد أنه يفعل خيرًا، فإنه يعتقد بما بُثّ فيه مغالطات أنه يفعل عملًا حلالًا جائزًا، وأنه يقوم بواجب إسلامى قصّر فيه غيره، فهذا مُرتد خارج عن الإسلام، ويجب أن يُعامل معاملة المرتدين، وأن تُطبق عليه أحكامهم فى الشرائع، وفى القانون هم الخوارج، كالخوارج القدماء الذين كانوا يقتلون أصحاب رسول الله، ويدعون من اعترف على نفسه بالكفر، وكان ظاهرهم كظاهر هؤلاء الخوارج، بل خيرًا منه، وقد وصفهم رسول الله بالوحى قبل أن يراهم: «يُحقّر أحدكم، صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ويمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية»، معتبرًا أن الإخوان يصدق فيهم ما صدق فى المنافقين والخوارج قديمًا، وهو أحد أشد الآراء قسوة فى الجماعة، إذ يُلحقهم إلى جوار من قتلوا على بن أبى طالب والحسين وطابورًا طويلًا من الصحابة وآل بيت النبى.جاد الحق: معتقدات منحرفة وفتنة راح ضحيتها الأبرياء
جاد الحق على جاد الحق
ربما لا يحظى إمام أزهرى فى العقود الأخيرة بما اقتنصه شيخ الأزهر الأسبق جاد الحق على جاد الحق من قبول شعبى وإجماع واسع، من العلماء والفقهاء وعوام الناس، حتى أصبح تجسيدا لدى البعض لاستقلال المنصب الدينى، ونزاهة الرأى والحجة.
كان «جاد الحق» جادا فى رؤاه ومواقفه، واضحا كالشمس وحادا كالسيف، هكذا تعامل مع زملائه فى العلم وداخل أروقة الأزهر، ومع الدولة ومؤسساتها، وهكذا أيضا سجل شهادته على جماعة الإخوان الإرهابية وانحرافاتها، التى رأى أنها وصلت إلى مستوى التخريب والفتنة.
موقف الإمام الأكبر الدكتور جاد الحق على جاد الحق من الإخوان أعلنه بوضوح فى كتاب «بيان للناس من الأزهر الشريف»، قال فيه: «ظهرت فى العشرينيات من مارس 1928 حركة تنادى بوجوب الاستغناء عن القوانين الوضعية، والعودة إلى القوانين الإسلامية، بحكم أننا دولة إسلامية، وأن تاريخنا الطويل منذ عهد الفراعنة ورسالة إدريس عليه السلام يقوم على الدين، وأن حضارتنا فى جميع عصورها مصبوغة بصبغة دينية، إلى جانب أننا كبشر لا يصح أن نستغنى عن هداية الله بهداية غير الله، تمسكا بالمادة الأولى فى دستور الحياة البشرية يوم أن أهبط الله آدم إلى الأرض».
وأضاف فى كتابه: «كانت هذه الحركة قائمة على الدعوة، وتهيئة الأذهان لقبول هذه الفكرة، وتهيئة المجتمع ليكون مجتمعا إسلاميا، ينتهى إلى أن تكون مصر بحكمها وشعبها بلدا إسلاميا بالمعنى الصحيح. وحين اهتمت هذه الجماعة بإصلاح القاعدة ولم تتعجل الحكم، اهتم بعض أفرادها، أو جماعة أخرى تستهدف هذه الغاية بالقمة، معتقدة أن الحكم الإسلامى قانونا وتطبيقا لا يعود إلا بالاستيلاء بسرعة على السلطة القائمة، وقتل الحكام الذين تربوا فى أحضان الاستعمار، لأنهم فى نظرها كفار بطريق مباشر أو غير مباشر، صراحة أو ضمنا، وكان من أثر هذا الاعتقاد انحراف فى السلوك، أدى إلى قتل واغتيال وتخريب وفتنة، راح ضحيتها أبرياء».
واستطرد الإمام الراحل جاد الحق على جاد الحق فى تعداد جرائم الإخوان وانحرافاتهم، وبحسب ما ذكره فى كتابه فقد أورد قائمة من الحوادث المقطوع بثبوتها فى حق الإخوان، وقال: «نسجل للتاريخ بعض هذه الأحداث فيما يلى: اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى فى 1948، واغتيال رئيس جماعة الإخوان حسن البنا فى 1949 كرد فعل على اغتيال النقراشى، ومحاولة اغتيال جمال عبد الناصر سنة 1954، وقتل بعض طلبة الكلية الفنية العسكرية فى إبريل 1974، واغتيال الشيخ محمد حسين الذهبى وزير الأوقاف فى يوليو 1977، وترتب عليه إعدام رئيس جماعة التكفير والهجرة وخمسة ممن عاونوه، واغتيال رئيس الجمهورية محمد أنور السادات يوم 6 أكتوبر 1981» مؤكدا فى كتابه أن تلك الحوادث وغيرها، من أهم مظاهر العنف التى ترتبت على التطرف الدينى فى الفكر والأسلوب، الذى اعتمدته جماعة الإخوان منذ نشأتها فى عشرينيات القرن الماضى. محمد الغزالى: لديهم عصبية عمياء وجددوا سياسة الخوارج محمد الغزالى
كان محمد الغزالى عضوا فى الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان، وعضوا فى مكتب إرشاد الجماعة خلال عهد المرشد الثانى حسن الهضيبى، قبل أن يستوثق من زيف دعاوى التنظيم، فيُقرر الانشقاق والخروج عليه، بل وكتب أكثر من مرة مُحذّرًا من الإخوان ومنهجهم، ومن أبرز ما كتبه فى الهجوم على الجماعة الإرهابية ما تضمنه كتابه الشهير «من معالم الحق فى كفاحنا الإسلامى الحديث».
فى كتابه الشهير، يقول الغزالى: «عزّ علىّ أن تتجدّد سياسة الخوارج مرة أخرى، وأن يُلعب بالإسلام وأبنائه بهذه الطريقة السمجة، فيُلعَن أهل الإيمان ويُترَك أهل الطغيان. وبم؟ باسم أن القائد وبطانته لهم حق السمع والطاعة، بيد أن تعليم هذا الجنون كان أسلوب تربية وتجميع عند بعض الناس! أىّ إسلام هذا؟ ومَنْ من علماء الأولين والآخرين أفتى بهذا اللغو؟ وكيف تُلبسون الدين هذا الزىّ المنكر؟ وهيهات.. فقد تغلغل هذا الضلال فى نفوس الناشئة؛ حتى سأل بعضهم: هل يظن المسلم نفسه مُسلمًا بعدما خرج من صفوف الجماعة؟».
وأضاف الشيخ الذى تتمسّح الجماعة فى ردائه حتى الآن، متجاهلة ما خطّه فى فضح التنظيم وجرائمه: «يؤسفنى أن أقول إننى كنت إذا صارحت بأن للإخوان أخطاء، وجدت العيون تحمرّ، والوجوه تثبت، وكأنى كفرت، إنها عصبية عمياء، إنه لا حرج أبدا من اختلاف وجهات النظر، لكن لا يجوز لصاحب رأى ما أن يحسب نفسه المتحدث الرسمى باسم الله ورسوله، وأن من عداه خارجون على الإسلام، بعيدون عن الحق.
قد تستطيع عصابة من الناس أن تخطف حكما بالاغتيال والنسف، أو بالاحتيال والعسف، بيد أن نسبة هذا الحكم لله حمق كبير.
من حق العقلاء أن يمقتوا الدين، وينبذوا تعاليمه، يوم يكون مرادفا لجمود الفكر، وقسوة الطبع، وبلادة العاطفة، ويوم يكون استيلاؤه على زمام الحياة عودة بها إلى الوراء، وتغييرا لفطرة الله. يومئذ لن يكون دينًا من عند الله، بل أهواء من عند الناس، ولن يكون السير عليه تقوى ومثوبة، بل معصية وعقوبة».
وكرر «الغزالى» هجومه الحاد على الجماعة الإرهابية فى كتابات عديدة، وروى عدة وقائع تفضح التنظيم وأفكاره ووسائله غير المستقيمة، أبرزها لقاؤه مؤسس الجماعة حسن البنا قبل اغتياله بيومين، وشهادته على ندم الرجل بسبب اشتغالهم بالسياسة.
إذ قال فى كتابه «الغزالى السيرة والمسيرة»: «القدر جعلنى ألقى البنا قبل أن يُقتل بيومين، وكنت أسكن فى درب سعادة، ومشيت إلى ناحية الاتجاه القبلى، فإذا البنا من درب الجماميز ذاهب إلى دار الشبان المسلمين، قابلته واحتضنته، وكأنّنى احتضنت شمّاعة ملابس، فأصبح نحيفًا جدًّا، أحس فزعى فقال: كيف حال إخوانك، وقال أسماء المعتقلين اسمًا اسمًا، ثم قال الكلمة التى ذكرتها فى بعض كتبى: ليس لنا فى السياسة حظ، ولو استقبلت من أمرى ما استدبرت لعُدت بالإخوان إلى أيام المأثورات. وهذه تعطى فكرة للتيارات التى فرضت على الجماعة الاشتغال بالسياسة، فكانت تيارات عاصفة». الشعراوى: يعشقون الحكم ولا يتجاوز الإسلام حناجرهم الشعراوى
انضم الشيخ محمد متولى الشعراوى، إلى جماعة الإخوان فى ثلاثينيات القرن الماضى، وكان خطيب التنظيم الأبرز، وكتب شعرا فى مدح مؤسس الجماعة حسن البنا، لكنه كما هو الحال مع كل سابقيه من أصحاب الرأى والوعى، خرج من التنظيم بعدما تأكد له انحرافه، وأن الإسلام لديهم لا يتجاوز الحناجر.
كان إمام الدعاة قاطعا فى رأيه بشأن جماعة الإخوان الإرهابية، إذ قال نصا: «إن أعدائى هم الشيوعيون والإخوان المسلمون»، وبعدها بسنوات طويلة سُئل الشيخ الشعراوى عن رأيه فى حوار صحفى أجرته معه مجلة المصور، فأقر بقوله ولم ينكره، موضحا الأمر بالقول: «الإخوان لا يسمعون الإسلام إلا من حناجرهم.. إن قام واحد ليقول فى الإسلام وليس منهم فلا يسمعون حديثه.
قصة «الشعراوى» مع الإخوان ثرية ومليئة بالتفاصيل والمحطات، عاينها الرجل بنفسه وعن قرب، فسمحت له أن يُكوّن وجهة نظره عن الجماعة بنفسه، نظرا لأنه كان عضوا بالتنظيم، ويقول الشعراوى فى واحد من آرائه: «فى 1938 أردنا الاحتفال بذكرى سعد باشا، إذ كنت أعتبر الاحتفال بذكراه احتفالا بذكرى وطنية، وألقيت قصيدة امتدحت فيها زعماء الوفد، فغضب حسن البنا، وبعدها فى جلسة مع مجموعة من الإخوان فيهم البنا، لاحظت أن الحاضرين يتحاملون على النحاس باشا، وفوجئت بأحد الحاضرين يقول: إن النحاس هو عدونا الحقيقى، أعدى أعدائنا، لأنه زعيم الأغلبية، وهذه الأغلبية هى التى تضايقنا فى شعبيتنا، أما غيره من الزعماء وبقية الأحزاب فنحن نبصق عليها جميعًا فتنطفئ وتنتهى! كان هذا الكلام جديدًا ومفاجئًا لى، ولم أكن أتوقعه، وعرفت أن المسألة ليست مسألة دعوة وجماعة دينية، وإنما سياسة وأغلبية وأقلية وطموح إلى الحكم، وفى تلك الليلة اتخذت قرارى بالابتعاد، وقلت: سلام عليكم، مليش دعوة بالكلام ده».
هناك فصول أخرى فى قصة الشعراوى مع الإخوان، شاهدها بعينه وتحدث عنها ورواها بنفسه، تشمل خلافات الجماعة وإلى أى مدى يمكن أن تصل. ويقول عن هذا: «رأيت بعينى عبد الرحمن السندى وهو يزق الشيخ حسن البنا ويكاد يُوقعه على الأرض، لولا تساند البنا على من كانوا يقفون خلفه، وكان ذلك فى مقر الإخوان بالحلمية».
كان «الشعراوى» رافضًا لانضمام نجله سامى إلى الإخوان، وحذره منها، ويروى الحكاية بقوله: «سامى كان فى الإخوان، فقلت له بعدما شاهدت التحول الذى طرأ على الجماعة: أنت أخذت خير الإخوان، فابتعد وحجّم نفسك، لأن المسألة انتقلت إلى مراكز قوى، وإلى طموح فى الحكم، وفعلا سمع كلامى وابتعد، وما زال الإخوان متمعشقين فى حكاية الحكم».
لم يكن هذا الرأى للشيخ الشعراوى فى جماعة الإخوان وحدها، وإنما فى كل الجماعات التى أسمت نفسها «إسلامية»، فقد حذر إمام الدعاة من كل تلك الدعوات المنحرفة، وقال للناس: «لا تلوّنوا الماء حتى لا تفسدوه، ولا تلوّنوا الإسلام حتى لا تصنعوا منه شيئا آخر، إذا تلوّن الماء لا يصبح ماء، فلا تُلوّن الإسلام بأى مذهب». نصر فريد واصل :خوارج مُغيّبون خانوا الله ورسوله نصر فريد واصل