فى الوقت الذى يتحدث فيه البعض عن الخطر الذى يحيط بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع إعلان بدء تحقيقات فى الكونجرس لعزله بسبب مكالمته مع رئيس أوكرانيا، والتى قيل إنه ضغط فيها على فلوديمير زيلينسكى لإجراء تحقيق بشأن نجل جو بايدن، فإن نائب الرئيس السابق باراك أوباما والمرشح الديمقراطى الأوفر حظا حتى الآن فى السباق الرئاسى هو الذى يواجه مأزقا حقيقيا. حيث أن القضية التى وصفت بأنها عاصفة سياسية تزلزل واشنطن، تهدد بوضع بايدن فى دائرة الضوء بالشكل الذى لا يرغب فيه على الإطلاق بالتركيز على عمل نجله هانتر فى أوكرانيا، ووضعه فى موقف دفاعى يحاول فيه رد الاتهام بالفساد. وما يزيد الأمر صعوبة، أن هذه العاصفة تأتى فى الوقت الذى يجاهد فيه بايدن لإخماد انتقادات سابقة تتعلق بتقدمه فى العمر وعدم وجود اجندة واضحة له واعتماده فقط على إنجازات آوباما. ففى تقرير لها مؤخرا، قالت صحيفة «يو إس إيه توداى» إن تحقيقات العزل التى سيجريها الكونجرس قد خلقت معضلة بجو بايدن، وفقا لما يقول المحللون السياسيون والناخبون والمخططون الإستراتيجيون الديمقراطيون. وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيقات ستسلط الضوء أيضا على نجل بايدن، هانتر بايدن، وعمله السابق فى شركة للطاقة بأوكرانيا وتمنح ترامب فرصة لإثارة الشكوك بشأن بايدن لدى الناخبين، وفقا للمحللين. ولم تظهر أدلة تدعم مزاعم ترامب بشأن بايدن وأكرانيا، إلا أن هذه القضية التى من المتوقع أن تتصدر العناوين خلال الفترة القادمة سيثير أسئلة بشأن ما إذا كانت هناك حقائق سيتم حجبها عن الناخبين. وقالت مارين كيدروسكى، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة أيوا، إن هناك قلق حقيقى لبايدن بأن بعض الناس لن يستغرقوا وقتا لاستكشاف الأمر واتخاذ القرار بشأن ما هو صحيح وما هو خاطئ. وأضافت أن هذا الأمر سيساهم فى الفكرة العامة التى يريد ترامب الدفع بها بأن هناك شيئا من التملق بشأن بايدن، وهو نفس ما فعله ترامب مع هيلارى كلينتون. يأتى هذا مع الكشف عن نتائج اثنين من الاستطلاعات الوطنية التى أظهرت تفوق السيناتور إليزابيث وارن على بايدن الذى كان الأوفر حظا حتى وقت قريبا للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة 2020. وقد بدأ القلق بشأن المصير الذى ينتظر بايدن يتسلل إلى أنصاره بالفعل، حيث قالت صحيفة «واشنطن بوست»، إن حلفاء جو بدأوا يعربون عن قلق متزايد من أن حملته ليست مستعدة للتعامل مع تيارين سياسيين يعيدان وبشكل مفاجئ تشكيل سباق 2020، ما بين سلسلة من الهجمات على عائلته من قبل الرئيس دونالد ترامب، والسباق المتقارب على ترشيح الحزب الديمقراطى. وأوضحت الصحيفة أن العديد من حلفاء بايدن، وبينهم داعمون ماليون كبار، يدرسون ما إذا كانوا سينشئون لجنة عمل سياسى كبرى للدفاع بشكل مستقل عن بايدن وملاحقة الرئيس الذى اتهم نائب أوباما مرارا بالفساد، والذى أطلقت حملته الأسبوع الماضى حملة إعلانية بقيمة 10 ملايين دولار يستهدف بشكل كبير مهاجمة بايدن، وهو التفكير الذى يعكس مخاوف جدية لديهم بشأن قدرته على تجاوز صعاب المرحلة القادمة. وحذر آخرون بأن التطورات المتلاحقة يمكن أن يؤثر على تقدم بايدن فى استطلاعات الرأى وخسارة تقدمه لصالح السيناتور إليزابيث وارين، التى أدى صعود شعبيتها إلى تراجع موقف بايدن، ومنحها تقدما بسيطا عليه فى عدد من الاستطلاعات التى أجريت فى ولايات التصويت المبكر. وقال لارى راسكى، الحليف القديم لبايدن والذى كان له أدوارا بارزة فى حملتيه السابقتين للرئاسة، إنه يعتقد أن الأمور قد تغيرت، فيجب أن يعيد بايدن التقييم بناء على حقيقية أن هجمات ترامب عليه ستصبح مركز جلسات العزل. وأضاف راسكى أنه يشعر بالقلق من أن حملة بايدن كانت ساذجة بشأن كمية الموارد المطلوبة لمواجهة ترامب. ولذلك، سيحتاج بايدن وحملته إلى تغيير فورى فى تكتيكات إدارة المعركة السياسية بشكل مختلف تماما عن حساباته السابقة، لاسيما وأن الأيام القادمة قد تحمل الكثير من المفاجآت له.
