29 عاما من ضياع الفرص .. لعنة تلاحق "الريدز" وأسباب العداء بين مديني مانشستر وليفربول

لن تسير وحدك أبدًا .. هذا هو الشعار الأشهر في تاريخ كُرة االقدم الذي يردده جماهير فريق الليفربول منذ بدء المُباراة وحتى نهايتها سواء كانت النتيجة سلبية أو إيجابية .. فالجميع يتذكّر وقوف جماهير الأحمر بأعداد مُخيفة وقت ملأت ملعب كييف الأوليمبي للغناء وترديد شعار الفريق ومؤازرته بعد الهزيمة التي تلقاها من مانشستر يونايتد في نهائي دوري أبطال أوروبا مايو الماضي.

منافسات وجولات عِدة شهدها ملعب الأنفيلد العظيم منذ أكثر من مائة وعشرين عاما، تربّع الأحمر على عرش بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز 18 مرة، وكُتب فيها أسماء نجوم عِظام في إنجلترا من ذهب، حيثُ يعد الليفر ثاني أكثر الأندية تتويجا بعد فريق مانشستر يونايتد الذي تُوّج باللقب برصيد 20 مرة.
يورجن كلوب
ولكن.. كثيرة هي الفُرص التي أضاعها فريق الريدز خاصةً بعد نجاحه في الصعود للفاينال في أكثر من موسم لكنه لم ينجح في إنتزاع اللقب على مدار 29 عامًا، كان أخرها اليوم بعد صعود مانشستر سيتي –نادي المدينة المعادية لليفربول- وتأهله لنيل البطولة الإنجليزية الاقوى، نعم ليفربول بعد أن كان لا يعرف سوى المركز الأول أصبح يكتفي بلقب الوصيف، في دوري كان أو بطولة دوري أبطال أوروبا .. غابت الالقاب مع غياب جيل دالجليش وبوب بايزلي وإيان راش والكثير من الأسماء اللامعة في أوروبا والتي صنعت أمجاد الأحمر داخل أوروبا وخارجها، حتى جاء زمن السير أليكس فيرجسون ومانشستر يونايتد، وحاليا مانسشتر سيتي لنتذكر عقدة المدينة التي تسببت في لعنة على مدينة الفريق الأحمر.


سر العداء بين مدينة السيتي وليفربول

لم يكن العداء في الأصل كروي، بل أنّ الحالة الإقتصادية المُنعشة التي شهدتها مدينة مانشسترعلى حساب الليفربول في وقت إنتهاء الجيل الذهبي للفريق، وقدوم كرة السير أليكس فيرجسون كادت أن تصنع حرب أهلية أو غيرة شعوب بين سكان المدينتين، فليفربول كانت المدينة الأجمل والأفضل في انجلترا، حتى تم إنشاء ميناء مانشستر لينتقل التطوير والجمال إليه فقط وتُصبح ليفربول مدينة تشبه المُدن الصناعية. ولكن مازال التقدم الكروي موجود في نادي "الميرسيسايد" وهي المُقاطعة التي شهدت أعظم جيل لليفربول في تاريخ الكرة الإنجليزية.

انتقل التطوير الصناعي والإقتصادي إلى التطوير الكروي، فالجيل الذي صنعه السير أليكس فيرجسون تفوق في الملاعب الإنجليزية وباكتساح حتى تربع مانشستر على عرش الكرة الإنجليزية وصُنع للسير فيرجسون تمثال كبير على مدخل النادي الإنجليزي العريق.

السير أليكس فيرجسون
لعنة ليفربول والتتويج

بعد أن كان ليفربول مصدر مهم لمتعة كرة القدم على مدار تاريخه، وحتى قبل 29 عاما، غابت عنه بطولات وتراجع مستوى النادي العريق، ولكن في ظل الظروف التي عانى منها الفريق بعد غياب أهم جيل به، إلا أنه كان ينجح في الصعود إلى نهائي دوري الأبطال الذي حقق فيه رقم قياسي في النيل به وهو 5 مرات في تاريخه، ولكن أين هي البطولات التي تُوّج بها أدائه؟

رغم ضياع فرصة النيل ببطولة الدوري اليوم، فلا شك أن ليفربول يحاول كثيرا خصوصا في المواسم الأخيرة تحت قيادة يورجن كلوب في العودة مرة أخرى لمكانته، وحلوله في المركز الأول كما اعتاد جمهوره منذ عقدين، فهل سيحقق ليفربول أماني جماهيره الموسم المُقبل، أم ستظل اللعنة تلحق به ؟