"التحدي الأكبر بالنسبة لي كان الإطاحة بليفربول عن العرش"، هكذا كانت المقولة الأهم في كتاب السير أليكس فيرجسون عن مسيرته الأسطورية مع مانشستر يونايتد زعيم الأندية الإنجليزية في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي رفقة "الريدز"، وتكشف عن أسباب تفضيله تدريب المان يو من البداية رغم أنه كان لديه عروض لتدريب أكبر الأندية الإنجليزية، كما تكشف عن طموح وإرادة كبيرة لمدرب وشخص استثنائي نجح في تقديم واحدة من أفضل الفترات التدريبية عبر تاريخ كرة القدم، اليوم تحل الذكرى ال32 على تدريب السير مانشستر يونايتد. فيرجسون ليس عظيمًا على المستوى التدريبي والفني فقط، بل إنه شخص عظيم أيضًا على المستوى الإنساني والإجتماعي رغم بعض الأوقات التي خرج بها عن النص مثل الجميع، قيمة السير الكبيرة في قدرته على إخراج أفضل ما لدى الجميع بحب كبير وإخلاص، بالإضافة لبراعته في تطوير اللاعبين والوصول بهم للمستوى العالمي وكان أبرزهم البرتغالي كريستيانو رونالدو في العصر الحديث، ويظهر هذا في كم الاحترام والحب في تصريحات كل الذين تدربوا تحت يده حتى من دخل معهم في أزمات ومشاجرات، وهنا تظهر تلك القيمة الكبيرة لمدرب غير خارطة الكرة الغنجليزية والأوروبية والعالمية أيضًا بدون أي مبالغة. من الهاوية للقمة؟! بعد أن استلم مهام الفريق وهو يعاني وفي المركز ال17 من جدول الترتيب، احتاج السير لسنوات حتى يبدأ في جني ثمار عمله وثمره الذي زرعه في الفريق، ولكنه تأخر كثيرًا في ذلك فقضى 6 سنوات عجاف مع المان يو وسط سيطرة للغريم ليفربول على عرش إنجلترا الكروي، قبل أن يجني فيرجسون ثمار تعبه وعمله وبناءه لجيل ولاعبين جدد استطاعوا حمل يونايتد للقمة لسنوات طويلة بداية من عام 1993، الذي توج خلاله بطلاً للدوري الإنجليزي، ثم حقق الثنائية "دوري وكأس إنجلترا" موسم 1993-1994، وعاد وكررها في 1996، ودوري 1997، ثم 3 بطولات دوري متتالية أعوام 1999، 2000 و2001. أما في الفترة من 2003 وحتى 2013 حقق الدوري 6 مرات بالإضافة إلى بطولة دوري أبطال أوروبا 2008، ليصبح مجموع بطولات الدوري التي حققها مع مانشستر يونايتد 13 بطولة بجانب بطولتي دوري الأبطال الأوروبي. ويكون مجموع البطولات التي توج بها فيرجسون مع مانشستر يونايتد 13 دوري، 9 "درع خيرية"، 2 دوري أبطال، كأس الدوري الإنجليزي "مرتان"، كأس إنجلترا "5 مرات"، كأس العالم للأندية "مرة واحدة". (اقرأ أيضًا) فكان الصعود من الهاوية إلى القمة مريرًا على السير ولاعبيه ولكن الحفاظ عليها لسنوات كان الأكثر مرارة والتحدي الاكبر له، وقد كان على قدر هذا التحدي ونجح فيه ببراعة ووضع يونايتد على الخارطة المحلية والعالمية كأكبر الأندية بطولاتً وأرباحًا وأموالًا وقيمةً. كيف حصل فيرجسون على لقب "سير"؟ المحطة الاهم في تاريخ المدرب الأبرز عبر العصور هي حصوله على لقب "سير" وهو أرفع لقب يمكن أن يمنح لأي شخصية في بريطانيا، وذلك عندما حقق مع يونايتد إنجازه التاريخي بالتتويج بالثلاثية الذهبية عام 1999 عندما فاز بألقاب الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا، لتمنحه ملكة بريطانية "إليزابيث الثانية" لقب "سير" بعد إنجازه العظيم ويسطر أليكس فيرجسون اسمه بحروف من ذهب. ونواصل مع باقي محطاته البارزة والتي صنعت مجده، لنل إلى المحطة الأبرز في عام 2011 حيث حسم مانشستر يونايتد الصراع التاريخي مع ليفربول، بعدما توج ببطولة الدوري في هذا الموسم "2010-2011" ليصبح الأكثر تتويجاً بالدوري الإنجليزي، ويحقق حلمه ومقولته التي بدأنا بها وهي الإطاحة بليفربول من على العرش وقد كان. ثم تأتي المحطة الاخيرة في مسيرته، مثل كل شيء في الحياة له نهاية ويقرر السير الأسطوري عام 2013 اعتزاله التدريب بعد مسيرة تدريبية استمرت 40 عاماً قضى منها 27 عاماً مدرباً لمانشستر يونايتد.