«اللي ما يشتري يتفرج» هذا المثل الشعبي يعبر بصدق عن الحالة التي وصلنا إليها!.. شتائم وخناقات وألفاظ نابية وخادشة للحياء تقال تحت قبة البرلمان وفي انتخابات الأندية والنقابات! زمان كنا نتندر علي الألفاظ البذيئة التي نسمعها في الخناقات بأنها لغة سكان الحارات! علي اعتبار أن سكان الحارات من الطبقات الأقل اجتماعيا وثقافيا، إلا أن الأمور تطورت حتي سمعنا عبارات «العاهرة والمرأة اللعوب» يتراشق بها بعض أعضاء مجلس الشعب علي مرأي ومسمع من الناس كلها وبدلاً من تحويل من قالا العبارات الخارجة السابقة إلي لجنة القيم لاسقاط العضوية عنهما تدخل أولاد الحلال بين المتراشقين بالألفاظ إياها وأبرموا صلحا بينهما علي اعتبار أن ما جاء علي لسانيهما من عبارات خادشة للحياء كانت مجرد زلة لسان، وإذا كان أولاد الحلال من كبار المسئولين في مجلس الشعب قد تدخلوا لفض المشاجرة بين عضوين في المجلس.. فلماذا لايتدخلون لفض مشاجرة أخري تكبر يوما بعد يوم بين استاذين كبيرين في مهنة المحاماة هما الاستاذ حمدي خليفة نقيب المحامين الحالي والاستاذ سامح عاشور النقيب السابق! لماذا لايتدخل الاستاذ الدكتور أحمد فتحي سرور علي وجه التحديد لوضع حد لهذا الخلاف وعقد صلح بين الاستاذين وأخص الدكتور فتحي سرور لأنه استاذ قانون ومحام قبل أن يكون رئيسا لمجلس الشعب، حكاية الخلاف والتراشق بالألفاظ بين الاستاذين حمدي خليفة وسامح عاشور انتقلت من الملاعب الداخلية إلي الملاعب الخارجية وبالتحديد في دولة المغرب الشقيق، حيث جرت وقائع آخر خناقة بينهما علي هامش انتخابات رئيس اتحاد المحامين العرب! إذ اتهم الاستاذ حمدي خليفة الاستاذ سامح عاشور بأنه دبر مؤامرة ضده لابعاده عن رئاسة اتحاد المحامين العرب، وبالتالي حرمان مصر من هذا المنصب، الاستاذ سامح عاشور لم يسكت علي هذه الاتهامات وعقد مؤتمراً صحفيا بالقاهرة بعد عودته من المغرب قال فيه: إن هناك أشخاصاً يكذبون ويطالبون غيرهم بأن يرد علي هذه الأكاذيب، وفوجئت بتصريحات لحمدي خليفة يقول فيها إنني طلبت تأجيل انتخابات تنصيبه رئيسا للاتحاد واستبدال الرئاسة الدائمة بمصر بتدويلها عبر تعديل تشريعي بلائحة الاتحاد ونفيت ذلك في بيان أصدرته وأنا في المغرب وقلت فيه إنني لم أفعل ذلك ولم أتقدم بأي طلب في هذا الشأن وأنه لايوجد محام مصري من أعضاء الاتحاد يستطيع أن يقدم مثل هذا الطلب.. واتهم عاشور خليفة بأنه استطاع أن يروج لأكذوبة هي أنه أقنع السفارة المصرية بالمغرب بأن تتدخل وأنها اقنعت وزارة الخارجية بالتدخل وأن الوزارة قامت بدورها في احباط مؤامرتي، وتحدث عاشور أيضا عن أسباب تبكيره بالذهاب إلي المغرب قبل المؤتمر وطالب في نهاية مؤتمره بمحاكمة شعبية وأخلاقية لخليفة! وبالطبع لن يسكت حمدي خليفة علي تصريحات عاشور وسيعقد هو الآخر مؤتمراً ويدلي بتصريحات للرد علي عاشور! ويبدو أن حلقات مسلسل خليفة - عاشور ستستمر لأيام وأسابيع قادمة أو ربما يكون المسلسل اليومي لشهر رمضان! أليست هذه مهزلة وأمام هذا الوضع المتردي والمباراة الحامية بين نقيبي المحامين السابق والحالي فإنني أناشد الرجل الكبير المكانة والمقام الاستاذ الدكتور أحمد فتحي سرور بضرورة التدخل لوقف الحرب الإعلامية الدائرة بين الطرفين! هذه الحرب التي يزكي البعض نارها ويصبون عليها مزيداً من البنزين لتزداد اشتعالاً!.. يادكتور سرور المعركة بين النقيبين بدأت تأخذ أبعاداً أخري! وبدأت الاطراف المتصارعة تزج بسفاراتنا ووزارة خارجية مصر إلي المعركة الشخصية الدائرة بينهما، وبالطبع سيطلب كل طرف شهادة سفارتنا بالمغرب ووزارة الخارجية لبيان صحة موقفه وخطأ موقف الطرف الآخر! وهكذا بدأ الطرفان الزج باسم مصر! وهناك أطراف أخري تتفرج وتتسلي بالمعركة الدائرة بين خليفة وعاشور! ويبدو أن الاستاذين الفاضلين نقيب المحامين السابق والحالي أعجبتهما لعبة التصريحات والرد عليها ، فالتصريحات تحتاج إلي مؤتمرات والمؤتمرات تحتاج إلي كاميرات وفلاشات وفضائيات وصحف تضع صور الاستاذين في الصفحة الأولي! وهل هناك دعاية أكبر من ذلك وطبعا النقابة وكل المحامين أعضاء الجمعية العمومية هم الذين يدفعون وحدهم ثمن هذه الحرب الدائرة بين الطرفين! لذا أطلب من الرجل الكبير الدكتور فتحي سرور بصفته استاذ قانون ومحامياً سرعة التدخل لأن الأطراف المتصارعة بدأت تستخدم كلمات الخيانة والكذب.. أرجوك يادكتور تدخل قبل أن نسمع كلمات العاهرة والمرأة اللعوب.. واللي مايشتري يتفرج! نجاح الصاوي