في محاولة يائسة وبائسة في آن واحد، لخلق قضية وهمية موازية لجريمة تهجير الفلسطينيين من وطنهم وانتزاع أراضيهم وممتلكاتهم، كشفت السلطات الإسرائيلية وجهها القبيح، بعدما أعلنت بكل وضوح نواياها العدائية تجاه الدولة المصرية، عبر تزوير الحقائق التاريخية الثابتة، ثم الادعاء الزائف بالسعي إلى السلام والتفاهم مع القاهرة، مدافعة فى الوقت نفسه عن فاطمة ناعوت، التى تحاول منذ أيام الترويج لمزاعم التهجير القسرى لليهود من مصر. ومن جديد عادت صفحة «إسرائيل في مصر» التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، لمهاجمة الصحف المصرية، متهمة إياها بالدعوة إلى كراهية إسرائيل، بينما تشير كل الوقائع والقرارات الأممية السابقة، إلى السياسة العنصرية العدائية، التي تنتهجها إسرائيل ليس تجاه الفلسطينيين وحسب، بل ضد المواطنين العرب في كل الأراضي التي تحتلها تل أبيب منذ سنوات طويلة.
صفحة «إسرائيل في مصر» كتبت تقول عبر حسابها على «فيسبوك»، تعليقا على التقارير الصحفية التي نشرتها الصحف المصرية لتفنيد المزاعم الإسرائيلية وأبواقها الإعلامية، حول تهجير اليهود المصريين إبان سنوات الحرب: «تواصل بعض الأصوات في جريدة (اليوم السابع) الدعوة إلى الكراهية، وتقول إن إسرائيل عدو الإنسانية بدلاً من التركيز على الحقائق».
وزعمت الصفحة التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، في معرض ردها، إن «دولة إسرائيل حكومةً وشعباً، داعمين للسلام مع مصر والتفاهم بكل الطرق الممكنة. إن السبب وراء المبادرة هو الكشف عن قصص الناس الذين ما زالوا يحبون مصر والمصريين، وتركوا مصر منذ زمن من دون رغبة في ذلك».
تدوينة إسرائيل في مصر
إن حديث الصفحة الإسرائيلية، يشي بحجم المؤامرة الإعلامية التي كانت تجهز ضد الدولة المصرية، ليس للنيل من سمعة القاهرة فقط، ولكن لابتزازها سياسيا وماليا، وربما فضح عملاء الخطة الإعلامية الإسرائيلية في مصر، أخرج السلطات الإسرائيلية عن لياقتها، فراحت تهاجم الصحف المصرية التي تكشف زيف وكذب الادعاءات الإسرائيلية شاهرة في الوقت نفسه، سلاحها التقليدي المعتاد «الدعوة لكراهية إسرائيل» ظنا منها أن هذا سيرهب الصحف المصرية، وأنه كفيل بإسكات كل الأصوات الرافضة لأكاذيب مزاعم التهجير القسري لليهود في مصر.
تدوينة الصفحة التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، التي اتهمت الصحف المصرية بالدعوة إلى الكراهية، فندها الكاتب الصحفي خالد صلاح، في تدوينة له عبر توتير، كاشفا في الوقت نفسه كيف كانت مصر ملجأ لليهود عند طغيان بابل وطغيان الدولة السلوقية وطغيان الرومان، وكيف احتضنت الإسكندرية مئات الآلاف من اليهود الهاربين من طغيان امبروطوريات الأرض.
وكتب صلاح يقول: «إذا كنتم تعتبرون أن كذبة التهجير القسري لليهود المصريين حقائق فهذا تضليل سافر لكم ولمن يوالونكم من الكتاب المأجورين.. دلونا على فعل إنساني واحد صدر من إسرائيل تجاه مصر أو الفلسطينيين أو العالم العربي.. مصر وشعبها لا يعرفون الكراهية لقد كانت بلادنا ملجأ لليهود عند طغيان بابل وطغيان الدولة السلوقية وطغيان الرومان راجع تاريخ شعب إسرائيل قبل وبعد الميلاد».
ويضيف: «الإسكندرية احتضنت مئات الآلاف من اليهود الهاربين من طغيان امبراطوريات الأرض وعاش يهود مصر مواطنين مكرمين على هذه الأرض.. الآن تسلطون أبواقكم لتتحدث عن تهجير قسري، ثم تعيدون إنتاج ضلالات الماضي حول تعويضات كاذبة ثم حين ندافع عن بلادنا وشعبنا وتاريخ التسامح على أرض مصر ترفعون شعار ساذج اسمه (الكراهية)!! تزرعون كذبة جديدة.. و من (يزرع الريح لن يحصد شيئا سوى العاصفة)».
نكبة 1948
إن الدعاوى القضائية التي أقامتها المنظمات اليهودية لمطالبة الدول العربية بتعويضات ضخمة على تهجير اليهود المزعوم، لخير دليل على حجم المؤامرة التي تدبر للدولة المصرية، ففي الوقت الذي تتنكر فيه إسرائيل لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه بالقوة، تحاول السلطات الإسرائيلية جاهدة الهروب من تلك الجرائم، واختزال تهجير الفلسطينيين ونكبتهم، برواية معاكسة مختلقة حول تهجير اليهود من الدول العربية.