ومن غيرها نذهب إليه، فخزائنها حُبلى بمزيد من الأسرار والحكايات عن هؤلاء، وخاصة ذاك النوع من المتسلقات المتسلطات في الوسط الإعلامي، غير الأحرار المتربحات بأجسادهن. عن الشخصية التي أخبرتنا بها قارئة الفنجان عندما ذهبنا إليها هذه المرة، ربما لا يعرفها كثيرون، سؤال واحد كان يسيطر علينا كيف وصلت تلك السيدة إلى المشهد الإعلامي فجأة دون سابق إنذار، حتى رئاسة تحرير أحد أكبر المواقع الأخبارية في القطر المصري، ما تلك الإمكانات التي امتلكتها بعيدا عن جسدها العاري؟.
لم تأخذ قارئة الفنجان وقتا كعادتها لبدء طقوسها، فبمجرد أن حصلت على قطرها –شئ من أثرها- ضمته بكلتا يييها وبدأت في قراءة تعوايذ سريانية كي تحضر قرينها أمامها، ثم أطلقت ضحكة ثلاثية الأبعاد كالتي في أفلام الرعب، ثم قالت المثل الشهير "يا ولدي تموت الحرة ولا تأكل بثدييها"... ثم أخذت نفسا عميقا وعيناها تلمع.. واستطردت:
لن أحكي لك عن بداية حياة السيدة في المملكة العربية السعودية مع أسرتها، رغم أن هذا يفسر كثيرا عن مفهومها لحياة العري على أنها الحرية، أو ترويجها لأفكار تريد بها الهرب التخلص من تلك العقدة النفسية القديمة.
أُفضل أن أبدأ من لحظة هروب الفتاة ذات الإمكانات المحدودة مهنيا، الكبيرة أنثويا، خريجة كلية الزراعة من أسرتها بإحدى المدن الساحلية إلى أضواء العاصمة على ضفاف النيل في رحلة البحث عن الشو الإعلامي، فتلك طريقتها المفضلة للوصول، قبل أن يمنحها القدر فرصتها الذهبية بالجلوس على مكتب كسكرتيرة في إحدى القنوات الشهيرة والمسيطرة على الساحة الإعلامية وقتها، غير أن تلك الوظيفة لم تكن ترضي شغف السيدة التي وجدت ضالتها في الإعلام، فالقفذ إلى الأضواء هنا أسرع بكثير من أي مكان آخر.
أثارت السيدة منذ قدومها إلى القناة علامات استفهام كثيرة، وخاصة بعدما أخفت قصة زواجها من والد أبنائها عن العاملين هناك بعدما انفصلت عنه، وقدمت إلى المقربين منها كاتبا مغمورا لم يسمع به أحد من قبل اللهم إلا كتاباته الهامشية على السوشايل ميديا، والذي سيكون له دور محوري في حياتها بعد ذلك، أنكرت في البداية طبيعة علاقة التقارب الشديدة بينهما، إلى حد توصيلها إلى العمل والانتظار بالساعات خارج القناة لأخذها مرة أخرى، لكن سرعان ما أعادت صياغة العلاقة بينهما بأنه ذلك الأب الروحي بالنسبة لها ومحركها وسندها في الحياة، قبل أن تدخل في نغمة المتاجرة بالظلم الواقع عليها في حياتها الزوجية وأنها تلك الضحية من أجل أبنائها، وبالطبع سيكون اسمه حاضرا في كل منشور.
أصبحت الآن سكة سفر كيم كاردشيان الوسط الإعلامي، كما يحلو للعاملين معها تسميتها في دردشاتهم الخاصة، واضحة تماما أمام عين قارئة الفنجان، والتي قالت: أنظروا إلى ذلك الخط الملتوي يحكي تلك الليلة التي تفاجأ فيها العاملون بالقناة ذات اللوجو الأصفر، دون سابق إنذار، بتلك السيدة مديرة مكتب المراسلين في قناتهم، فترة أخرى لم تتعد شهور كانت لا بأس بها من التخبط والفشل الذريع والأسلوب الملتوي والتنكيل بالعاملين في قسم المحافظات بالقناة الشهيرة، والتي تنكرها هي دائما، إلى أن انتهت بتسريحها نهائيا خارج المبنى في واقعة شهيرة بعد شكاوى مستميتة من مراسلي المحافظات.
لتبدأ بطلة القصة بعدها مرحلة أخرى، بمساعدة فتاها، الذي لم يتعفف عن تقديم نفسه على الساحة الإعلامية بحامي حمى الست هانم، ليزج بها مستغلا علاقاته لقيادة إحدى المؤسسات الصحفية الناجحة، حتى إنه كان يتدخل لها بكتابة الإيميلات الخاصة والموجهة للإدارة أو التعليمات التي يمليها هو عليها بنفسه وبتوقيعه في أكثر من واقعة شهد عليها العاملون عيانا بيانا، وإيصالها بسيارته التي حصل عليها من أموال مؤسسة الست التي كانت ترأس تحريرها متخفيا عن الأنظار، ليتدخل بعد فترة قصيرة مباشرة بعدها قائد ظل السيدة في الإدارة ويظهر بنفسه في وقائع عديدة أمام العاملين بمكتب السيدة رئيسة التحرير.
منذ اليوم الأول طبقت رئيسة التحرير بين العاملين نظريتها المفضلة "عش العصافير"، لتتخذ من الجروبات الخاصة طريقا للوقيعة بهم في شرك الفضائح والتنكيل بهم وابتزازهم، قبل أن تنهار التجربة بأكملها على يدها وتكون نقطة أخرى سوداء في تاريخها وعلاقتها بالإعلام، بعدما سرحت نصف العاملين الموهوبين بدعوى أنهم عبء على المؤسسة، قبل أيام من تجديد مكتبها الخاص في ميدان فيني بمنطقة الدقي بآلاف الجنيهات من أموال المؤسسة، وتلك الخناقة الكبيرة التي يعرفها العاملون جيدا على كرسيها الهزاز الشهير للاحتفاظ به، وظهورها بتلك الملابس باهظة الثمن التي لم تكن تظهر بها من قبل، وبالطبع أبقت على أولئك المقربين من فتاها، وبعض الذين يعرفون خباياها، إلا أن المفارقة أنها استقدمت أشخاصا أخرين مغمورين لم تكن لبعضهم علاقة من قريب أو بعيد بالصحافة من الأساس.
بعد انهيار التجربة الثانية الشهيرة، كان لزاما على السيدة أن تقدم الشماعة المناسبة لتغسل بها يدها من الفشل، وتحفظ بها ماء وجهها، وبالطبع لم تتورع في رمي الأحجار بالبئر التي شربت منه ماء، فراحت تسرد البكائيات عبر صفحتها على فيس بوك لتبدأ بها سلسلة طويلة من الابتزاز والتلفيق تحت عباءة "السيدة مكسورة الجناح"، لم يتعاطف معها من يعرفون الحقيقة وعرفها بعد ذلك كل العاملين في المجال.
سرعان ما هربت السيدة إلى تجربة أخرى لإثبات نجاحها، لتبدأ في الدخول إلى الساحة من جديد عن طريق "مولد الفتى الحليوة"، بأن عينها رئيسة مجلس الإدارة ومديرته، وتباهى بذلك على الساحة، لتبدأ برفقته فصلا آخر من الابتزاز على العاملين في الساحة الفنية وأسماء شهيرة في المجتمع، ولا بأس بنشر ذلك عبر صفحاتهم مع مزيد من الصور السيلفي مع حبيبها، فذلك النوع كان يحترفه هو في تجاربه السابقة الفاشلة أيضا، إلى أن استقر الثنائي على أعتاب "ليلة كبيرة" لا يعرف أحد عنها شيئا سوى الحديث عن الظلم الواقع على المواهب الفذة أمثالها والتي لا يراها المجتمع المريض من وجهة نظرها.