محمد خان.. مخرج أصاب الفن بضربة شمس

تمر الأيام، وتدور فيها عشرات الكاميرات لتُنتج مئات الأفلام، ينجح بعضها، ولا يحالف الحظ البعض الآخر، نجوم تُكتشف، ومخرجين تلمع أسمائهم على قدر نجاحاتهم، ويبقى المخرج الراحل محمد خان في منطقة بعيدة، ليس لأنه متفرد فحسب، ولكن لأنه استطاع أن يترجم تفرده إلى أفلام سينمائية بطلها المواطن، لذا عاشت، وستعيش إلى الأبد.

تمر اليوم الخميس الذكرى الثانية لوفاة المخرج محمد خان، الذي توفي في 26 يوليو عام 2016، عن عمر ناهز ال73 عاما، حيث ولد 26 أكتوبر عام 1942.


عشق خان السينما منذ صغره، بسبب نشأته بجوار دار سينما مكشوفة، أتاحت له المشاهدة الدائمة من شرفة منزله، وكان يفكر عشرات المرات، بعد كل فيلم يشاهده، في كيفية صناعة تلك الأعمال التي تسلب العقول من شدة إتقانها، وحبكتها الدرامية التي يعتقد المعظم أنها قصة واقعية، ليعقد خان العزم، أو- ريما- فكر في دخول المجال.


سافر محمد خان في عام 1956 إلى لندن لدراسة (الهندسة المعمارية)، إلا أنه التقى بشاب سويسري يدرس السينما وجمعتهما الصداقة، فصمم على ترك دراسة الهندسة، والتحق بمعهد السينما في لندن، وأفادته فترة إقامته في لندن والتي امتدت إلى سبع سنوات في التعرف على مختلف التيارات السينمائية السائدة في أوروبا وقتها.

اقرأ/ي أيضا: محمد خان.. رحلة المفكر السينمائي باقية في روح مصر

عمل المخرج الراحل عقب عودته إلى مصر عام 1963 في شركة «فيلمنتاج» (الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي) تحت إدارة المخرج صلاح أبو سيف في قسم (قراءة السيناريو)، لكنه لم يستطع الاستمرار لأكثر من عام حيث سافر إلى (لبنان) ليعمل مساعد مخرج مع العديد من المخرجين اللبنانيين مثل (يوسف معلوف، ووديع فارس، وكوستا، وفاروق عجرمة)، لكن إبان نكسة 1967 سافر إلى لندن مجددًا، ليعود مرة أخيرة إلى مصر عام 1977 ويبدأ مشواره كمخرج بفيلم (ضربة شمس) 1978.

ومن خلال هذا الفيلم الذي لعب بطولته نور الشريف أمام نورا وليلى فوزي، حرص محمد خان على إثبات قدراته كمخرج جديد، يمتلك أسلوبًا خاصًا يميزه عن باقي المخرجين.



ويقول محمد خان عن فيلم ضربة شمس: «عدت من لندن بعدما بعت كل ممتلكاتي، وكان في نيتي إنتاج أفلامي بنفسي، رغم شعوري بالخوف من دخول هذه المغامرة، وأعجب الفيلم نور الشريف بعد قراءته للسيناريو وقرر إنتاجه، وكنت محظوظًا به لأنه منتج جيد وسخي في أفلامه، ولم يمانع من تلبية أية مطالب تقدمت بها».


قدم العديد من الأفلام مكوناً تيار سينمائي جديد مثل (طائر على الطريق، الحريف، خرج ولم يعد، زوجة رجل مهم، أحلام هند وكاميليا، سوبر ماركت، أيام السادات، في شقة مصر الجديدة، كما ساهم بالقصة والسيناريو لفيلم (سواق الأتوبيس) للمخرج عاطف الطيب. بينما ظهر كممثل في أفلام (ملك وكتابة، بيبو وبشير، عشم).

وبعد سنوات طويلة من المطالبة بالجنسية المصرية، بإصرار لتحقيق أمنيته الغالية- على حد وصفه، حصل عليها في 2014، بعد صدور قرار من الرئيس السابق عدلي منصور، وقدم لها وثيقة الجنسية الكاتب والإعلامي أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي السابق للرئيس عدلي منصور، خلال زيارة استمرت لساعة ونصف في منزله.