ساعات قليلة ويصل الرئيس عبد الفتاح السيسي العاصمة السودانية الخرطوم، في خامس زيارة له منذ توليه الرئاسة، والأولى في ولايته الرئاسية الثانية، وتكتسب الزيارة الحالية أهمية كبيرة في ضوء ما ستشهده من ملفات ومحاور. تستغرق زيارة السيسي للسودان يومين، يلتقي خلالها الرئيس السوداني عمر البشير، في إطار جهود الرئيسين لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، واستعراض موقف العلاقات المتطورة والجهود المتصلة لتعميقها في كل المجالات، ومناقشة القضايا الإقليمية في إطار التواصل المستمر بين الرئيسين، وملف التهدئة بين أطراف الصراع في جنوب السودان برعاية القاهرةوالخرطوم.
توحيد شعوب وادي النيل
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للسودان غدا تأتي ردًا على الزيارة الأخيرة للرئيس السوداني عمر البشير للقاهرة، التي جرت قبيل الانتخابات الرئاسية في مارس الماضي، إذ تُعدّ فصلًا مكملًا لمسار التقارب والعلاقات المصرية السودانية الأخوية، وتأتي كأول زيارة للرئيس السيسي للسودان عقب إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية.
كان الرئيس عمر البشير قد زار مصر في مارس الماضي، وأكد أن الزيارة تأتي دعمًا لمصر واستقرارها، وللرئيس السيسي الحريص على علاقات قوية ومصالح متبادلة بين الشعبين والبلدين. وتعكس هذه الزيارات المتبادلة للرئيسين أهمية العلاقات التاريخية بين مصر والسودان، وحرص السيسي والبشير على تعميق الصلات والروابط، وتوحيد شعوب وادي النيل.
زيارات السيسي إلى السودان
في يونيو 2014 توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم، للاطمئنان على صحة الرئيس عمر البشير بعد خضوعه لعملية جراحية، فيما كانت الزيارة الثانية إلى السودان في مارس 2015 لتوقيع وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة.
يونيو 2015 شهد موعدا آخر للرئيس السيسي مع السودان، التي وصلها للمشاركة في حفل تنصيب البشير رئيسًا للسودان لولاية جديدة، وخلال هذه الزيارة أكد الرئيس السوداني خلال حفل التنصيب أن هذه اللفتة من جانب القيادة المصرية تعكس متانة العلاقات الإيجابية المتميزة التي تجمع البلدين الشقيقين، كما شارك السيسي في أكتوبر 2016 في ختام أعمال مؤتمر الحوار الوطني السوداني بالخرطوم، على رأس وفد رفيع المستوى، في احتفالية حضرها عدد من الرؤساء الأفارقة والأمناء العامين للمنظمات الدولية والإقليمية.
وفي أول زيارة له إلى الخرطوم منذ انتخابه لفترة رئاسية ثانية، يتوجه الرئيس السيسي إلى السودان غدًا الخميس، إذ أكد السفير السوداني بالقاهرة عبد الحليم عبد المحمود أن الزيارة تتميز بأهميتها توقيتا ومضمونا، وأنها تأتي في إطار التواصل المستمر بين قيادتي البلدين، وتأتي ردًا أيضًا على الزيارة التى قام بها البشير للقاهرة قبيل الانتخابات الرئاسية.
زيارات البشير إلى مصر
زيارات الرئيس السوداني لمصر هي الأخرى ليست قليلة، ففي أكتوبر 2014 كانت الزيارة الأولى، عقب ثورة 30 يونيو 2013، وذلك لبحث العلاقات الثنائية وإجراء مباحثات بشأن كيفية حل أزمة سد النهضة الإثيوبي.
وفي منتصف مارس 2015 وصل البشير إلى القاهرة للمشاركة في فعاليات المؤتمر الاقتصادي الذي أقيم في شرم الشيخ، كما كرر الزيارة في نهاية الشهر نفسه للمشاركة في اجتماعات القمة العربية، وفي فبراير 2016 شارك الرئيس السوداني في أعمال منتدى أفريقيا الذي عُقد بمصر، وزار القاهرة مرة رابعة في أكتوبر 2016 للمشاركة في اجتماع اللجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسي، وفي مارس 2018 حطت أقدام البشير في القاهرة لإجراء مشاورات وبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين
الاتفاقيات الموقعة بين البلدين
هذه الجهود واللقاءات والزيارات المتبادلة أثمرت حالة إيجابية عميقة من التقارب بين البلدين والرئيسين، انعكست على عدد من الملفات المهمة، فيما يخص المفاوضات الجارية بشأن سد النهضة، والوضع في جنوب السودان.
وتكللت زيارات الرئيسين بتوقيع 5 اتفاقيات بين مصر والسودان، أولها اتفاقية إعلان مبادئ وثيقة سد النهضة، واتفاقية التجارة الحرة "الكوميسا"، واتفاقية الحريات الأربع "الدخول والخروج والتنقل والامتلاك"، واتفاقية تشغيل المعابر الحدودية، واتفاقية تعاون مشترك في مجال الاستثمار الزراعي.
