· العداء بين أقباط المهجر والكنيسة يرجع لاختلافهما في سرد قصص اختفاء الفتيات · المتحولون للمسيحية.. لايبقون علي ديانتهم بعد هجرتهم إلي الغرب ولايعودون للإسلام رصد موقع «تقارير العرب والغرب» الإلكتروني حالات الفتن الطائفية بين المسلمين والأقباط في مصر علي مدار ال30 عاماً الماضية لافتا إلي أسباب المشكلات بين الطرفين، وتساءل كورنيلس هولسمان الباحث الهولندي ومدير الموقع في تحليله لهذه الاحداث عما إذا ما كانت حالات اختفاء المسيحيات ناتجة عن اختطافهن أم لا؟ لافتا إلي تضارب الشهادات الواردة من أهالي الفتيات ورجال الكنيسة ومنظمات أقباط المهجر ففي قضية اختفاء 4 فتيات مسيحيات من ملوي أكد تقرير لمنظمة أقباط استراليا اختطافهن في حين نفت الكنيسة والانبا ديمتريوس أسقف ملوي صحة واقعة الاختطاف، مشيرا إلي أن مخالفة الكنيسة المصرية لتقارير منظمات أقباط المهجر أبرز أسباب مهاجمتهم لها علي طول الخط واتهامها بموالاة السلطة. وأشار هولسمان إلي غياب الموضوعية في تأكيد أو نفي حالات الاختطاف ذلك أن الجميع يسعي لتأكيد وجهة نظره في إطار كون مصر تربة خصبة لنظرية المؤامرة وانعدام الثقة بين قطبي الأمة ما يسهل نقل الشائعات والتأويلات التي تتوافق مع مفهومهم عن الآخر. وأوضح قلة عدد الكنائس السامحة لصلاة المتحولين من الإسلام للمسيحية خوفا من الأمن الذي يجبر الكهنة للابلاغ عن المتضررين خشية تورطهم وكثير منهم يحظر صلاتهم في الكنائس. وأشار إلي أن الشريعة الإسلامية غير مطبقة بشكل مباشر وإن كانت هناك قوانين مدنية لاتتعارض مع روح الإسلام كاشفاً التناقضات الموجودة في الدستور المصري كما في المادة 46 من الدستور المصري التي تكفل حرية الاعتقاد الديني والممارسة في حدود المثبت في الأوراق الثبوتية ولكن لا حرية لتبديل الشخص معتقده وهو ما يتعارض مع المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ورصد هولسمان حالات المتحولين من الإسلام للمسيحية في هولندا وأجري معهم مقابلات شخصية علي مدار 30 عاماً مضت كما أجري حوارات مع نشطاء حقوق الإنسان وبعض قادة الكنيسة وخلص إلي عدة نتائج أبرزها أن القانون المصري يتسم بالتعقيد والغموض من حيث الدين وهو ما تستغله الحكومة لأغراض معينة اضافة إلي الاستخدام المزدوج للمادة 98 من قانون العقوبات والتي تعاقب المتحول للمسيحية بتهمة ازدراء الدين إذا تحدث عن الإسلام في حين لا تتخذ إجراءات صارمة ضد من تحدث بألفاظ غير لائقة عن المسيحية بعد اعتناقه الإسلام. وقد يتم اعتقال المتحول للمسيحية علي أساس أنه غير بنفسه أوراقه الثبوتية بهدف طمس خلفيته كمسلم لذا فكثيرون منهم يهاجر إلي الغرب أحيانا بمساعدات غربية وبعضهم يعود للإسلام. وأضاف أن نسبة كبيرة من المتحولين لايبقون علي مسيحيتهم بعد هجرتهم ولا يعني ذلك عودتهم للإسلام وذلك بسبب اكتفاء المبشرين ببذر بذرة الإيمان المسيحي دون تغذية عقله المتحول بتعاليم كاملة عن المسيحية وبعض من الذين لديهم خلفيات إسلامية بعد تحولهم للمسيحية يعرفون كيف يجيبون الاسئلة التي قد توجه إليهم ولكنهم يجدون صعوبة في ممارسة إيمانهم في حياتهم اليومية. وأكد اعتقاد معظم المسلمين بارتباط المسيحية بقوة في الغرب لافتا إلي اعتقاد المسلمين بمغازلة المتحولين للغرب وأن هجرهم لدينهم بهدف إيجاد فرص عمل ومعيشة أفضل خاصة أن معظم هؤلاء من الشباب «17 25 سنة». أما المسلمون الذين يتحولون للمسيحية قد يكونون أصلاً من بيئة اجتماعية بلا احترام أو حب وقد يدعون أنهم رأوا في المنام ما جذبهم للمسيحية. وبشكل مجمل فبمجرد تحول شخص إلي المسيحية تجده محملاً بمشاعر سلبية تجاه عقيدته السابقة «الإسلام» ويتحمس للحديث عن ذلك إلي من يعرفهم من المسلمين. وأشار هولسمان إلي أن القانون الأمريكي المتعلق بالحريات الدينية الصادر عام 1998 زاد من مشاعر المسلمين السلبية للمسيحيين ودعم اعتقاد بعض المسيحيين بأن القانون يعرض مصر لعقوبات في حال اضطهادهم فيما رآه المسلمون بأنه تدخل ديني في شئون مصر. وأوضح أن المتحولين للإسلام فئتان الأولي من ولدوا لأسر مسلمة «عددهم محدود للغاية» والثانية من ولدوا لأسر مسيحية ثم اعتنقوا الإسلام، وفي مرحلة لاحقة أرادوا أن يعودوا إلي المسيحية وهو ما يجئ في أولويات اهتمامات الكنائس، مشيرا إلي سهولة العودة في فترة ما قبل السادات ثم ادخال تعديلات انتهت إلي عدم التفرقة بين المولود لأسرة مسلمة والمتحولين بعد الميلاد. ونفي وجود إحصائيات دقيقة عن عدد المتحولين للإسلام أو المسيحية ولكن وفقا للمقابلات الشخصية تبين أن عدد المتحولين للإسلام يفوق مئات المرات المتحولين للمسيحية، موضحا حرج موقف مصر التي توقع علي معاهدات دولية بحرية الاعتقاد ولا تستطيع تطبيقها علي أرض الواقع وفق ما ترسمه المنظومة الغربية، فضلا عن زيادة تأثير الإسلام علي التشريع المصري ما يعوق جهود المسيحية في استعادة الراغبين في العودة للمسيحية وكذلك زيادة تأثير التبشير المسيحي الغربي «الأمريكي البروتستانتي تحديدا» وزيادة الممارسات العدائية ضدهم.