لا يشبهن جميعا "كارينا كابور".. نساء الهند يذقن الألم والموت بسبب "مهر الزواج"

ربما شاهد البعض الأفلام الهندية، وأعجب برقصات ساني ليون أو بدراما كارينا كابور، أو بجمال ديبيكا بادوكون، فعلق في ذهنه الصورة الذهبية المرحة الجميلة للمرأة الهندية، لكنه لم يستوعب أن كل هذا ليس أكثر من "فيلم هندي."

تقرير صادم أصدرته الحكومة الهندية، ونشرته شبكة سكاي نيوز الإماراتية، اليوم الإثنين، تحدث عن المرأة الهندية تذوق المرار بسبب مهر الزواج، فالمعتقدات الثقافية والواقع المالي جعل العائلات الهندية لا تحبذ وجود الفتيات، ويتم الاحتفال بولادة صبي، في حين يمكن أن تكون ولادة فتاة مدعاة للحداد والحزن.

ويرجع الحزن من ميلاد الفتيات إلى خشية الوالدين من الديون بسبب عادة سداد العروس مهرا لزوجها.

وأعلنت الحكومة الهندية إن أكثر من 63 مليون امرأة وفتاة "مغيبة" أو"مخفية" إحصائيا بسبب حرمانهن من الطعام والرعاية الصحية والتعليم بسبب ثقافة تفضيل الذكور، وأن هناك 21 مليون فتاة غير مرغوب فيهن، بالإضافة إلى حالات الإجهاض التي رغم أن القانون يحرمها، إلا أن ممارسة إجهاض الأجنة التي يعتقد أنها لفتيات مستمرة.
وفي الوقت ذاته، أشارت الحكومة إلى أن أوضاع النساء شهدت تحسنا في العديد من المجالات في السنوات الأخيرة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة الرياض السعودية، اليوم الإثنين، فتختلف طقوس الزواج لدى الهنود حسب‏ العادات والتقاليد والأعراف والديانات والفكر والطبقات إلا أنهم يجتمعون على شيء واحد وهو أن المرأة تدفع المهر لعريسها في شكل نقد ومجوهرات وسيارات وأغراض منزلية.
وأصبح البحث عن شاب مناسب هذه الأيام مثل المزاد حيث يقارن والدا العريس العروض المقدمة، وقبل سنوات وضعت صحيفة التايمز الهندية قائمة بقيمة المهور المطلوبة من مهن مختلفة، فكلما زادت قيمة وطبيعة العمل كلما زادت قيمة المهور المطلوبة، فرجل أعمال يحمل شهادة ماجستير يمكن أن يحصل على مهر قيمته 1.5 مليون روبية (ما يقرب من 37 ألف دولار)، بينما يمكن أن يحصل موظف حكومي على مهر في حدود 50 ألف روبية.
ويعود تقليد المهور في الهند إلى آلاف السنين، ويقول العلماء إن الهدف منه كان حماية المرأة حتى لا تضطر للاعتماد على الرجل وحده في إتمام زواجها، ولكن مع مرور الزمن أصبح ما كان ضمانا للعروس نعمة للعريس وأسرته، ووبالا على العروس وعائلتها.
تستعد فيه الحكومة الهندية لتعديل تشريع تاريخي كان قد تم إدخاله منذ نحو ثلاثة عقود لحماية النساء اللاتي تتم مهاجمتهن ومضايقتهن بل وحتى قتلهن لرفضهن دفع المهور، لأن بعض الأزواج يطالبن الزوجات به بعد الزواج إذا لما تدفعه أثناء الزواج مما يفجر مشاكل اجتماعية خطيرة.