طالب المرجع الديني الأعلى للشيعة بالعراق علي السيستاني القيادات الميدانية بتوحيد الرؤية وتنسيق المواقف ورفع الأمر للقيادة العليا للقوات المسلحة لاتخاذ القرار السليم لدحر الإرهاب، وقال: "إننا في الوقت الذي نشد فيه على أيادي أبناء القوات المسلحة والمتطوعين وأبناء العشائر، لابد أن نلفت النظر الى مسألة وحدة الرؤية وتنسيق المواقف بين هذه الجهات العراقية الحريصة على دحر الإرهاب وتوحيد القرارات المهمة والخطيرة، خصوصا وأن الانتصارات القريبة كانت بجهودها". يذكر أن القوات المشتركة العراقية تشمل القوات المسلحة والشرطة وقوات "الحشد الشعبي" الشيعية ومقاتلي العشائر السنية، وأعلنت ثلاثة فصائل من الحشد الشعبي هي "حزب الله" و"سرايا السلام" و"عصائب أهل الحق" أمس أنها ستنسحب من معركة تحرير مدينة تكريت بعد طلب القائد العام للقوات للمسلحة رئيس الوزراء العراقي د.حيدر العبادي مشاركة طيران التحالف الدولي، وشرعت بالفعل في قصف مواقع تنظيم (داعش) الإرهابي مساء 25 مارس الجاري .. وعاد المتحدث باسم "الحشد الشعبي" النائب أحمد الأسدى اليوم الجمعة لتأكيد عدم انسحاب أي من فصائل الحشد من معركة "تحرير تكريت". ونبه ممثل المرجعية أحمد الصافي - في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني بمدينة كربلاء جنوبي العراق- إلى أن التقاطعات في وجهات النظر لها نتائج غير حميدة في العمليات العسكرية ولابد من تكثيف المشاورات لوضع الخطط اللازمة لدحر الإرهابيين.. داعيا المؤسسات الحكومية والمدنية الى الاهتمام بشكل أكبر بذوي الشهداء. كما طالب مجلس النواب العراقي بتشريع القوانين اللازمة لحفظ حقوق الشهداء وعوائلهم، داعيا الحكومة العراقية إلى العمل على علاج الجرحى من المقاتلين سواء في الداخل أو بالخارج. وأكد الصافي، قدرة القوات المسلحة والمتطوعين والعشائر على دحر الإرهاب.. وقال: "إن المقاتلين العراقيين أثبتوا القدرة الفائقة على هزيمة الإرهاب" .. مشددا على أهمية الاعتماد على الطاقات العراقية فيما يمكن تصنيعه محليا من المعدات العسكرية وعدم استيرادها لتقليل النفقات.. وطالب المؤسسة العسكرية باتخاذ خطوات جادة لتصنيع ما يمكن تصنيعه محليا من الموارد التي تحتاجها المعركة. كان العبادي أعلن مساء 25 مارس الجاري بدء عملية عسكرية لتحرير مدينة تكريت بمشاركة التحالف الدولي المناهض لداعش، التي تأتي في إطار عملية تحرير محافظة صلاح الدين من قبضة داعش اعتبارا من أول مارس الجاري، بمشاركة قوات الجيش والشرطة و"الحشد الشعبي" ومسلحي العشائر تحت شعار "لبيك يارسول الله". وتمكنت العملية العسكرية من تحرير ناحية الدور والبوعجيل والعلم والعديد من المناطق المحيطة بها، وضيقت الخناق على مسلحي التنظيم في مدينة تكريت وسيطرت على طرق الإمداد للتنظيم وطهرت الطرق من العبوات الناسفة وأحكمت حصار تكريت، مما منع التنظيم من شن هجمات وأصبح بوضعية الدفاع. وتم تعليق تقدم القوات بمدينة تكريت من قبل القوات في 10 مارس الجاري نظرا لكثافة العبوات الناسفة والمنازل المفخخة ووجود قناصة للتنظيم، لاسيما في منطقة وسط المدينة خاصة بمنطقة القصور الرئاسية في حي القادسية، وهو ما استدعى طلب بغداد تدخل طيران التحالف الدولي لدقة التصويب وتقنيات القصف وقدرة القذائف على اختراق تحصينات داعش في المدينة وحفاظا على أرواح القوات العراقية المهاجمة للمدينة