ذاقت أفريقيا مرارة الاحتلال الأوروبي، وصفت هذه الفترة بأنها الأكثر انحطاطا في تاريخ الإنسانية، واليوم تحاول قطر استعادة هذه السنين، فيسعى تنظيم الحمدين إلى الاستيلاء على ثروات القارة السمراء، عبر تمويل الميليشيات الإرهابية لبسط النفوذ القطري، وتكون خطوة أخرى في نشر مخطط العنف. الساحل الإفريقي سلة الطاقة في السنوات المقبلة، أكبر احتياطي من اليورانيوم والنفط والغاز الطبيعي والذهب، الدوحة اعتمدت على التنظيمات الإرهابية والانفصالين للسيطرة على كل هذا وتنفيذ مخططها، اعتبرت شمال مالي بوابتها للساحل الأفريقي.
في 2012 أكدت الاستخبارات الفرنسية دعم الدوحة لحركة أزواد الانفصالية في شمال مالي، رصدت دور الهلال الأحمر القطر في تمويل جماعة التوحيد والجهاد الإرهابية، رفعت تقرير ل"الإليزيه" عن سخاء الدوحة في دعم المتمردين، تميم أدخل قوات خاصة قطرية لتدريب حركة أنصار الدين.
كشفت مجلة «لوكانار أونشيني» الفرنسية، عن تورط قطر ونظامها الحاكم في تفخيخ الوضع بمنطقة الساحل الإفريقي، وتزامن ذلك مع الجولة التي يجريها أمير قطر إلى غرب إفريقيا إلى 6 دول.
ونقلت المجلة الفرنسية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، عن مصادر استخباراتية، تأكيدها وجود دعم من الدوحة لحركة «أزواد» الانفصالية والجماعات المتطرّفة في المنطقة.
ورصد التقرير اتجاه قطر خلال عامي 2012 و2013، لاختراق منطقة الساحل والصحراء الإفريقية من خلال التدخّل المباشر في شمال مالي تلك الدولة ذات الطبيعة الإستراتيجية المهمة.
كما كشفت صحيفة «لوكانار أنشيني» عن مفاوضات بين الدوحة وشركة «توتال» النفطية الفرنسية التي تعمل في مجال التنقيب عن البترول بساحل افريقيا، دعما لمخطط مشبوه لقطر في المنطقة، موضحة أنّ وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان كان مطلعا على تورط قطر وهو الأمر الذي أسر به لأحد كبار ضباط الجيش الفرنسي حال استيلاء متطرّفين على المنطقة الواقعة شمال مالي.
وأشارت معلومات استخباراتية عسكرية فرنسية، إلى أنّ قطر دفعت أموالا طائلة في سبيل دعم ثوار «الحركة الوطنية لتحرير الأزواد» وتنظيم «القاعدة» في المغرب وتنظيم «الجهاد» غرب إفريقيا.
وأشارت المصادر الاستخباراتية إلى أنّ خطف الأجانب، وتهريب المخدرات، لا يكفي لسدّ حاجات المجموعات الإرهابية.
وأشارت «لوكانار أونشيني» إلى أن الدبلوماسية الفرنسية تدرك أنّ دول غربي إفريقيا، لا تملك القدرة العسكرية للتدخّل في مالي، واستعادة مدن وصحاري شمال المغرب.
وقالت الصحيفة الفرنسية، إن أجهزة الاستخبارات الفرنسية وجهت اتهامات ل «قطر» ودورها في نشوء «ملاذ جديد للإرهاب».
وحذر جهاز الاستخبارات الفرنسي «دي جي إس أو» في 2013، الرئاسة الفرنسية، من «نشاط قطر المحظور دوليا».
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن ضباطا في جهاز الاستخبارات العسكرية قالوا إنّ قطر تدفع ببذخ لدعم الارهابيين ماليا وعسكريا بالسلاح. وكشفت تقارير اقتصادية أن الدوحة تسعى إلى التعاقد مع "توتال" للتنقيب عن النفط في منطقة الساحل الأفريقي.