في الوقت الذي تنقل لنا فيه وكالات الانباء مآسي المشردين والجوعي والمحاصرين في غزة يمارس بعض أثريائنا من عرب النفط والزمن الامريكي القبيح تبذيرا غير مسبوق للمال وسفه غير محدد لما انعم الله به علي هذه الامة من خيرات والقصة تبدأ بالخبر الذي نشرته الاسبوع الماضي صحيفة "إيفننغ ستاندارد" أن العائلة الملكية في دولة تزعم انها تطبق الشريعة وتحمي المقدسات تخطط لبناء منزل فخم عالي التقنية بكلفة تصل إلي 50 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل نحو 81 مليون دولار، من خلال هدم ثلاثة منازل وتشييد منزل واحد في حي بيلغرافيا الراقي وسط لندن. وقالت الصحيفة إن المنزل الضخم سيحتوي علي 50 غرفة نوم وسيتم بناء طابقين تحت الأرض لإقامة مسبح داخلي وغرفة للاتصالات وغرف لنوم الخدم ومرآب ضخم لسيارات الليموزين ومصعد صغير وصالة للإلعاب الرياضية ومحطة أمنية ومستودع ضخم للمقتنيات الثمينة. واضافت أن المنزل كان يقطنه سابقاً سفير تلك الدولة لدي بريطانيا (56عاماً) وزوجته وأولادهما، وسيتحول بعد انجازه إلي أضخم منزل من نوعه وسط العاصمة لندن ويحتل مساحة مقدارها 12 ألف قدم مربع. واشارت الصحيفة إلي أن المنزل الضخم، الذي سيسكنه أمير بارز من تلك العائلة الملكية سيضاف إليه منزلان آخران مجاوران بعد هدمهما وبنائهما من جديد وربطها عبر غرف تحت الأرض وتحويلها إلي منزل عائلي. وقالت إن المنازل الثلاثة الشاغرة حالياً كانت تملكها الشركة العقارية "إيتونفيلدز" واشترتها عام 2005 بقيمة 4.4 مليون جنيه استرليني قبل أن تضع العائلة الملكية يدها عليها. وهنا ينتهي الخبر وتبقي بعض الملاحظات التي نود تسجيلها علها تفيد: أولا/لم يعد يفيد ان نؤكد لهؤلاء المبذرين لأموال النفط ان ما يفعلونه منذ افاض الله عليهم من نعم المال والبترول هومن فعل الشياطين ،شياطين الانس قبل الجن، وان الدنيا كلها باتت تتكلم عن سفههم وفسادهم الذي فاق الحدود وأضحي يحتاج الي رادع قوي وليس مجرد النصح ونحسب ان شعوبهم المقهورة بإمكانها ان توجه اليهم هذا الرادع قريبا. ثانيا/ دعونا نسأل وبهدوء شديد هل امثال هؤلاء السفهاء الفاسدين والمبذرين لأموال المسلمين يستحقون ان نحترمهم او ان نستأمنهم علي رعاية وحماية مقدسات المسلمين ؟ نتمني ان يجيبنا العلماء ورجال الاعلام الذين لم يلوث قلوبهم وعقولهم وجيوبهم البترودولار أما المتلوثون فليصمتوا لأن رائحتهم غير الطيبة تغني عن اي بيان. ثالثا / أما أهلنا في غزة الذين يسمعون ويشاهدون هذا السفه في الوقت الذي يموتون فيه عشرات المرات في اليوم الواحد فنقول لهم: حسبكم الله ونعم الوكيل فقط، نطلب منكم فضحهم في كل مجلس كما امرنا رسولنا الكريم في حديثه الشريف وألا يتوقف جهادكم النبيل من اجل استرداد حقوقكم المشروعة.. فقط نرجو ألا يتوجه هذا الجهاد ضد العدو الصهيوني فحسب بل ضد ابناء عمومته من يهود العرب احفاد مردخاي وخدام واشنطن علي طول التاريخ وهم ونحن وانتم تعرفونهم جيدا، قاتلوا الاثنين معا (اليهود الصهاينة واليهود العرب) بقدر ما تستطيعون، ففي ذلك الخلاص الحقيقي - ( ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا )في لندن ،وفي غيرها من عواصم العالم(بالمناسبة وحتي لايضرب القارئ أخماسا في أسداس المنزل - القصر المذكور خاص بالسفير السعودي السابق في لندن واشتراه في الوقت الذي كان حاكم دولته يدلي بتصريحات رنانة عن دور مملكته في دعم فقراء المسلمين ولاتعليق؟).