قال الدكتور محمد الزنط الباحث في الشئون السياسية والاستراتيجية ان المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ مؤتمر كان بمثابة مظاهرة سياسية قبل أن تكون إقتصادية فعلى غرار دعوة الرئيس السيسى للشعب المصرى بتفويضه لمحاربة الإرهاب دعا الرئيس السيسى زعماء العالم الى مؤتمر مصر الإقتصادى وكانت نسبة الحضور من رؤساء وملوك وأمراء العالم بمثابة تفويض عالمى لعودة الإستقرار السياسى والإقتصادى بريادة مصرية. واضاف الزنط بان بداية المؤتمر كانت بداية قوية بكلمة الرئيس السيسى والذى أعاد نجاح هذا المؤتمر الى أهله وقدم التحية الى الشعب المصرى وصبره على المحن ، كما قدم دليل الإستثمار للمستثمرين وتعد المرة الأولى فى تاريخ مصر التى تضع فيها الدولة الشروط والمجالات للمستثمر بعكس الوضع السابق وفرض شروط المستثمر على الدولة ، ثم قدم الرئيس الشكر الى الغائب الحاضر وشريك فكرة هذا المؤتمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ، وكان من الذكاء الإستراتيجي ان يقدم التحية في بداية المؤتمر لدول الخليج نظرا للاستثمارات والأموال التى ستضخها دول الخليج فى مصروالتي تعد حافزا لباقى الدول للإستثمار فى مصر وحمل المؤتمر مجموعة من الرسائل من بعض الدول منها السعودية عندما طالب الأمير مقرن ولى العهد السعودي بعدم إزدواجية المعايير فى رسالة مباشرة الى أمريكا ، ثم أكد الشيخ محمد بن زايد أن من يقترب من مصر هو الفائز وأن من يتجنبها هو الخاسر وكانت رسالة مباشرة منه الى كل من تركيا وقطر ، كماوجهت أثيوبيا رسالة فى تحدى مباشر الى اسرائيل عندما قال رئيس الوزراء اللأثيوبى عن مصر إما أن نعوم سويا أو نغرق سويا ، متحدثا فيها عن مشكلة السد وتأثيره على مصر ، ثم أتت كلمة رئيس وزراء إيطاليا بمثابة الضوء الأخضر لعبور مصر الى أوروبا عبر بوابة إيطاليا ووجهت إيطاليا الدعوة لمصر لحضور مؤتمر الطاقة القادم فى ميلانو ، كما كان عرض الخريطة خلف الرئيس السودانى أثناء كلمته كانت رسالة واضحة بخصوص ملف حلايب وشلاتين وانها جزء لا يتجزا من مصر. وتابع الزنط قائلا بان الرئيس السيسي اوفى في النهاية بوعده عندما قال بكرة تشوفوا مصر واليوم قام بتقديم مصر المستقبل الى العالم فى أبهى صورها وبذلك يكون أسدل الستار تمام على النظام الإخوانى السابق فى حكم مصر وبدأت مصر عهدا جديدا مع الزعيم عبدالفتاح السيسى متمنيا من الشعب المصري أن يكون على قدر المسؤلية التى وضعها السيسى لهم في المؤتمر امام العالم. وفي نفس السياق يقول تامر الزيادي الخبير في الشئون السياسية والاقتصادية ان حضور رئيس مالي تحديدا ثم باقي الدول الافريقية هو تأكيد على تأثير مصر الكبير علي مصالح فرنسا في غرب أفريقيا ضد التوغل الأمريكي بالاضافة الى ان حضور رئيس الصومال للمؤتمر يعتبر رسالة لتأمين باب المندب وخصوصا عندما قال إنه إذا كان المستثمرين اتوا ليسمعوا ضمانات من مصر فمصر نفسها هى ضمان وهى المستقبل لأنها الجسر الذى يصل بين أطراف العالم . واضاف الزيادي ان كلمة الرئيس الفلسطينى محمود عباس ابومازن الذي قال فيها إن مصر المستقرة والأمنة هى نقطة إرتكاز للسلام وإستقرار المنطقة وهى صاحبة الدور الريادى فى حل النزاع الفلسطينى الإسرائيلى ومكافحة الأرهاب والتطرف كان يؤكد على ان لا دخل لقطر او تركيا او اي دولة اخرى بحل القضية الفلسطينية لان مصر فقط هي صاحبة الريادة والجدية في حل القضية الفلسطينية. وتابع الزيادي قائلا انه لابد ايضا ان نقف عند كلمة رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزي الذي قال فيها إن حربكم حربنا و استقراركم استقرارنا كانت رسالة واضحة بان الدول ذات التاريخ العريق هم من يصنعون الحضارة والمستقبل.