«صمت وترقب» سيد الموقف على المشهد الدولي بشكل عام، وبات يخيم على شبه الجزيرة الكورية بشكل خاص، وذلك على خلفية تصويت مجلس الأمن الدولي بالإجماع (15 عضوًا)، بفرض عقوبات إضافية مشددة على بيونج يانج، بهدف خلق حصار دولي ضدها بعد إصرارها على تنفيذ تجارب صاروخية بالستية لتطوير برنامجها النووي، ويحرم القرار الأخير هذه الدولة العصية من احتياطي نقدي يصل إلي 3 مليارات دولار بحظر منتجات تصدير الفحم، والحديد، والرصاص، والمأكولات البحرية. الهدوء الذي يسبق العاصفة، هو الوصف لموقف كوريا الشمالية من العقوبات المفروضة ضدها كالعادة، واعتبرت أن هذه العقوبات التي اقترحتها واشنطن ستقود إلى بحر من النار لا يمكن تخيله، وسيبتلع الولاياتالمتحدة نفسها، وبحسب ما نشرته صحيفة «رودونج سينمون» التابعة للحزب الحاكم في كوريا، زعمت أن الولاياتالمتحدة لم تبتعد عن سياستها العدوانية ضد بيونج يانج، والخيار الوحيد أمام الولاياتالمتحدة هو التدمير الذاتي. فيما بادرت عدد من الدول الكبرى، خاصة المجاورة لكوريا الشمالية، إلي تلطيف الأجواء في المنطقة، وتخفيف حدة الصدام والتصعيد، تخوفًا من رد غير متوقع من الجانب الكوري، حيث طالبت الصين، (الداعم الأساسي لزعيم كوريا الشمالية) إلي اتخاذ قرار ذكي وصائب، ردًا على العقوبات الجديدة بسبب تجاربها الصاروخية. وسارع الرئيس الأمريكي إلي كسب ود روسيا، بشأن العقوبات ضد كوريا الشمالية، موجهًا الشكر إلي موسكو من أجل كسب تأييدها ضد بيونج يانج، مضيفًا في بيان أصدره البيت الأبيض « أن الرئيس ترامب يواصل العمل مع الحلفاء لزيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على كوريا الشمالية»، بحسب ما جاء على شبكة «سى إن إن» الأمريكية. وأجرت كوريا الشمالية تجربة صاروخية بالستية أواخر الشهر يوليو، ضمن سلسلة من التجارب الصاروخية على مدار السنوات الماضية، ولكن هذه المرة نفذ صبر مجلس الأمن الدولي، وأقر بعقوبات مشددة على النظام الكوري، وذلك على هامش تهديد بيونج يانجالولاياتالمتحدة مجددًا، وتوعد وزير القوات المسلحة الشعبية، باك يونج سيك، الذي أكد في رسالة واضحة «إذا استمرت الولاياتالمتحدة بدعم نظرية الضربة النووية الوقائية، فإن كوريا الشمالية مستعدة لضرب الولاياتالمتحدة من دون سابق إنذار».