ملأت الفرحة فؤاد شيماء، عندما تقدم شاب ميسور الحال لخطبة نجلتها الحسناء، فجل ما تطلبه الأم أن تُلبس صغيرتها الفستان الأبيض بنفسها، وتحضر عُرسها، لتشهد أجمل ليال عمرها لكن سعادتها لم تكتمل، فالأب رفض تجهيز أبنته، وأخلى مسئوليته تجاهها، متحججًا بظروفه الاقتصادية المتدهورة، وكساد تجارته، وعرض عليها البحث عن عمل، أو مساعدته فى المحل مقابل راتب شهرى، لتتمكن من شراء مستلزمات الفرح. رضت الفتاة بعرض والدها، ورافقته إلى محل البقالة خاصته يوميًا، فكانت تكنس الأرضية، وتنظف الأرفف، وترتبها، وتجيب طلبات الزبائن حتى إنها وصلت الطلبات إلى المنازل وأتفقت مع الموردين، بينما أكتفى والدها بالجلوس أمام المحل، وجمع الأموال وعدها فقط، وعندما أنتهى الشهر الأول، انتظرت الصغيرة راتبها بفارغ الصبر، لتشترى فستانًا جميلاً وحذاء لترتديهما فى خطبتها لكن الأب رفض إعطائها مليمًا مبررًا موقفه هذا بحاجته للأموال لتسديد ديونه.
حبست الصغيرة دموعها، ولم تعارض والدها بينما غضبت شيماء، ووقفت أمام زوجها تطالبه بأجر نجلتهما وعندما يأست منه، توجهت إلى الصائغ، وباعت له قرطها الذهبي، وأشترت لصغيرتها فستانًا زهريًا رقيقًا للخطبة، وفاجئتها به فور عودتها من العمل برفقة والدها، ففرحت العروس به كثيرًا، وشكرت والدتها، فى الوقت الذى استشاط الزوج غضبًا، وأنهال عليهما بالضرب، ومزق الفستان قطعًا صغيرة.
أضطرت العروس إلى استلاف فستانًا من نجلة خالها، وحضرت به خطبتها حزينة مكسورة بسبب تصرفات والدها، ونظراته القاسية التى لاحظها الجميع، وكلماته الجارحة التى لم يكف عنها منذ وصول العريس وأهله، وفى تمام العاشرة طرد الجميع، قائلاً "مش كفاية كده.. الساعة بقت 10 عايز أنام عشان عندى شغل بكرة ولا أنتو فاكرنى عاطل ومش ورايا غير الرقص والغناء زيكم ولا أيه".
توجهت العروس إلى محل والدها فى اليوم التالى، وباشرت عملها بنشاطها المعهود، واستمرت على هذه الحال شهرًا كاملاً، وعندما هل مطلع الشهر الجديد، وطلبت راتبها، لشراء مستلزمات العرس، قال لها والدها "خلى الفلوس معايا لغاية لما يبقوا مبلغ كبير وتنزلى تشترى حاجاتك كلها مرة واحدة بدل ما تضيعيهم فى حاجات هايفة"، فاقتنعت بكلماته على عكس والدتها التى شمت رائحة الكذب تفوح منه.
مرت الأشهر سريعة، وتقرر موعد زواج الحسناء ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، فجلست شيماء إلى جانب زوجها فى أحد ليال رمضان وسألته إعطائها أموال صغيرتها، لتبدأ فى شراء المفارش والملابس، وأدوات المطبخ، فأنكر حق نجلته فى جنيهًا واحدًا، ونشبت بينهما مشاجرة كبيرة، تلقت خلالها شيماء سيلاً من الضربات المبرحة، ووابلاً من السباب والشتائم النابية، وعندما تدخلت العروس للدفاع عن أمها، نالت حظًا وافرًا من الضرب.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالأم الصبورة لم تيأس، وأتصلت بأشقاء زوجها وأقاربه، ووضحت لهم الموقف من بدايته، فساندوها، وعاتبوه على فعلته، فكذب كلامها، وأتهمها بالخرف والجنون، وتعدى عليها بالضرب أمامهم، حتى أنه كاد أن يقتلها لولا تدخلهم فى الوقت المناسب، وفصلوا بينهما، فحسمت شيماء الأمر، وتوجهت إلى محكمة الأسرة على حين غفلة من زوجها، ورفعت ضده دعوى خلع بسبب الضرر.
اقرأ أيضا «التفاصيل الكاملة».. 18 طعنة أنهت حياة سيدة أبو النمرس وطفلتها