تتأثر الحالة النفسية والمزاجية الأشخاص بالظروف والتعقيدات اليومية التي نتعرض لها بصفة دورية، والتي يكون أغلبها ناتج عن الأزمات الاقتصادية أو الخلافات الزوجية والعائلية أو حتى الخلافات داخل العمل، إلا أن تحصين النفس بالسعادة من التأثر بما يجري خارج دوائر الحياة الشخصية له أسرار ومفاتيح بسيطة يمكن الاعتماد عليها وتطبيقها في حياتنا اليومية. وكما تشير برين براون، أستاذة علم الإجتماع والتنمية البشرية، في كتابها «هدايا ناقصة»، إلي كنز السعادة ومفتاح الآمان العاطفي والتوازن النفسي حب الذات وتقدير الإنجازات الشخصية ويعتبر حب الذات من أولى مفاتيح السعادة، ولا يقصد به الأنانية، بل أن نحب الأعمال والإنجازات التي نقوم بها في حياتنا اليومية، وهذا يشمل أبسط الأمور التي تعطي معنى لحياتنا، فإذا تعامل المرء مع أي عمل يومي جيّد يقوم به بصفته إنجازاً، فهذا يكفي لتعزيز حبّه لذاته. التفاؤل يأتي التفاؤل في المرتبة الثانية، فالمتفاءلون يستمتعون أكثر بحياتهم إذ لا يوقفهم فشل بل يتعلّمون منه ليجرّبوا مرة أخرى،ببساطة شديدة إذا كنت تنتظر خبرا حاسما أو نتيجة عمل قمت به، انتظر فاستباقية الأحداث وتوقع سيناريوهات سيئة تحيطك بالطاقة السلبية العطاء العطاء مهم للشعور بالسعادة، ولا يعني ذلك بالضرورة أن تضحّي بنفسك، بل أن تعطي باعتدال طالما الأمر ممكن ولا يستهلك من وقتك وطاقتك الكثير، فحين تساعد شخصاً لتحقيق أمر ما، يشعرهم بسعادة تنعكس عليك. الابتعاد عن المشاكل الأستغراق في أزمات الآخرين ومشاكلهم، يلهي عن الاهتمام بالذات ويستهلك طاقة يحتاجها الشخص لإدارة حياته اليومية، لذلك فإن الاهتمام بشؤونك من دون الغوص في حياة الآخرين، يدّخر طاقة ويزيد فرص السعادة، إلا أن الإهتمام بشؤون المقربين منك ووقوفك بجانبهم، يعتبر بحد ذاته أمر جالب للسعادة. الجلوس مع من تحب قضاء الكثير من الوقت مع أشخاص نحبّهم، والشعور بحبهم ومشاعرهم الصادقة ومبادلتهم مشاعر المحبة الصادقة، يريح الإنسان ويرفع ثقته بنفسه ويسعده، كما أنه يجمع لنا ذكريات جميلة لأيامنا المقبلة خصوصاً حين نتقدّم بالسّن. الشغف من من ليس له شغف في الحياة، وعدم اللحاق بشغفنا يجعلنا نشعر بالندم، لذلك حين يكون بإمكاننا أن نختار أموراً نحبّها فهذا سيجلب لنا السعادة، لأنه ببساطة يمنحنا المتعة والثقة بالنفس، فالأبتعاد عن الأمور التي نكرهها كالجلوس مع شخصيات لا نحبها أو العمل والسكن في أماكن نمقتها على حساب ما نحب، يقتل لذة الشغف داخل الإنسان.