في 29 يونيو 2012، عشية تولي الرئيس المعزول محمد مرسي رئاسة الجمهورية، تعهد بالإفراج عن مؤسس تنظيم الجهاد عمر عبد الرحمن، الذي كان يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في الولاياتالمتحدة إثر إدانته بأعمال إرهابية. الاسم لم يكن معلوما إلا لدى الأوساط السياسية، فالشيخ الكفيف حكم عليه بالسجن مدى الحياة في عام 1993 لإدانته بالتخطيط للاعتداءات إرهابية على مركز التجارة العالمي في نيويورك. أودعت أجهزة الأمن الأمريكية عبدالرحمن المولود عام 1938 في سجن «كلورادو»، وبقي فيه حتى فارق الحياة في مساء يوم 18 فبراير 2017. ولد عمر عبد الرحمن بمدينة الجمالية محافظة الدقهلية، أسماه أبناء قريته «الشيخ الكفيف»؛ لأنه فقد بصره وهو صغير بعد عشرة أشهر من ولادته، وتدرج في التعليم الأزهري حتى حصل عام 1965 ليسانس كلية أصول الدين بالقاهرة، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وتم تعيينه في وزارة الأوقاف إمامًا لمسجد إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على شهادة الماجستير. في 1969 أوقف إدارة جامعة الأزهر «عبدالرحمن» عن العمل بالكلية، نظرًا لانتمائاته المتشددة، والتي غلب عليها طابع التكفير والهجرة، وتم اعتقاله في أكتوبر 1970، بعد وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وأفرج عنه بعدها. في سبتمبر 1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ، ولكنه تمكن من الهرب حتى تم القبض عليه في أكتوبر 1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، بتهمة إصدار فتوى تبيح قتل السادات، ما أسفر عن مقتل الرئيس، وحصل على البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل في 2 أكتوبر 1984، ثم سافر بعدها إلى أمريكا ليقيم في ولاية نيوجرسي، واعتقل هناك بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993. حصل عبد الرحمن على تأشيرة سياحية لزيارة الولاياتالمتحدة على الرغم من كون اسمه مدرج على لائحة الإرهاب لوزارة الخارجية الأميركية، بصفته أبا روحيا للجماعة الإسلامية التي تعبترها أمريكا منظمة إرهابية. دخل الولاياتالمتحدة في يوليو عام 1990 عن طريق المملكة العربية السعودية، وبيشاور، والسودان، وأصدر فتوى في أمريكا أعلن فيها الشرعية لسرقة البنوك وقتل اليهود في الولاياتالمتحدة، ودعا المسلمين إلى الهجوم على الغرب. وفي 1993 نجحت مجموعات إرهابية في تفجير مركز التجارة العالمي، فتم القبض عليه بعدها، وبدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي في التحقيقات وأثبت تورط عبدالرحمن في التحريض على استهداف الأمريكا مع تسعة من أتباعه. وفي 1 أكتوبر 1995، أدين بتهمة التآمر لإحداث فتنة، وفي عام 1996 حكم عليه بالسجن مدى الحياة في السجن. وبعد ثورة 25 يناير 2011، عقدت الجماعة الإسلامية آمالا كبيرة على الثورة للإفراج عن الشيخ الكفيف، وزادت تلك الأمال حينما تولت جماعة الإخوان الإرهابية حكم البلاد في 2012، وتعهد الرئيس المعزول محمد مرسي بالإفراج عنه. وزعم الأبن الأكبر لعبدالرحمن، أن والده مسجون بصفقة بين الرئيسين مبارك وكلينتون. وخلال تلك السنوات ظهرت محاولات للإفراج عنه لكنها جميعا باءت بالفشل، إلا أن مواقع مناصرة للشيخ الكفيف كشفت أن هناك اتصالات بين الإدارة الأمريكيةوالقطرية للإفراج عنه، وأن قطر عرضت استضافته، لكنه فارق الحياة.