«وتشابهين أنت وقهوتى فى المرارة والإدمان والملذة» جملة للشاعر محمود درويش كانت دائما تغازل عقلى حين يبدأ فى تفكيره وتعلقه بإحداهن.. فدوما ارتبط الحب فى بالى وعقلى بالمرارة.. إن كانت مرارة التعلق والاشتياق.. أو مرارة الانتظار والتمنى.. ثم وجع ومرارة الفراق فى كل مرة. ودوما ما أدمن عقلى إحداهن.. بل الكثير منهن.. فكنت أفكر وأحلم وأرسم وأتمنى أيامى وعمرى مع كل من تعلق بها قلبى.. وكنت أدمن هذه الأفكار والأحلام وأدمن كلامى معها.. أدمن لقاءاتنا وحديثنا.. أدمن شكلها وصوتها وعطرها وحديثها وصمتها.. أدمن مكانا اعتدنا اللقاء فيه، وأماكن كثيرة تمنيت أن تكون محل لقائنا.. أدمنت فيها كل شىء وصارت مثل قهوتى مريرة فى غيابها عنى.. تصعب ساعتى وأيامى إن غابت عنى.. ينقلب مزاجى وتفكيرى إن اختفت.. وتهدأ أعصابى ويلم شتات فكرى وأفكارى فور حضورها. وكنت أدمنها حتى إننى لا أقوى على يومى من دونها فى كل صباح.. لا أقوى على طول النهار إلا أن تلاقينا أو تكلمنا.. أو اختلست بعض الوقت حتى أفكر فيها.. فيتجدد مزاجى وطاقتى وينطلق تفكيرى. أدمنتها فى كل مساء فكانت هى طعام روحى وغذاءها لا أقوى على إكمال ليلتى دونها.. فهى كل غذاء تحتاج له روحى، وهى دواء لها من المرض والضعف.. هى طعام الجنة الذى اشتهيه فى طيبه وطهره.. لا يعرفه إلا من تمنى الجنة.. وتمر ساعتى حتى يأتى ميعاد نومى ينام جسدى ويبقى عقلى وقلبى ساهرا وهائما فى أحلام نومى.. أراها وأكلمها.. أحكى معها ولها.. أضحك حتى تتألم بطنى فيصدق عقلى وقلبى أننا على أرض الواقع وأن ما يدور فى بالى يدور ويطوف على أرض عالمنا الحقيقى. حتى أفيق من نومتى.. وتصحو جوارحى ويبقى عقلى وروحى فى عالم الأحلام.. رافضين العودة إلى عالمى الواقعى.. فهناك أراها وقتما أشاء.. إلى ما أشاء.. فلا معاد يؤرقنا ولا أقوال الناس تقلقنا. وبعد كل شغل وتفكير وسهر ومجهود وإحباط وتعب وألم.. بيجى النجاح والأمل والراحة اللى تنسيك كل اللى فات مهما كان.. بس عمرك ما هتحس النص التانى بدون النص الأول وزى ما اتعلمت فى حياتى.. مفيش حاجة حلوة وغالية سهلة أبدا. والجواب ده تحديدا.. أنا كاتبهولك انتى.. دون كل الناس.. عشان لما ييجى اليوم اللى نقراه سوا مع بعض.. ونشوف الحاجات اللى اتكلمت عليها عنك.. ويكون ساعتها جوابك إنتى كمان معاكى. إلى حبيبتى إلى زوجتى مقتطف من كتاب «حبيبتى» ل «زاب ثروت»