الدكتور" حسن نافعة" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة يؤكد أن طبيعة المرحلة القادمة تنبع من معطيات الفترة السابقة وخاصة مابعد الثورة فالطبيعة السياسية للدولة المصرية تغيرت بصورة كبيرة عقب ثورة 25 يناير فبدأت علاقة الإخوان المسلمين تتكشف لرجل السياسة العادي الذي كان يعتمد فيما مضي علي تحليلات منطقية لطبيعة العلاقات لكن الإخوان المسلمين ظهروا للجميع في الانتخابات البرلمانية التي حاولوا بها السيطرة علي أكبر قدر من المغانم ومايذهب بنا إلي أن علاقة التوترات بين العسكر والإخوان هي علاقة ظاهرية تذهب إلي أن الإخوان في صدام مع الإدارة التي تحكم البلاد ولكن المدقق في الأمر يعلم جيدا أن هناك تفاهما كبيرا في الباطن يحاول كل منهم فرض وجهة نظره في الخفاء ولكنهم يتوصلون لاتفاق في نهاية المطاف وهذا لايعني بالضرورة أن " خيرت الشاطر" هوالمرشح التوافقي فهذا إن كان ينطوي علي احتمالية ذلك ولكنه في ذات الوقت يعكس فكرة محاولة من الإخوان إبراز نوع من الضغط الظاهري وكما أوضحنا فهذاتفاهم في الباطن وطبيعة المرحلة القادمة التي ستشهدها الساحة السياسية أن الإخوان سيشهدون صراعا داخليا مثلما يحدث داخل كل الأحزاب لأن الكثيرين من القيادات انشقت عقب الإعلان الرسمي بطرح الشاطر لأنهم لوكانوا يلتزمون أخلاقيا لكان دعم أبوالفتوح هوالأفضل لهم لأن خسارة الشاطر هي مرحلة التصدع للاخوان المسلمين وبداية قوية لانعدام الثقة فيهم لأن القيادة الحالية المتمثلة في مكتب شوري الجماعة ومكتب الإرشاد رغم وجود قامات فكرية بهم إلا أنهم يفتقدون القيادة السياسية المتوازنة التي تستطيع مشاركة الجميع والعمل علي مبدأ المشاركة لا المغالبة لأنهم في الفترة الحالية وسط شهوة السيطرة السياسية التي يحاولون من خلالها الاستحواذ علي جميع المناصب الحيوية وهومايضعهم في صورة سيئة أمام الشارع السياسي الذي لاينسي تصريحاتهم بسهولة مشيرا إلي أن الفترة الحرجة من عمر المرحلة الانتقالية هي الفترة القادمة التي تبدوا الغيوم مسيطرة عليها في ظل صراع السلطات المتناحرة التي تسيطر علي الساحة السياسية وغياب القوي التي صنعت الثورة والتي اختفت من جميع المناصب والأماكن القيادية وكان أولي بالمجلس العسكري أن يشعر بهم ويشركهم في الصورة وحكم خيرت الشاطر شيء يقابله كثير من الصعوبات فالرجل يعد مصنفا ضمن طراز رجال الأعمال وهذا مالايستسيغه الكثيرون وحكم خيرت الشاطر يعني دخولنا في مرحلة الإدارة، ولكن في شيء من الصعوبة لأن الرئيس القادم هوفي الأصل نائب بالسمع والطاعة للمرشد العام وهذا ماسوف يوجد خللا في طبيعة العلاقة بين منصب الرئاسة والجماعة. بينما أشار الدكتور" عمار علي حسن" الباحث بالشئون السياسية إلي أن مصر تمر الآن بمشهد سياسي معقد لم تمر به مصر منذ زمن طويل يتلخص في عدة محاور كلها تحت عنوان " البطلان الأكبر للشرعية الوهمية"فهناك شرعية مجروحة للسلطة الحاكمة والمتمثلة في المجلس العسكري والذي هو مطعون في شرعيته من قبل الدستور لتوليه السلطة علي غير الوضع الطبيعي للانتقال السلمي للسلطة، وهناك شرعية شكلية لبرلمان ذات توجه إسلامي ربما يقضي ببطلانه في الوقت القريب وخاصة بعد رفع دعاوي كثيرة تقضي بعدم دستوريته وهذا الحكم المتوقع في العاشر من إبريل القادم وحكومة مؤقتة عاجزة عن الفعل وعن رد الفعل وتعتمد علي دعم من وراء الستار من المجلس العسكري وسط تهديدات قوية من الإخوان بسحب الثقة منها واعتمادها علي الإعلان الدستوري الذي لايجيز للبرلمان سحب الثقة منها ولكن الوحيد القادر علي ذلك هوالمجلس العسكري ودستور قد يولد مشوها للسيطرة الشرسة للتيار الإسلامي عليه ومحاولة لإقصاء جميع القوي السياسية الأخري وحيث يوجد حالة إرتباك سياسي موزعة بين جميع القوي بالتساوي ولأول مرة في تاريخنا يحدث اختلاط بين ماهومدني وماهوعسكري في حياتنا بالإضافة إلي مستقبل يتسم بالغموض وحالة بطلان قانوني تطارد الجميع وحالة من التوقعات المحبطة والتي تسيطر علي الجميع، بالإضافة إلي غياب البديل الواضح فالناس مخيرة بين بديلين أحدهما ماضي عسكري والآخر ماضي ديني وإن كان جديدا من حيث المؤسسات. وعن طبيعة العلاقة بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين فيؤكد أنها علاقة تفاهم مؤقت وهناك فخ نصب للأخوان وهم يندرجون إليه بكل سهولة ويضحون بتاريخهم ليس في إطار صفقة ولكن في إطار تفاهم. وعن عمر سليمان أشار إلي أن علاقته بالمشير قوية جدا وإقتربا من بعضهما كثيرا في أيام الثورة الأولي فكلاهما نصحا مبارك بالتخلي عن السلطة وكلاهما نصحاه بالرحيل ولذلك فالمشير حافظ علي عمر سليمان بعيدا عن المساءلة لفترة كبيرة وقد يكون هومرشح العسكري القادم ولكن المتصور في حال وصول " خيرت الشاطر لحكم مصر سيبقي قصر الرئاسة في المقطم وستدار الأمور عبر مكتب الإرشاد وإن كان من المعروف أن خيرت الشاطر ذو قوة معروفة وهذا ماجعله مرشحا للجماعة بناء علي اتفاق وليس ضغطا من الجماعة كما يشاع. بينما أكد النائب " أبوالعز الحريري" المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن ترشيح الجماعة لخيرت الشاطر هوعنوان الكذب الفاحش الذي يسيطر علي قيادات الجماعة فالصفقة بين العسكر والإخوان كان همزة الوصل بها هوخيرت الشاطر ولكن أيكون مكافآته حكم مصر فهذا لايعقل لقد تآمر الاثنان علي اجهاض الثورة واختيار مرشح يدين لشريعة المال وليس للشريعة الإسلامية كما يدعون والغريب في الأمر واللافت أنهم بعد ذلك يدعون أنهم غير طامحينفي السلطة فأي سلطة بعد ذلك يطلبون وإلا فأنهم يحاولون إقصاء الجميع من شهوة السلطة التي أنتابتهم. ومن جانبهقال المرشحالمحتمل لرئاسة الجمهورية "عمروموسي " ان ترشيح خيرت الشاطر هوحق اصيل له ولا غضاضة فيه ، ولكنكل ما اثير حوله بمجرد ترشحه هوتخوف البعض من انه إذا نجح الشاطرفسيكون رئيس مصر هونائب المرشد العام ، وبالتالي سيكون رئيس مصر القادم هوالمرشد العام ، ومكتب الارشاد سيصبح بمثابة مجلس رئاسي . وأشار موسي إلي ان الجيش سوف يكون له وضع خاص في حالة تولي الإخوان الرئاسة بما يبرهن الصفقة التي تمت بين العسكري والجماعة ، في عهد من المفترض ان تتلاشي فيه مبدأ الصفقات . بينماقال هيثم أبوخليل، وكيل مؤسسي حزب الريادة،والقيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين "اذا فاز خيرت الشاطر ستعمد الجماعة لوضع دستور بمنح صلاحيات أكبر لمنصب الرئيس، ليصبحنظام الحكم رئاسياً ،وأضاف ابوخليل في حديثه قائلا ان الجماعة تنساق الآن وراء توجيهات العسكري ، وهذا هوالسبب في حالة التخبط السياسي الذي تعاني منه جماعة الإخوان المسلمين في هذه الآونة ، فكان واضحا لدي الجميع ان ترشح الشاطر كان باتفاق بين العسكري والجماعة من اجل قطع الطريق علي ابوالفتوح وأبوإسماعيل من الوصول إلي كرسي الرئاسة ، وذلك بعدما تأكد العسكري من فشله في اقناع ابوالفتوح وابواسماعيل بابرام صفقة تضمن للجيش وضعه ومكانته في حكمهما ، كما سيكون له في ظل حكم الشاطر الذي توافق عليه الجماعةمع العسكري ، وانهي أبوخليل حديثه معنا مؤكدا ان هذه الحالة المتخبطة سيكون لها أثر كبير علي مصداقية الجماعة لدي جموع الناخبين الذين وثقوا فيهم نشر بالعدد 591 بتاريخ 9 ابريل 2012