ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن الوقت يمضي ودقات الساعة تقترب إلى ما تصفه الحكومة السورية ومؤيدها الرسمي روسيا بأنه يمكن أن يكون هجوما جويا الأكثر تدميرا على الإطلاق حتى الآن على المناطق المحاصرة التي تخضع لسيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب. وقالت الصحيفة، في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، اليوم الإثنين، إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما استبعدت أي خيار عسكري حتى لجماعات المعارضة السورية التي تلقت برنامج التدريب والتسليح الأمريكي، غير أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب انتقل إلى مستوى أعلى، على الأقل في تصريحاته، يوحي بأنه سينهي جميع أنواع الدعم للمعارضة بل وربما يتعامل مع الحكومتين السورية والروسية كحلفاء في مكافحة تنظيم «داعش». ونقلت الصحيفة عن بعض قوات المعارضة ومؤيدين مدنيين قولهم: إن مثل هذه الخطوة بوقف الدعم للمعارضة لن تشكل فرقا عمليا، بيد أنها تفضح الموقف الأمريكي بدلا من إخفائه وراء شعارات الإدانة للرئيس السوري بشار الأسد. وبحثا عن بارقة أمل، أعرب بعض قادة قوات المعارضة، حسب الصحيفة، عن أملهم في أن يواصل حلفاء الولاياتالمتحدة مثل المملكة العربية السعودية وتركيا دعمهم للمعارضة لتتحدى أوامر أمريكا التي تقضي بعدم إرسال مزيد من الأسلحة المتطورة إلى قوات المعارضة المعتدلة في سوريا، على الرغم من أن قطع الدعم الأمريكي عن المعارضة السورية قد يعني على المدى القصير فقدان الدعم من الصواريخ الأمريكية المضادة للدبابات. وقال هشام سكايف، عضو مجلس محلي في شرق حلب، إنه على الأقل يمكننا الآن التخلص من حمل ما يسمى ب «الصديق الضار»، ونعلم اليوم إن أمريكا لا تدعمنا عمليا، وكنا نعتبرهم في السابق أصدقاءنا بينما هم ينفذون أجندة الأعداء. غير أن قادة المعارضة الآخرين إلى جانب محللين سياسيين في الشرق الأوسط وواشنطن يحذرون أنه من السابق لآوانه تحديد النهج الذي سيتبعه «ترامب» بناء على بضعة تصريحات، في هذه الحرب المعقدة التي تضم العديد من الصراعات المتشابكة. وفي السياق ذاته، قال بسام الحاج مصطفى، المتحدث السياسي باسم كتائب نور الدين زنكي، إنه لا يمكن اعتبار تصريحات «ترامب» الآن بمثابة موقف الإدارة الأمريكية، على الرغم من أن كتيبته فقدت الدعم الأمريكي على خلفية اتهامها بأنها فصيل مقرب من تنظيم القاعدة. وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن تصريحات «ترامب» بقطع المعونة عن المعارضة السورية، لاقت ترحيبًا لدى نظام الأسد، وأعلنت المستشارة السياسية لرئيس النظام السوري بثينة شعبان أن حكومة بلادها مستعدة للعمل مع «ترامب»