يترقب العالم، بعد غد الثلاثاء، وصول الآلة الانتخابية في الولاياتالمتحدةالأمريكية لمحطة النهاية، من خلال جولة وحيدة وأخيرة من التصويت الشعبي الذي سيحدد فيه الناخبون الأمريكيون هوية رئيسهم القادم لمدة 4 أعوام، حيث بدأت الانتخابات التمهيدية في شهر يوليو الماضي أعقبها انتخابات مبكرة في بعض الولاياتالأمريكية. ويتنافس في هذه الانتخابات كل من هيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، وتجري العملية الانتخابية بنظام المجمع الانتخابي، الذي لا يوفر عملية اختيار مباشرة للرئيس وإنما يمر بمراحل كثيرة ومعقدة تبدأ باختيار الناخبين وحتى إحصاء أصواتهم في الكونجرس. وتعد انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، الانتخابات الثامنة والخمسين لرئاسة الولاياتالمتحدة، والذي سيفوز بها سيكون الرئيس رقم 45. ويعد الرئيس الأمريكي عضو في مجلس الأمن القومي الأمريكي، ومقر إقامته الرسمي البيت الأبيض، ومدة ولايته 4 سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة فقط، وراتبه السنوي 400 ألف دولار أمريكي، والولاياتالمتحدةالأمريكية هي الدولة الوحيدة التي يمكن لمرشح أن يفوز بالرئاسة دون أن يضطر للحصول على أعلى عدد من الأصوات في الجولة الوحيدة والأخيرة من الانتخابات المقررة في الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر، اذ يمكن الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية عبر حصد الأصوات في 11 ولاية فقط وتجاهل بقية الولايات، وتملك ولاية فلوريدا مفتاح عبور أحد المتنافسين للبيت الأبيض. وإذا استطاعت تذكرة أي من الحزبين «الزرقاء للحزب الديمقراطي والحمراء للجمهوري»، أن تفوز بأصوات ولاية كاليفورنيا، 55 صوتا، وتكساس، 38 صوتا، ونيويورك، 29 صوتا، وفلوريدا، 29 صوتا، والينوي، 20 صوتا، وبنسلفانيا، 20 صوتا، وأوهايو، 18 صوتا، وميتشجن، 16 صوتا، وجورجيا، 16 صوتا، ونورث كارولينا، 15 صوتا، ونيوجيرسي، 14 صوتا، ويمكن لتك التذكرة أن تحصل على الرقم السحرى 270 الذي يمكن صاحبها من الجلوس على كرسي الرئاسة في المكتب البيضاوي دون الحاجة إلى صوت واحد من ال 39 ولاية الأخرى. ويكثف المرشحان، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية هيلاري كلينتون، دعوات التعبئة لأنصارهما في اللحظات الأخيرة، فالمواطنون مسئولون عن عمليات تسجيلهم، وعملية التسجيل لا تتدخل فيها الحكومة، وهي مختلفة في كل ولاية والقليل منها تسمح بالتسجيل الإلكتروني، إذ يجب على الشخص الحصول على استمارة الطلب وتعبئتها قبل إعادتها إلى مجلس إدارة الانتخابات، وتحمل تذكرة الحزب الديمقراطي اللون الأزرق وتذكرة الحزب الجمهوري اللون الأحمر. وتشهد الساعات الأخيرة قبل وصول ساعة الحسم لوقتها، زخما مكثفا لاستقطاب أصوات المترددين، حيث يحاول الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، تحريك أنصاره للإسراع نحو الصناديق ويحفز ذوي الأصول الإفريقية، والأقليات من الديمقراطيين يساندون «كلينتون»، فيما يقف أغنياء الحزب الجمهوري بقوة خلف «ترامب» لمنع فوز الديمقراطيين مرة أخرى بالرئاسة، ويحظى «ترامب» بتأييد كبير بين صفوف اليهود الأمريكيين، وكذلك يحظى بأصوات الإنجليين الذين يتمسكون بما تعهد به من البقاء على قانون حفظ الأجنة «منع الأجهاض». وتبدأ حملة طرق الأبواب من مؤيدي كلا المرشحين، الذين يحاولون إقناع أعضاء حزبهما بالتصويت عن طريق زيارتهم ميدانيا في منازلهم، في الوقت الذي لا تكف فيه المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، البالغة من العمر 69 عاما عن تأكيداتها بأن هذه الانتخابات هي الأهم، وتذكير الناخبين بأنها ستصبح أول إمرأة تتولى رئاسة أكبر قوة في العالم يساندها في ذلك الرئيس الحالي باراك أوباما، والمشاهير، ونجوم هوليوود، الذين شكلوا «تحالف أوباما»، ويضم سودا ومنحدرين من أمريكا اللاتينية وشبابا. في المقابل، يؤكد رجل الأعمال الجمهوري «ترامب»، البالغ من العمر 70 عاما، أن انتخابه سيكون الفرصة الأخيرة لتطهير واشنطن، وطي صفحة نظام تسيطر عليه مجموعات المصالح وتصادم النخب السياسية والاقتصادية، ووسط هذه التصريحات وتلك، هناك نسبة من الأمريكيين المترددين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، ويتأرجحون بين خيارين أحلاهم مر دون أن يتمكنوا من حسم موقفهم على الرغم من الحملة المحمومة الداعمة ل«كلينتون» التي تسيطر على كل شبكات التليفزيون الإخبارية منذ عام ونصف العام.