أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين، تعليق جميع المحادثات الثنائية مع روسيا بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، وسحب المسؤولين الأمريكيين العاملين في المركز الأمريكي الروسي المشترك لتنسيق العمليات هناك، في مؤشر جديد على التدهور السريع في العلاقات بين البلدين وتعثر الجهود الدولية لحل النزاع السوري. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي - في بيان نقلته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية - " إن الولاياتالمتحدة تعلق مشاركتها في القنوات الثنائية مع روسيا، والتي أُسست للحفاظ على وقف الأعمال العدائية في سوريا"، موضحا أن واشنطن ستسحب أفرادها الذين كانوا يحضّرون لتدشين مركزا للرقابة المشتركة لدعم الهدنة في سوريا، مع الإبقاء على قنوات الاتصال الخاصة بتنسيق العمليات الجوية في سوريا مفتوحة. وحمّل المسؤول الأمريكي الحكومتين الروسية والسورية مسؤولية انهيار وقف إطلاق النار ، وقال " لسوء الحظ ، فقد فشلت روسيا في الوفاء بالتزاماتها ، بما فيها التزاماتها وفقا للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ، وكانت أيضا إما لا تريد أو غير قادرة على التأكيد على امتثال النظام السوري للترتيبات التي وافقت عليها موسكو". وكان وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرجي لافروف قد أعلنا ، في 9 سبتمبر الماضي ، عن اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في سوريا ، لكن الاتفاق انهار بعد أيام في ظل الانتهاكات من جانب عدد من أطراف الصراع ، مع شن الطائرات الروسية والسورية غارات جوية عنيفة على مناطق المعارضة ومدنيين في حلب ، ما أدى الى وقوع مئات القتلى. وكانت الولاياتالمتحدة قد هددت ، الأسبوع الماضي ، بتعليق الإتفاق في ظل استمرار الغارات الجوية. ومن جانبها ، تتهم موسكوواشنطن بالتسبب في انهيار وقف إطلاق النار بعد الغارات الجوية التي شنتها على مواقع للجيش السوري في منطقة دير الزور وخلفت عشرات القتلى ، والتي قالت واشنطن إنها تمت بطريق الخطأ. وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الروسية - في تصريح نقلته قناة (روسيا اليوم) الفضائية مساء اليوم - إن قرار واشنطن تعليق التعاون الثنائي مع موسكو بشأن الملف السوري مخيب للآمال ، مضيفا "يجري تحليل مفصل للقرار الأمريكي". ووصل التصعيد ذروته اليوم مع توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مرسوم بتعليق العمل باتفاق مع الولاياتالمتحدة بشأن التخلص من فائض البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة النووية؛ والذي أرجعته موسكو لانتهاج الولاياتالمتحدة تعاونا "انتقائيا" معها في الوقت الذي تفرض وتهدد فيه بتوقيع عقوبات على روسيا. وذكرت شبكة (إيه بي سي نيوز) الإخبارية الأمريكية أن الإجراء الذي اتخذته واشنطن بسحب عناصرها من المركز المشترك لتنسيق العمليات في سوريا، والذي يتولى تنسيق المعلومات الاستخباراتية والتعاون العسكري بين الطرفين في حالة الالتزام بوقف إطلاق النار هناك ، لن يؤثر - مع ذلك على الاتصالات بين الدولتين الرامية لعدم حدوث تعارض في العمليات الخاصة بمكافحة الإرهاب.