أثار إعلان أثيوبيا محيط "سد النهضة" والتي تقع على مساحة 120 كم، كمنطقة عسكرية رسائل غير صريحة ومباشرة حول هذا الإجراء في ظل الخلاف على آليات إنشاء السد والخلاف بين الدول الثلاث المعنية بالقضية وهي مصر والسودان وإثيوبيا، حيث اعتبر البعض هذا الإعلان بمثابة رسالة إلى الجانب المصري بشكل غير مباشر، فيما اعتبرها البعض الآخر رسالة للداخل في ظل التوترات السياسية الجارية بين الحكومة الأثيوبية وعناصر قبيلة الأمورمو الرافضة لسياسات الحكومة. ما كشف عنه المصدر الدبلوماسي الإثيوبي لإحدى الوكالات الإخبارية هو أن "أديس أبابا" اتخذت إجراءات أمنية استثنائية لحماية "سد النهضة"، الذي تقوم بتشييده على نهر النيل، أمام أي تهديد قد يستهدفه، وأن منطقة سد النهضة أصبحت فعلياً منطقة عسكرية فرضت فيها إجراءات أمنية غير مسبوقة، كما أن أجواء المنطقة فرض عليها أيضا ما يشبه الحظر الجوي، وهو ما يزيد من حساسية التعامل مع الأمر، وقد يؤدي إلى تعقد المفاوضات حول آليات عمل السد والدراسات الخاصة به الفترة المقبلة. حيث تأتي تلك الإجراءات الاستثنائية في ظل مخاوف أديس أبابا من أي تحرك قد يهدد السد أو يقوض إنجاز مشروعها الذي ينتظر أن يكتمل بناؤه في يونيو (حزيران) 2017. وقال سفير مصر الأسبق في أثيوبيا روبير اسكندر إن "إعلان أديس أبابا منطقة سد النهضة كمنطقة عسكرية ربما يرجع لقلق داخلي خاص بها ولا يتعلق إطلاقاً بأي قلق من الدول الأخرى، حيث تخشى الحكومة الأثيوبية من أي تأثير على بناء السد جراء التظاهرات التي تحدث في الفترة الأخيرة". وأكد السفير إسكندر في تصريحات ل24، أن الجانب الأثيوبي يدرك تماماً أهمية التعاون الجيد مع مصر وتنسيق العلاقات أيضاً، وليس هناك أية إشارة لإعلان المنطقة عسكرية للعلاقات مع مصر، دون أي يكون هناك أي علاقة بها، بل ذلك لتأمين المنطقة من الأحداث الداخلية والخلافات مع إريتريا أيضاً خلال الفترة الماضية. ولفت السفير المصري الأسبق في أديس أبابا إلى أن التوقيع على العقود الاستشارية لسد النهضة الشهر المقبل سوف يصنع اتجاهاً جديداً من المصداقية خلال الفترة المقبلة ويزيل الخلافات غير المباشرة بين الأطراف الثلاثة خلال الشهور المقبلة. ويذكر ان الحكومة الإثيوبية بدأت إنشاء مشروع سد النهضة في 2 أبريل (نيسان) 2011، على النيل الأزرق (أحد روافد نهر النيل)، بمدينة "قوبا" بإقليم (بني شنقول- جمز)، على الحدود الإثيوبية - السودانية، على بعد أكثر من 980 كيلومترا، من العاصمة "أديس أبابا". وتجاوز العمل في مشروع بناء سد النهضة ما يقارب ال70% ومن المقرر أن توقع مصر وأثيوبيا والسودان في الخرطوم العقود الاستشارية لآثار السد.