لأن الحديث عن فترة التسعينيات وتبعاتها لا يمكن أن ينتهى فى وقت قليل، نظرًا للتفاصيل العديدة والغنية التى احتوت عليها هذه الفترة، فقد كان هذا الجيل من محبى الكاسيت وسماع الوكمان عاداتهم الخاصة، وفى نهاية فترة التسعينيات بدأت المحطات الإذاعية الخاصة فىالظهور بشكل تدريجى. وبدأ ذلك مع محطة "نجوم اف ام" التى جذبت إليها الشباب بشكل مثير للانتباه ومع بداية الألفية الجديدة كان مستمعى هذه المحطة شديدو الولاء لها، وبدئوا بالتعلق بعدد من البرامج، كان أبرزها برنامج "انا ونجوم وهواك" الذى يذاع حتى الآن ويقدمه الإعلامى أسامة منير، وفى البداية كان يذاع هذا البرنامج 3 مرات أسبوعيًا فى أيام الأحد والثلاثاء والخميس فى تمام الساعة 12 بعد منتصف الليل. وكان قد يرى البعض أن هذا الوقت كان يمر عاديًا على مستمعين البرنامج، لكن الحقيقة أن هذا الوقت كان يحتوى على عدد من الطقوس لا يعرفها سوى مستمعوه. من أبرز طقوس مستمعى «أنا والنجوم وهواك»: 1-ضبط الراديو: لن يستوعب هذه النقطة سوى القاطنين فى المناطق ضعيفة الإرسال، وبالتالى كانت فكرة ضبط "الإريال" الخاص بالراديو تأخذ وقت مثل وقت فتح العسلية فى فيلم الطريق إلى إيلات، أما سكان الأقاليم فهم أصحاب المأساة الحقيقية، فكان البحث عن مكان وجود إرسال يتطلب منهم مجهود حقيقى، فضلًا عن وضع الراديو "بالمشقلب" للتمكن من الاستمتاع. 2-النوم: بالتأكيد لن يخلد المستمعين إلى النوم فى وقت البرنامج، لكن الطقس الهام هو أن ينام أهل البيت جميعًا لضمان نقاء الذهن وعدم تلقى طلبات من أحد خاصة الفتيات، يحرصن على التأكد على أن جميع من بالمنزل ذهبوا للنوم. 3-التليفون: اصطحاب التليفون إلى الغرفة لاستماع البرنامج كان من أبرز طقوس مستمعى البرنامج، حتى وإن لم يتصلوا بأسامة منير، لكن الاطمئنان لوجود التليفون كان من الأشياء الأساسية. 4-الإضاءة: ربما يكون الإحساس الذى أجمع عليه مستمعو أسامة منير هو الحاجة إلى الهدوء والاندماج مع البرنامج دون التعرض لأى إزعاج، فكان من الأساسيات أيضًا أن يغلق باب الغرفة وتطفأ إضاءة المنزل والاكتفاء بضوء بسيط جدًا. 5-التساؤلات: ولأن الراديو يتعمد على تشغيل كثير من الحواس، فكانت مشكلات المتصلين التى يطرحوها تثير كثير من التساؤلات فى أذهان المتسمعين مثل "حكايتها شبه حكايتى"، "هى دى فعلًا اللى بتتصل"، "طب يا ترى هتعمل ايه"، "ممكن يقولها سبيه وهتسيبه فعلًا"، وأسئلة من هذا القبيل.