السفارة فى العمارة.. مشهد متكرر من الفيلم الشهير، اعتقده البعض انه من خيال المؤلف لكن مؤخرا بات حقيقة ازعجت المصريين، بعد ان تحولت منطقة السفارات بحى جاردن سيتى بمثابة منطقة سيادية وكأنها ولاية أوروبية، فالسفارة الامريكية اخذت تستعرض عضلاتها فى مشهد مريب، وذلك حينما قررت فجأة اغلاق ابوابها وتلتها نظيرتها البريطانية ثم الكندية فى قرار مفاجئ ومريب بدعوى مطالبة الاجهزة المصرية بتشديد الاجراءات الامنية فى بداية الموسم السياحى الاهم لهذا القطاع فى العام باكمله . المصادر اكدت أن دول بريطانيا وأمريكا ونيوزيلندا وأستراليا وكندا اجتمع ممثلون عنها فى استراليا واتفقوا على خطة اسموها «العيون الخمس» تحكمها قوانين اهمها تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية بشأن التهديدات الخارجية التى تتعلق بالدول الخمس. الغريب أن الدول التى أعلنت تعليق أعمال سفاراتها هى أكثر الدول الاجنبية التى انضم مواطنوها بالمئات لصفوف تنظيم الدولة، المعروف ب«داعش»، رصدتهم التقديرات بأكثر من 500 بريطانى و100 كندى و100 أمريكى . الموقف الخماسى أثار استغرابا واستنكارا من مصر خاصة، بعد ان اكد تقرير سيادى تم رفعه الى رئاسة الجمهورية بعد القرار بان الوضع الأمنى هادئ ولا توجد أى مخاطر أو تهديدات أمنية محتملة. كما أنه من المتعارف عليه دوليا فى أوقات الخطر، رفع درجات الاستعداد بشكل تدريجى، لا أن يرفع للحد الاقصى فجأة بإغلاق السفارات، مع العلم بأن هذه السفارات حتى فى فترة الانفلات الأمنى عقب ثورة 25 يناير لم تغلق أبوابها مثلما فعلت الآن. المصادر أكدت ان الهدف الرئيسى لهذا الإغلاق هو ضرب الموسم السياحى، المنتظر استقطاب أعداد كبيرة من رعايا هذه الدول الراغبين فى قضاء إجازة الكريسماس فى مصر. فضلا عن أن القاهرة تعد الآن لمؤتمر اقتصادى دولى تشرح خلاله الفرص الاستثمارية المتاحة أمام المستثمرين الأجانب، لذلك لن تجد هذه السفارات توقيتا أفضل من الآن لكى تبتز السلطات المصرية، فاستمرار التحذيرات لرعاياها من السفر إلى مصر، وغلق سفارتها سيعطى رسالة للعالم بأن مصر غير مهيئة أمنيا، لاستقبال السياح والاستثمارات وتأمين زوارها، وهو ما سيدفع السلطات المصرية إلى تقديم التنازلات لسفارات هذه الدول. هذه هى خطة الابتزاز التى تستند إلى معلومات مؤكدة حول المفاوضات بين الأجهزة الأمنية والسفارات الأجنبية بالقاهرة بوجود ممثلين عن وزارة الخارجية الذين حاولوا جاهدين أثناء هذه السفارات عن قراراتها لكن دون جدوى.