شهدت محافظة الدقهلية خلال الأسبوع الحالي انتحار أربع سيدات بينهم ثلاثة في العقد الثالث من عمرهن، وأخرى في العقد الثاني من عمرها، إثر نشوب خلافات زوجية مع أزواجهن. تشابهت حالات الانتحار الأربعة في التنفيذ، إذ اجتمعن الأربعة على الانتحار بتناول أقراص الغلة السامة، التي تسبب القىء المستمر والإعياء الشديد ثم تؤدي إلى الوفاة، قبل بدء الأطباء بعمل الإسعافات الأولية. الحالة الأولي كان اللواء عاصم حمزة، مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارًا من اللواء مجدي القمري، مدير مباحث الدقهلية، بمصرع ممرضة داخل منزلها قرية "العزبة الحمرا" التابعة لمركز بلقاس؛ بسبب رفض أهلها زواجها من حبيبها وتوجه الأخير لعقد قرانه من فتاة أخرى. وانتقل رجال الأمن برئاسة العميد طارق عقل، مأمور مركز شرطة بلقاس، لمكان البلاغ، وتبين أن الفتاة تدعى (ليندا. ع. ع – 23 عاما – ممرضة)، ومقيمة بالعزبة الحمرا التابعة للمركز. وبسؤال أهلها تبين أن الفتاة كانت تحب شابا واتفقت معه على الزواج إلا أنهم رفضوا إتمام الزواج، وعندما علمت ابنتهم بتوجه حبيبها اليوم لعقد قرانه على أخرى انتحرت بالسم، ببتناول قرص الغلة السام. الحالة الثانية كانت البداية عندما استقبل مستشفى دكرنس العام ربة منزل تدعى زهرة محمد، البالغة من العمر 23 عاما، جثة هامدة نتيجة تناول مادة سامة أثبت بعد ذلك أنها لقرص الغلة السام بحسب مصدر طبي بمستشفى دكرنس العام. وجاءت تحريات الرائد حسام عبدالمنعم حول الواقعة، بأن هناك خلافات زوجية بين زهرة وزوجها، ما دفعها للتخلص من حياتها على الفور. الحالة الثالثة لم يمر أكثر من 60 دقيقة على الحالة الثانية، إلا واتشحت مدينة بني عبيد مرة أخرى بالسواد، نتيجة قيام فتاة في التاسع عشر من عمرها، بمحاولة الانتحار نتيجة قيام والدها بفسخ خطبتها، ما دفعها للتخلص من حياتها على الفور بقرص الغلة السام، وذلك بحسب تحريات مباحث شرطة بني عبيد. حاول الأهالى إسعاف الفتاه ونقلها على الفور لمستشفى المنصورة الدولي، إلا أن لم تمر سوى 5 ساعات وفارقت الحياة على الفور، مما دفع والدها للتخلص من حياته وإلقاء نفسه أمام السيارات المارة بمحيط مستشفى المنصورة الدولي ولكن أنقذه الأهالي. الحالةالرابعة وبعد مرور 24 ساعة على حالتي الانتحار الأخيرة، اهتزت أركان قرية بدواى التابعة لمركز المنصورة، عندما علم أهلها بقيام إحدى المعلمات التي تعمل بالخارح إلى التخلص من حياتها، بتناول قرص الغلة السام، بسبب خلافات زوجية مع زوجها، بحسب تحريات الرائد رامي الطنطاوي، رئيس مباحث مركز المنصورة، ونقلت الزوجة إلى مستشفى الطوارىء لمحاولة إسعافها إلا أنها لقت مصرعها في الحال. من جانبه قال رضا الدنبوقي، مدير مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية بالدقهلية، إنه من خلال توفير المساعدة القانونية الجادة من جانب الدولة بتوفير خط ساخن لتلقي الشكاوى وفحصها ستوفر خطة حماية أساسية، ودعم الوضع الاقتصادي للأسرة من خلال دعم الطفل أو الزوجة فهو دعم للأسرة في النهاية وتخفيف لحدة المخاوف التي غرسها المعتدي حيال ضحايا العنف الأسري ومساعدة للضحايا في ضمان الحصول على حقوقهن، مع توفير المساعده القانونية المجانيه للفئات المهمشة وغير القادرة لضحايا الانتهاكات حتى الوصول لحقوقهن. وشدد الدنبوقي على رفع اللوم عن الضحية وتحميل المعتدي مسؤولية الاعتداء، والاعتماد على تجارب النساء المنتهكات وشكواهن لوضع السياسات المتعلقة بهذا الخصوص وتطويرها، مع توفير تدريبات نفسية واجتماعية لتوجيه المنتهكين، ومراجعة القضايا والسياسات الحالية ومناقشتها بشكل مستمر، مع تشجيع النساء على الحكي والإفصاح عن الانتهاكات لأن البعض يفسر السكوت والصمت على أنه نوع من الرضا. ويشير مدير مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية إلى أهمية تقديم مشروع قانون لمواجهة العنف الأسري وتقديمه للبرلمان الحالي خلال أسابيع قليلة لمواجهة تلك الظواهر .