انتفاضة وثورة في البيت الكنسي، صفقات وتربيطات وتصفية حسابات كل هذه الأمور تدور بين خدام المسيح، فرغم استقرار رهبان دير أبومقار علي اختيار مرشح من بينهم للمنافسة علي كرسي مارمرقس وهو الراهب باسيلوس المقاري إلا أن اتصالات جرت في الساعات الاخيرة بين الانبا يؤانس سكرتير البابا وبينهم للحصول علي تأييدهم في معركته مع الانبا بيشوي لخلافة البابا، مصدر وثيق الصلة بالكنيسة وأحد القيادات بها أكد أن الهدف من الاتصالات هو اقناعهم بدعمه بدلا من ترشيح أحدهم للمنافسة علي كرسي البطريرك في مقابل الحصول علي استقلال تام للدير فضلا عن تحريرهم من قبضة الكنيسة التي تضطهدهم نظرا لاعتناقهم افكار متي المسكين ألد خصوم البابا شنودة. ومن الواضح أن الصراع المحتدم بين أساقفة المجمع المقدس علي خلافة شنودة لن يكون وحده العامل المؤثر علي الصراع في اختيار البطريرك الجديد فهناك صراع أقوي بين تشكيلات الرهبان القوية في الأديرة من جهة أو الاساقفة في المجمع المقدس من جهة أخري وبينهما تدور معركة تكسير العظام بالرغم من أن صوت هذه الصراعات لا يسمع إلا أن ضحايا هذا الصراع يخرجون يوما بعد الآخر من الاديرة سواء في قرار شلح لأحد الرهبان أو تحديد اقامة وربما تنال مقصلة الانبا بيشوي ليخرج من وظيفته بسبب محاكمتهم الظالمة في أحيان كثيرة والتي يكون الغرض منها دائما فرض السيطرة الحديدية وليس سرا أن باسيلوس المقاري يعتبر أقوي المرشحين لمنافسة الانبا بيشوي علي خلافة شنودة فهو يتمتع بعلاقات طيبة مع معظم رهبان الدير نظرا لكونه شخصية قيادية ومعروفا بفرض آرائه علي الاخرين وكان يكتب حتي 2001 في مجلة مدارس الآحاد وأصدر عددا من الكتب في التدبير الكنسي وبمجرد مشاركته في المؤتمر الاول للعلمانية قامت الدنيا ولم تقعد حتي اصدر الانبا ميخائيل شيخ المطارنة ورئيس دير أبومقار واعتبرته الكنسية منحرف الأفكار نظرا لوصفه البابا شنودة بأنه «قاسي القلب» وكان علي وشك أن يتحول للتحقيق إلا أنه تم ايقاف الامر والاكتفاء بالرد اللاهوتي عليه، أما الأنبا بيشوي رئيس لجنة التحقيق الكنسية فأعفاه من مسئولية الاعلام وأوقفه داخل الدير ثم عدل عن ذلك حتي لا تتفاقم الامور وعزله من لجنة الاعلام فقط، كما تجري تغييرات للعديد من القيادات في الدير كل ستة أشهر لضمان عدم استقلال الدير عن الكنيسة لأنه يعد أقوي الأديرة وبالرغم من اشراف الانبا ميخائيل مطران أسيوط عليه لفترة طويلة ثم اعتذر عن ذلك إلا أن رهبانه ظلوا مستقلين بقرارهم فهم تلاميذ الأب متي المسكين. المرشح الاخير وهو الراهب أغاثون من دير الانبا أنطونيوس والذي كان يكتب بمجلة مدارس الآحاد حتي أبعده البابا إلي كنيسة مرقوريوس «أبوسفين الاثرية بمصر القديمة» بزعم أنه أحبط انقلابا في الكنيسة بعد اعلان الراهب في المجلة اكتشافه كنزا من الايقونات تعود للقرن العاشر وتأسيس مدرسة لترميم الايقونات في مقال بعنوان «حكاية راهب من مصر القديمة» في ذلك الوقت أصدر البابا قرارا بإيقاف جميع كتاب مجلة مدارس الآحاد وسحب اعتراف الكنيسة بالمجلة علي الرغم من أن البابا نفسه كان يكتب مقالات نارية بها وكان رئيسا لتحريرها والذي بمقتضاه حصل علي عضوية نقابة الصحفيين في 1965 ويظهر في الافق الانبا أرميا أشهر من أحاط بالبابا في السنوات الأخيرة والذي يتمتع بشعبية كبيرة داخل الكنيسة ويعتبره البعض المرشح الشعبي للكنيسة نظرا للثقة الكبيرة التي كان يتمتع بها من قبل البابا ولكن يظهر في الافق الانبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة ولكن كل التأكيدات تسير عكس هذا التوقع نظرا لبعده الشديد عن الافق الكنسي وما يدور فيه، ويذكر أن القانون المنظم لانتخابات البابا والذي صدر عام 1957 وتحديدا بعد وفاة البابا يوساب الثاني بعام وتم علي أساسه انتخاب البابا كيرلس السادس وتنص لائحته علي قيد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في كشوف الناخبين وهم أعضاء المجمع المقدس المكون من الاساقفة علي مستوي الجمهورية وعددهم 74 أسقفا منهم 13 أسقفاً عاما بلا إبراشية اضافة إلي 12 مطرانا و39 أسقفا لأبرشيات و9 رؤساء أديرة من جانب أساقفة المهجر وعددهم 15 أسقفا ويضاف إلي هؤلاء ممثلون للمطرانيات علي مستوي الجمهورية وهم وجهاء الاقباط . نشر بتاريخ 26 / 3/ 2012