تزينت مصر بأبهي صورها بقدوم ضيف عزيز علي كل المصريين، وملك دولة تشرفت بالحرمين علي أراضيها، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وسدد خطاه، فقد أسعدت هذه الزيارة شعب مصر العظيم الذي يكن للمملكة السعودية ملكاً وشعباً كل مشاعر الأخوة والاحترام، واستقبل الضيف الكبير بكل حفاوة وتقدير. فزيارة سلمان الحزم لمصر تحمل دلالات ومؤشرات إيجابية تحسب للمنطقة العربية كلها، لما لمصر والسعودية من ثقل سياسي واقتصادي وجغرافي في صنع القرار العربي وتحديد المصير المشترك. فالسعودية دولة محورية في منطقة الخليج العربي بل في الشرق الأوسط، وتلعب دوراً مهماً في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية من إرهاب يمارس بإسم الإسلام مدعوم من الخارج، وأطماع سياسية في المنطقة لدول ليست عربية، تنفث سمومها لزعزعة الاستقرار والأمن فيها. ولعل من أكثر الإيجابيات لهذه الزيارة من وجهة نظري، أنها خيبت آمال أولئك الذين راهنوا علي تغيرات سياسية ستصيب العلاقات بين البلدين بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ! فجاءت الزيارة التي أثبتت للجميع وخاصة أولئك الذين يتربصون الشر والأذى لمصر، أن العلاقات المصرية السعودية متينة، وقادرة علي مواجهة أي تطورات وأحداث في المنطقة برؤية سياسية متشابهة إن لم تكن موحدة، تعود بالخير علي شعوب المنطقة كلها. فهنيئاً لكل عربي غيور علي أوطان العروبة هذا التكاتف والتآزر بين دولتين محوريتين تسعيان لاستقرار وسلامة المنطقة وشعوبها من أي خطر يهدد سلامتهم وأمنهم.