عاد مفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، اليوم السبت ، إلى القاهرة قادما من الهند عن طريق أبو ظبي بعد زيارة استغرقت 3 أيام شارك خلالها في مؤتمر دور القيم الروحية في التصدي للتطرف والإرهاب في نيودلهي. وكان المفتي قد اجتمع - على هامش المؤتمر - بوزيرة شؤون الأقليات الهندية، نجمة هبة الله، وتم تعزيز التعاون الديني بين دار الإفتاء المصرية والمؤسسات الدينية في الهند والوقوف على احتياجات الجالية المسلمة هناك وبحث سبل تقديم الدعم الشرعي لها. وكان قد صرح - عقب اللقاء - أن الإسلام أقام حضارة إنسانية أخلاقية وسعت كل الملل والفلسفات والحضارات وشاركت فى بنائها كل الأمم والثقافات، مؤكدا أن الإسلام الصحيح قادر على إسكات أصوات الأقلية المتطرفة إذا تضافرت الجهود في إتاحة الفرصة للعلماء الذين لهم قدم راسخة في العلم الشرعي في التحدث باسم الإسلام..ونرى أناساً استوعبوا تعددية الحضارات، كما استوعبنا حضارات فارس والهند والصين واليونان وضممناها لحياتنا الثقافية والفكرية وأفدنا منها جميعاً كما أضفنا إليها. كما أفاد بأن دار الإفتاء تبذل جهوداً دؤوبةً نحو الوصل بين الإسلام والواقع ، فنحن نصدر آلاف الفتاوى يوميا بشأن حق المرأة في الكرامة والتعليم والعمل وتولي المناصب السياسية، وإدانة العنف في معاملتها وحقوق الأقليات الدينية وغيرها من القضايا التي تشغل الأذهان في العالم المعاصر . وتابع أن دار الإفتاء استشعرت خطر فتاوى الإرهاب وقامت بحزمة من الإجراءات لمواجهة الآلية الدعائية للتنظيمات الإرهابية ومن ضمنها داعش، وذلك من خلال إقامة مرصد لمتابعة الفتاوي التكفيرية والمتشددة، والرد عليها وتفنيدها من خلال منهج علمي رصين، وإقامة مركز تدريبي متخصص حول سبل تناول ومعالجة الفتاوى المتشددة، وإطلاق صفحة إلكترونية بعنوان "داعش تحت المجهر" باللغتين العربية والإنجليزية لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسوقها التنظيمات الإرهابية. كما تم إطلاق مجلة إلكترونية "بصيرة" باللغتين العربية والإنجليزية لنشر الإسلام الوسطي المعتدل، وترجمة أكثر من 1000 فتوى باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية ونسبة كبيرة منها متعلقة بتفنيد مزاعم التيارات المتطرفة وما تسوقه من مفاهيم وتصدره من فتاوى مغلوطة، وكذلك إصدار موسوعة لمعالجة قضايا التطرف والتكفير باللغات الأجنبية. وكان المفتي قد ألقى كلمة - خلال المؤتمر - أكد فيها أن العالم كله يعيش الآن أزمة روحية وخلقية حقيقية تكاد أن تودي به وتدفع به مرة أخرى إلى شرور المهالك والحروب.. مشيرا إلى أنه قد آن للإسلام أن يوصل رسالته الروحية التي تعمل على إنقاذ الإنسان والبشرية من براثن طغيان المادية المدمرة .