قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن الإسلام الصحيح قادر على إسكات أصوات الأقلية المتطرفة، إذا تضافرت الجهود في إتاحة الفرصة للعلماء، الذين لهم قدم راسخة في العلم الشرعي في التحدث باسم الإسلام. وأضاف مفتي الجمهورية، خلال لقائه بوزيرة شؤون الأقليات الهندية نجمة هبة الله، أن الإسلام بنى حضارة إنسانية أخلاقية، وسعت كل الملل والفلسفات والحضارات، وشاركت في بنائها الأمم والثقافات. وتابع علام: "نرى أنفسنا أناسا استوعبوا تعددية الحضارات، تعرضنا واستوعبنا حضارات فارس والهند والصين واليونان، وضممناها لحياتنا الثقافية والفكرية، وأفدنا منها جميعا كما أضفنا إليها". وبحث مفتي الجمهورية خلال لقائه مع الوزيرة الهندية، تعزيز التعاون الديني بين دار الإفتاء والمؤسسات الدينية في الهند، والوقوف على احتياجات الجالية المسلمة هناك، وبحث سبل تقديم الدعم الشرعي لها. وقال علام: "في دار الإفتاء المصرية نبذل جهودا دؤوبة نحو الوصل بين الإسلام والواقع المعيش، فنحن نصدر آلاف الفتاوى يوميا بشأن حق المرأة في الكرامة والتعليم والعمل وتولي المناصب السياسية، وإدانة العنف في معاملتها وحقوق الأقليات الدينية وغيرها من القضايا التي تشغل الأذهان في العالم المعاصر". وأوضح مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء استشعرت خطر فتاوى الإرهاب، وأجرت حزمة من الإجراءات لمواجهة الآلية الدعائية للتنظيمات الإرهابية، وبينها "داعش"، وذلك من خلال إقامة مرصد لمتابعة الفتاوى التكفيرية والمتشددة، والرد على الفتاوى وتفنيدها من خلال منهج علمي رصين، وإنشاء مركز تدريبي متخصص عن سبل تناول ومعالجة الفتاوى المتشددة، وإطلاق صفحة إلكترونية بعنوان "داعش تحت المجهر" باللغتين العربية والإنجليزية، لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسوقها التنظيمات الإرهابية. وتابع علام، أن من بين حزمة الإجراءات التي اتخذتها دار الإفتاء لمواجهة الآلية الدعائية للتنظيمات الإرهابية، إطلاق مجلة إلكترونية "بصيرة" باللغتين العربية والإنجليزية، لنشر الإسلام الوسطي المعتدل، وترجمة أكثر من 1000 فتوى باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، نسبة كبيرة منها، متعلقة بتفنيد مزاعم التيارات المتطرفة، وما تسوقه من مفاهيم وتصدره من فتاوى مغلوطة، وكذلك إصدار موسوعة لمعالجة قضايا التطرف والتكفير باللغات الأجنبية.