تحولت دول القرن الافريقي من منفى الى ملجأ بعدما اصبحت تستقبل العديد من اللاجئين القادمين من اليمن و كانت فى وقت سابق بالنسبة للافارقة بوابة العبور الى دول الخليج. الا انها وقعت منذ عام 2015 فريسة لحرب بين الحوثيين وجيش التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية مما ادى بدوره الى فرار 170 الف شخص من بلادهم وفقا للاحصائيات التى كشفت عنها المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة. وسلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على تدفق اللاجئين من اليمن الى افريقيا موضحة انه من بين الفارين إلى القرن الأفريقى 20 ألف يمنى وأن أغلب اللاجئين من العمالة المهاجرة الأثيوبية والسودانية والارترية والصومالية حيث استطاع 80 ألف شخص عبور البحر الاحمر خلال عام 2015 على متن قوارب بدائية الصنع. واستقبلت مدينة اوبوك الساحلية فى جيبوتى اللاجئين قبل ترحيلهم الى معسكر مركازى على بعد 4 كيلومترات من الساحل الذى شهد عبور 30 ألف شخص خلال عام 2015. وحاولت السلطات فى جيبوتى بالتعاون مع المفوضية العليا لشئون اللاجئين والمنظمة الدولية لشئون الهجرة مواجهة هذه الازمة الخاصة بتدفق اللاجئين فى دولة يعيش 23% من سكانها تحت خط الفقر ويصل معدل البطالة فيها الى 60%. واوضحت المبعوثة الخاصة بمفوضية الالاجئين أن الخدمات والبنية التحتية فى طريقها للتحسن داخل المعسكر فى جيبوتى إلا أن احتياجات اللاجئين لاتزال قائمة لاسيما فيما يتعلق بالتعليم و المساعدات النفسية و الطبية موضحة ان الحالات الحرجة تم استقبالها فى مستشفى جيبوتى. ومن جانبها استطاعت الصومال خلال عدة اشهر السيطرة على عودة 26 ألف شخص من رعاياها ويعد هذا العدد أقل بكثير من الصوماليين المتواجدين فى اليمن والذين يقدروا بحوالى 250 ألف صومالى. وأوضحت المنسقة الاقليمية للمفوضية العليا لشئون اللاجئين فى اليمن كلير بورجوا ان الصوماليين مترديين في العودة إلى بلادهم التى تعانى من عدم الاستقرار ومنذ ان استعادة قوات التحالف بقيادة السعودية مدينة عدن فى صيف 2015 من قبضة الحوثيين تحسن الوضع فى البلاد حيث تمكنت المفوضية من ايصال المساعدات الانسانية الى مستحقيها وانخفضت اعداد العائدين من اليمن الى الصومال. واستقبلت اثيوبيا 11 الف مهاجر كما استقبلت السودان 5 آلاف ، إلا أن الوضع لا يختلف كثيرا عن الوضع فى باقى دول القرن الأفريقي حيث تظل المشكلة الرئيسية هى اعادة ادماج المهاجرين فى بلدهم الاصلى نظرا لان عودتهم ستكون مؤقتة لعدم توافر الامكانيات التى تقدمها هذه الدول. ويتعرض الأثيبويون لسوء المعاملة فى اليمن حيث تخلى عنهم أرباب العمل وأصبحوا دون مصدر رزق أو مأوى وتخشى المنظمات الإنسانية فى اثيوبيا من أن تتسبب أزمة المهاجرين فى زعزعة استقرار برنامج التنمية القومى لأن الحرب فى اليمن لم تغيير شيئا على أرض الواقع فى اثيوبيا التى يفر منها العديد من المواطنين يوميا متوجهين الى اليمن. واستطاع ما يقرب من 90 الف شخص فى عام 2015 عبور البحر الأحمر من الغرب إلى الشرق من بينهم 90 % من الإثيوبيين الذين ينساقون فى بعض الأاحيان وراء المعلومات المغلوطة التى يخدعهم بها المهربون عن طريق إدعاء أن هناك فرص عمل كثيرة ناتجة عن إعادة إعمار وبناء اليمن.