يبدو أن منصور حسن هو الرئيس التوافقي بعدما تراجع عن موقفه بعدم خوض الانتخابات الرئاسية، واعلانه ترشيح نفسه إلا أن اجتماعات الغرف المغلقة مع المجلس العسكري أقنعته بعدما اجتمع مع الفريق سامي عنان منذ عدة أيام رغم أنه أنكر وقتها حدوث أي اتفاقات مع العسكر، إلا أن واقع الأمرأكد أن هناك اتفاقاً تم بين الطرفين، ويكفي معرفة أن منصور حسن لم يقدم برنامجاً انتخابياً له حتي الآن وهو ما يعني أن البرنامج يتم اعداده من جانب العسكر، في نفس الوقت ضمن منصور دعم عدد من القوي السياسية وحصل علي وعود من عدد كبير من ائتلافات الثورة والعسكر لدعمه. ولد حسن في 10 فبراير عام 1937 في مدينة أبوكبير بالشرقية لأسرة ريفية متوسطة وهو أكبر الأبناء في اسرته التي تتكون من ولدين وثلاث بنات، تزوج من ابنة الدكتور محمد عبد الوهاب زوج الفنانة فاتن حمامة بعد وفاة زوجته الأولي، تلقي تعليمه في مدرسة الروضة الابتدائية بأبوكبير وواصل تعليمه بالشرقية الي أن أرسله والده للدراسة في كلية فيكتوريا بالإسكندرية ثم سافر منصور حسن إلي لندن عاماً ليحصل علي شهادة وعاد ليدرس العلوم السياسية في كلية التجارة جامعة القاهرة. فور تخرجه اشتغل في العمل العام كما التحق بوزارة الاعلام التي شغلها كوزيرللاعلام والثقافة عام 1979 ليكون هو الوزير الخامس الذي يجمع بين وزارتي الاعلام والثقافة ثم عين في سنة 1981 وزيرا للرئاسة والاعلام والثقافة في آن واحد وهي أول مرة تحدث وقد رشحته جيهان السادات ذات يوم ليكون نائبًا للرئيس السادات. بدأ سيناريو دفع حسن إلي قمة الدولة في عهد السادات بتعيينه وزير دولة لشئون رئاسة الجمهورية ليمر بطريقه البريد الذي يأتي للسادات من جميع مصالح الدولة ومنها جهات حساسة بالطبع، في تلك الفترة كان حسني مبارك بصفته النائب يطالع البريد وهو ما جعل جيهان السادات تخشي من أن يأخذ مبارك السلطة كلها في يده لأن كل التقارير تصب عنده ففكرت في تعيين منصور حسن وزير دولة لرئاسة الجمهورية وحثت السادات علي إصدار قرار عرف بالقرار 119 بأن تكون صلاحياته الاطلاع علي البريد الذي كان يذهب لنائب الرئيس وبالفعل أبلغ سكرتيره مبارك بذلك. وفي رواية اخري لقصة صعود منصور حسن أن السادات كان غاضباً بشدة من مبارك بسبب تدخله في شئون الجيش فقال لفوزي عبدالحافظ: قل لمبارك يقعد في بيته ولما أعوزه هابعت له وذهب مبارك ليقيم في قرية مجاويش لمدة أسبوع حتي تهدأ الأمور وأيامها ردد الكثيرون أن منصور حسن كان مرشحاً ليكون نائباً للرئيس السادات بدلاً من مبارك. عارض حسن رغم قربه من الرئيس السادات، وبشدة حملة اعتقالات سبتمبر الشهيرة مما تسبب في توتر العلاقة بينهما لينتهي الأمر إلي تقليص وجوده السياسي آخر أيام السادات ليقتصرعلي دوره البرلماني، إلي أن أتي مبارك وفرض عليه الحظر الكلي، تعرض منصور لنوع من الاقامة الجبرية في منزله منذ 30 عاماً عقب تولي مبارك الحكم خلفاً للسادات، إلا أنه عاد من سنوات الصمت والصبر ليتصدر المشهد بعد اختياره رئيساً للمجلس الاستشاري ويطلق علي حسن أنه أول وأقدم معتقل سياسي في عهد مبارك، فمنذ أن تولي مبارك مقاليد الحكم في أكتوبر 1981 أصدر قراراً باعتقال منافسه وغريمه وبديله في سجن الظل، خاصة أن حسن كان الرجل الأول في مصر منذ 1981 حيث كان مرشحاً بقوة لخلافة السادات إلا أن العقبة الوحيدة كانت أنه مدني وليس عسكريا ومع ذلك كان السادات يستعد لإصدار قرار اختيار منصور نائباً له بدلاً من مبارك حيث ذكر بعض المقربين من السادات وأسرته أنه كان يعتزم إصدار القرار عقب احتفالات أكتوبر 1981 التي لقي فيها حتفه وهو ما دعا البعض الي الربط بين اغتيال السادات يوم 6 أكتوبر 1981 وما كان يعتزم إصداره من قرار كان يحظي بدعم الجناح المدني فقط في نظام السادات. ولعل هذا هو السبب في أن يظل حسن 30 عاماً منفياً في الظل بعيداً عن الحياة العامة بل ومحظور ذكر اسمه في الصحف أو الإعلام أو دعوته في الاجتماعات أو المناسبات حيث كان الرئيس السابق مبارك يكره اسمه بل وصل الأمر الي مطاردة نجله محمد عندما حاول الانضمام لحزب الغد عندما أسسه أيمن نور الذي أجبر نور علي شطب اسمه لان مبارك يكرهه .