تواجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، انتقادات متزايدة احتجاجا على سياسة الانفتاح التي تنتهجها حيال اللاجئين في وقت يسعى خصومها إلى ربط ذلك بالاعتداء جنسيا على حوالى 100 إمرأة في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة، الأمر الذي أثار صدمة في المانيا. والقضية التي تصدرت الصفحات الأولى للصحف تعقد مهمة المستشارة الألمانية مطلع هذا العام لأنها تعيد إلى الواجهة المخاوف التي يثيرها في قسم من الرأي العام التدفق غير المسبوق للاجئين من سوريا والعراق وافغانستان والشكوك حول قدرة البلاد على استيعابهم. وقالت الشرطة المحلية لوكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء، إن أكثر من 100 شكوى قدمت بعد الاعتداء جنسيا على نساء ليلة رأس السنة. وفي هذا الخصوص على ميركل أن تواجه، في بافاريا، غضب حليف كتلتها السياسية الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذي دعاها منذ فترة الى اجتماعه في مطلع السنة الجديدة ليؤكد لها الى اي مدى يرى ان سياسة الحكومة الحالية حول ملف اللاجئين خطير على البلاد. ولدى وصوله قال هورست سيهوفر رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي: "ما زلت على موقفي من ضرورة التغيير في كافة اوجه السياسة حول ملف اللاجئين". ورغم تأكيد السلطات أنها لا تملك في هذه المرحلة أي عنصر يدل على تورط لاجئين في هذه الحوادث استغل منتقدو ميركل هذه الفرصة مستندين في ذلك الى شهادات ضحايا ذكروا أن ملامح المعتدين "عربية" أو "شمال إفريقية". ومع انتظار نتائج التحقيقات، بدأت شخصيات سياسية تستغل الحدث. وقالت فراوكه بتري زعيمة الحزب الشعبوي "البديل لالمانيا" الذي تشير استطلاعات الرأي إلى تقدمه: "هل تبدو المانيا منفتحة بشكل كاف على العالم في نظرك سيدة ميركل؟". وداخل التحالف الحكومي وجد المحافظون البافاريون في الاتحاد الاجتماعي المسيحي وسيلة لتعزيز حججهم. ولم تبدأ الشرطة المحلية بكشف الموضوع الا الاثنين بعد ثلاثة ايام على راس السنة واعطاء تفاصيل عن حجمه الثلاثاء. وأكدت أن شكاوى الضحايا لم تصل إلا تباعا وتحدثت النساء فيها عن تعرضهن لملامسات من قبل مجموعة رجال. وسجلت مثل هذه الحوادث لكن بحجم اقل في هامبورغ (شمال) وشتوتغارت (جنوب غرب) ليلة رأس السنة. وفي هذا الإطار، فإن الضغوط على ميركل للحد من عدد طالبي اللجوء ستزداد خصوصا وأن الوتيرة مستمرة رغم الطقس البارد مع قدوم الآلاف يوميا (127320 في ديسمبر و1،1 مليون في 2015) وفقا للأرقام التي نشرتها الحكومة اليوم الأربعاء. وقال سيهوفر إنه "بهذه الوتيرة سيصل هذا العام عددا اكبر من اللاجئين في 2015". لكن ميركل ترفض فكرة تحديد سقف حتى وان تعهدت خفض عدد المهاجرين بشكل كبير في اطار حل اوروبي لم يتم بعد التوصل اليه. وفي أوروبا تسعى الدول إلى إغلاق حدودها الوطنية بشكل احادي لابعاد اللاجئين الى الدول المجاورة اكثر مما تسعى للتوصل إلى توافق.