أكد السفير المصرى بالخرطوم أسامة شلتوت، أن ملف مياه النيل شهد خلال الفترة السابقة العديد من التناقضات، وذلك قبل اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى مريام ديسالين، وتوقيع مذكرة تفاهم بين الرئيسين حول الخطوط الاسترشادية للتعامل مع مشكلة السد الإثيوبى، وهو ما اتضح خلال عناصر المذكرة الموقعة التى تهدف إلى تقريب وجهات النظر، وتؤكد على حق الدول فى الاستفادة من مواردها المائية بشرط أن يكسب الجميع دون إلحاق أية أضرار بدولة على حساب أخرى. وأضاف شلتوت- خلال لقائه بالصحف القومية ووكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم اليوم الأحد- إن مصر مثلما كانت قائدة حركات التحرر الوطنى لدول القارة الأفريقية بما فيها دول حوض النيل فإنها تتعامل فى الفترة الحالية من منطلق أن يكون نهر النيل شريان شعوب النيل بالتعاون من خلال حوار يتسم بالشفافية مع إرادة الشعوب فى تنمية شاملة بما لا يعود بالضرر على الآخرين. وقال السفير أن الرئيس عمر البشير يمر بظروف صحية صعبة حيث أجرى جراحة حالت دون تنفيذ وعده بزيارة القاهرة وهو حاليا فى فترة نقاهة، وفور الانتهاء منها سوف يقوم بزيارة القاهرة وهذا السبب وراء عدم زيارته، ولا يوجد أسباب سياسية كما تشيع بعض وسائل الإعلام التى تسعى لبث الفتنة بين البلدين. وحول موقف السودان من سد النهضة، أوضح أن السودان دورها هام ومحورى فى هذه المفاوضات وغيرها حيث أنها طرفا فيها وليست وسيطا أو محايدا كما تحاول بعض وسائل الإعلام بثه بين الشعبين لان لها مصالح ومخاوف أيضا فى سد النهضة. وفى رده على سؤال حول مذكرة التفاهم التى وقعت على هامش قمة غينيا الاستوائية بين القاهرة وأديس بابا، وهل يمكن الاعتماد عليها باعتبارها تؤسس لعلاقة قوية بين البلدين قال السفير أسامة شلتوت، أن المذكرة تعد التزاما معنويا يمكن تحقيقه على أرض الواقع مع ملاحظة أن الرئيس السيسى خلال زيارته للسودان خلال عودته من غينيا الاستوائية مع الرئيس البشير تم الاتفاق على أهمية الحوار للتوصل إلى اتفاق. وبشأن اتفاقية الدفاع المشترك بين السودان وأثيوبيا أوضح السفير "هذا الكلام خارج عن السياق لان هناك لجنة عليا بين البلدين تعقد بصفة دورية برئاسة قادة البلدين وتناقش كافة القضايا المشتركة منها التعاون الأمنى بالضرورة لضبط الحدود، والذى سبقته عدة اجتماعات لمناقشة الجوانب الفنية لتامين الحدود، وهى نفس الحال مع دولة تشاد".