أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق مئات المحتجين اليوم الأحد في اسطنبول المطالبين برفع حظر التجول في جنوب شرق البلاد، حيث يكثف الجيش عملياته ضد المسلحين الأكراد. ألقى بعض المحتجين قنابل حارقة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وأسرعت شاحنة تحمل مدفع مياه ذهابا وإيابا في شارع الاستقلال، وهو شارع تجاري مزدحم، حيث أطلقات دفعات قصيرة من المياه على المحتجين. استخدم المتظاهرون والسياح المتفاجئون الليمون والمشروبات الغازية لتحييد آثار الغاز المسيل للدموع. وطاردت شرطة مكافحة الشغب المتظاهرين في الشوارع الجانبية الصغيرة وقامت باعتقالات فيما حلقت مروحيات. وقال شهود عيان إن مراهقين من رماة الحجارة اشتبكوا مع الشرطة في حي تارلاباسي المجاور، وهو مركز للمهاجرين الأكراد من جنوب شرق تركيا. وفي ديار بكر، العاصمة الرمزية للأكراد في تركيا، تحدث سكان عن اشتباكات عنيفة بين جناح الشباب في حزب العمال الكردستاني والشرطة في قضاء سور. ووردت أنباء عن وقوع اشتباكات أيضا في الجزيرة ونصيبين وسيلوبي، وفقا لنشطاء أكراد. وصعدت تركيا عملياتها الأمنية في مدينتي سيلوبي والجزيرة ذواتا الأغلبية الكردية. وتم نشر حوالي 10 آلاف جندي تدعمهم دبابات، وفقا لوسائل الإعلام المحلية. أعلن الجيش التركي أن جنديا قضى متأثرا بجروح أصيب بها أمس السبت، وتعهد بمواصلة العمليات "حتى استتباب الأمن العام". وأعلن الجيش أيضا مقتل 11 مسلحا من حزب العمال الكردستاني، ما يرفع العدد الإجمالي للقتلى من "الإرهابيين" إلى 80. وتعتبر تركيا حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وتعهدت ب"تطهير" البلاد من المتمردين. وقتل ما يقرب من 2000 شخص منذ انهيار وقف إطلاق نار غير رسمي مدته عامين بين تركيا وحزب العمال الكردستاني في يوليوتموز. وأودى الصراع المستمر منذ ثلاثة عقود بين قوات الأمن التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني بحياة أكثر من 30 ألف شخص.