في العدد الجديد من مجلة "ذاكرة مصر"؛ المجلة الربع سنوية الصادرة عن مكتبة الإسكندرية وهي مجلة ثقافية تعني بتاريخ مصر الحديث والمعاصر، تستكتب شباب الباحثين والمؤرخين وتعرض لوجهات نظر مختلفة ومتنوعة. ويضم العدد مجموعة متنوعة من الموضوعات الشيقة يأتي في مقدمتها الملف الخاص بمدينة القاهرة، تناول فيه مجموعة من الكتاب تاريخ المدينة من زوايا مختلفة منها مقال للدكتور خالد عزب بعنوان "مصر .. عاصمة مصر المنسية" يذكر فيه أن التحول السياسي، الذي حدث فى مصر نتيجة للفتح الإسلامي، أدى إلى اختيار مقر جديد للحكم يكون داخلي وقريب من عاصمة دولة الخلافة آنذاك وهي المدينةالمنورة. ووقع اختيار عمرو بن العاص على موقع معسكره بجوار حصن بابليون، الذي يقع قرب التقاء دلتا النيل، بنيل صعيد مصر. وهو موقع قريب جغرافيًّا من العاصمة الفرعونية، فكانت مدينة الفسطاط. ومقال للدكتور أيمن فؤاد سيد عن التطور العمراني للمدينة؛ يؤكد فيه على أن بداية القرن التاسع عشر تمثل تغيرًا جذريًّا في تطور القاهرة، وليس أقل من القول بأنها كانت تحمل إرهاصات هذا التغيير. ففي هذا الوقت قُسِّمت المدينة إلى ثمانية أقسام؛ لتسهيل إدارتها وإشراف الشرطة عليها، وأزيلت أبواب الحارات، واتُخذت إجراءات حاسمة لمكافحة الأوبئة ولنظافة المدينة، وفتح طريق عريض ممهد ومظلل يربط المدينة ببولاق، وفُتِح شارع الموسكي، وزُرعت الأشجار على جانبي بعض الطرق، وجُففت جزئيًّا بركة الأزبكية، وأزيلت المقابر الواقعة داخل المدينة، وعُدِّلت كثير من المسالك تبعًا للضرورات التي استجدت. ومقال آخر للدكتور عمرو منير بعنوان "القاهرة في الأساطير العربية" أشار فيه إلى أنه كان من الضرورة بمكان؛ أن تحظى القاهرة بقدر أوفر من الأساطير والحكايات الشعبية خاصة فيما يتعلق بنشأتها وتأسيسها، الأمر الذي جعل أساطير تأسيس القاهرة تطغى على أسطورة تأسيس الإسكندرية ذات القدم في الزمان والمكان، وتتشابه معها في المضمون، الأمر الذي يفسر أن هذه القصص بأبعادها الأسطورية لم تبد ناتئة أو شاذة عن نسيج وروح القصص الوارد عن تأسيس المدن وفكرة الطالع السعيد، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى قد يرجع تقارب روايات تأسيس القاهرة مع روايات تأسيس الإسكندرية إلى تشابه ولزوجة تركيب الوجدان الشعبي نفسه، أو ربما كانت تلك الاستعارة من باب خلع صفات على القاهرة شبيهة بصفات عراقة تاريخ الإسكندرية، ورغبة الوجدان الشعبي في أن يجعل القاهرة مؤثرة لا متأثرة، معيرة لا مستعيرة، ناحلة لا منتحلة. أما الرئيس الراحل محمد أنور السادات فتنشر لأول مرة مجموعة من الصور الخاصة بزيارته لأمريكا في فبراير 1966م، بصفته رئيس مجلس الأمة آنذاك؛ تلك الزيارة التي استمرت 10 أيام. كانت الزيارة في واشنطن مزدحمة بنشاطات ولقاءات على أعلى المستويات السياسية في العاصمة الأمريكية قبل أن يطير إلى نيويورك ثم كاليفورينا ويزور مدينة والت ديزني "الصناعية" الأمريكية الشهيرة. ويشاهد خيالات صناعية حول قطارات المستقبل الطائرة، والسيارات التي تسير في أعماق الماء، وحيوانات الغابة التي انقرضت منذ آلاف القرون وقد صنعت من البالون، والحيوانات التي تخيلها الخيال الأمريكي في غابات القرون القادمة. وفي نيويورك تحدث أنور السادات إلى الطلبة المصريين حول لقائه بالرئيس الأمريكي، ووزير خارجية أمريكا، ومساعده ريموندهير الذي كان يمثل بلاده في القاهرة خلال العدوان الثلاثي علينا، ومع المستر ماكورماك؛ رئيس مجلس النواب الأمريكي، ورؤساء اللجان البرلمانية، ولقائه بالمستر يوثانت في نيويورك. وكان لقاء الطلبة المصريين برئيس مجلس أمتهم في نادي مركز كارنيجي الدولي؛ حيث دام لقاؤهم به عدة ساعات. موضوعات عدة يضمها العدد منها حكاية رجل مصري كافح في مجال الطب وخطى به خطوات واسعة هو الدكتور علي باشا إبراهيم، وقصت لنا سوزان عابد مشواره من القصر العيني إلى متحف الفن الإسلامي. ومقال للباحثة شيرين جابر عن القضية الفلسطينية مستخلصة من الخطابات السرية المتبادلة بين جمال عبد الناصر وجون كينيدي. ومقال للدكتور صفاء خليفة تتناول فيه قضية الشيخ الذهبي واغتياله على يد الجماعات المتطرفة. ومقال للباحث محمود عزت عن يخت المحروسة الملكي مزودًا بالصور النادرة لليخت. ومقال للباحث عبد العزيز فضالي عن قبيلة الهوارة في مصر. المزيد والمزيد من الروائع والنوادر أدعوكم لقراءته على صفحات المجلة.مجلة ذاكرة مصر الصادرة عن مكتبة الإسكندرية، رئيس تحريرها الدكتور خالد عزب وسكرتيرة التحرير سوزان عابد والتصميم والإخراج الفني لماري يوسف.