رفض الكثيرون من المتابعين والعاشقين لعالم الساحرة المستديرة "كرة القدم" تحميل المغرب مسئولية انسحابها رسميا من تنظيم مسابقة كأس الأمم الأفريقية رقم (30) المقرر انطلاقها 17 من شهر يناير القادم حتي الثامن من فبراير. في المقابل نادي بعض الرياضيين من الاتحاد الافريقي لكرة القدم توقيع العقوبات علي المغرب باعتبارها جاني وليس مجني عليها ، خاصة وأن تخليها عن استضافة العرس الكروي جاء قبل إنطلاق البطولة ب3 شهور فقط، مما احدث حالة من الارباك والاستنفار ب "الكاف" شديدة والبحث عن بلد اخري تنظم المسابقة علي ملاعبها ، وهو ما رحبت به عدة دول منهم جنوب افريقيا والجزائر والسودان ومصر. المسئولين عن اقامة هذا الحدث الكبير انتابهم جميعهم حالة من الذعر بسبب تفشي مرض وباء الإيبولا في دول غرب افريقيا، يأتي في مقدمتهم غينيا ثم ليبيريا وسيراليون وغانا، وزاده الرعب خوفا من انتقال وانتشار الوباء الي بلدهم وتعرض مواطنيهم للإصابة بالفيروس اللعين. هلع الحكومة المغربية من انتقال وباء الإيبولا الي بلادهم دفعهم في البداية الي ارسال طلب للاتحاد الافريقي، يتضمن تأجيل البطولة، ورهن اقامتها لانتظار التقارير التي ستصدرها منظمة الصحة العالمية بخصوص مدي الضمانات التي يجب أن تتوفر للحذر والاحتراس من انتشار الفيروس، رغم تقريرها السابق والذي جاء بعنوان " القادم اسوء". وزير الشباب والرياضة المغربي محمد اوزين أكد أن بلاده لديها حالة من الفزع بسبب ارتفاع احصائيات حالات الموت في افريقيا وازدياد حالات الإصابة، راجعا تلك الريبة والشك لضخامة حدث تنظيم البطولة الافريقية والذي سيشهد وجود عدد كبير من المشجعين يصل عددهم الي مليون شخص كما أشار سيسافرون لمساندة منتخبات بلادهم بالعرس الكروي. علما بأن احد مسئولي "الكاف" وهو عبد المنعم "شطة" نجم منتخب مصر الاسبق والأهلي كان قد اشار انه لا يمكن للاتحاد الافريقي اجبار المغرب علي استضافة البطولة، فبعد أن اقترح المسئولين بالمغرب اقامة البطولة في صيف العام المقبل او الغائها واحتضانها عام 2017 . أعلنت الممكلة صباح يوم الاربعاء انسحابها الرسمي بعد توصيات وزارة الصحة المغربية بضرورة تجنب التجمعات الجماهيرية حرصا علي عدم توسع انتشار الفيروس، وهو ما جعل مصير المسابقة غير معلوم، وانتظار ما سيسفر عنه الاجتماع الذي سيعقد بين مسئولي الاتحاد الافريقي والمغرب بالشهر المقبل. وباء "الايبولا" غزا بلدان غرب افريقيا منذ زمن ليس بالقريب، اكتشفت اول حالة اصيبت بالفيروس في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1976 قرب نهر ايبولا ويعتقد انه انتقل من هناك الي دول غرب افريقيا حسب ما اشار اليه الخبراء، تفشي الوباء في ليبيريا وسيراليون وفي الوقت الحالي نيجيريا. دول عديدة قامت بإغلاق مطاراتها واخري اعلنت حالة الطوارئ والاستنجاد بمختلف دول العالم المتطورة الكبري لارسال العقاقير المضادة للفيروس. ** اعراض مرض (الايبولا) وكيفية انتشاره : الايبولا في مراحلها الأولي تظهر علي هيئة عدة اعراض في بدايتها ، شعور المتلقي للفيروس بارتفاع في درجة الحرارة والام شديدة في منطقة الرأس والعضلات، ثم في المرحلة الثانية يشهد الجسم نزيفا داخليا وخارجيا بالإضافة للتقيؤ والإسهال وقصور في وظائف الكلي. الفيروس ينتقل بالاتصال المباشر مع الدم أو السوائل الحيوية أو انسجة الأشخاص أو الحيوانات المصابة وينتشر اكثر خلال مراسم "الدفن" حيث يقوم أهل وأقارب المتوفي "بإحتكاك ولمس" جثة المصاب وهو ما يؤدي لانتقال المرض، ولا ينتقل الفيروس بالمياه ولا بالجو . ** الوقاية من توسع انتشار الوباء : عدم لمس الاشخاص الذين تظهر عليهم اعراض المرض ، يجب أن تكون اجراءات دفن المتوفي امنه، وابعاد اهله واقاربه من الاقتراب منه. ابدت عدد من الدول رغبتها في استخدام جسم مضاد للفيروس وهو حاليا مازال في طور التجربة بالولايات المتحدةالامريكية، حيث تم حقن شخصين امريكيين بعد اصابتهما في ليبيريا وهم طبيب وراهبة، ومن المقرر أن يحقن كاهن اسباني بالمصل بعد أن اصيب ايضا بالعدوي في ليبيريا ونقل الي مدريد. منظمة الصحة العالمية تعمل بكافة جهودها لمحاربة انتشار المرض، وهو ما جعل الدول الأفريقية التي انتشر بها الفيروس وضع خطة لمكافحة هذا الوباء بقيمة مئة مليون دولار. ** خطورة (الايبولا) علي دول العالم : يشهد الوباء درجة كبيرة من التطور في افريقيا، وصل عدد الوفيات الي أكثر من 4 الاف شخص بنسبة بلغت 50 الي 90 بالمائة ، في المقابل ارتفاع شديد في حالات الاصابة وصل الي 1779 حالة، وذلك لانعدام العلاج وحتي ذلك الوقت التي نتحدث فيه لا يوجد علاج او لقاح مضاد لفيروس الايبولا. الوفاة مؤكدة وغالبا ما تحصل في اليوم الثامن من تلقي الفيروس لاصابته جهاز البنكرياس بالتهابات حادة ، منظمة الصحة العالمية مؤخرا أن ليبيريا أصبحت اليوم بؤرة لوباء الايبولا الذي انتشر بسرعة البرق في افريقيا. الخبراء اكدوا أن خطورة "الايبولا" تكمن في عدم معرفة التوقيت الذي سيمحي فيه الوباء خاصة مع استمرار تفاقم ارتفاع حالات تفشيه بدول غرب افريقيا، وأن المرض اصبح خارج عن السيطرة خصوصا في ليبيريا وسيراليون، مشددين بأن الخطر قادم لا محالة بانتقاله الي البلدان الاخري.